الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولعمري لقد توقعت عزله عن حلب لما فعل ذلك؛ فقلت «1» :
رأى حلبا بلدا داثرا
…
فزاد لإصلاحها حرصه
وقاد الجيوش لفتح البلاد
…
ودق لقهر العدا فحصه
وما بعد هذا سوى عزله
…
إذا تم أمر بدا نقصه
وفي سنة سبع وثلاثين وسبعمائة توفي الأمير جمال الدين خضر بن نائب حلب الطنبغا بحلب، ودفن بالمقام. ثم عمل له والده تربة حسنة عند جامعه خارج حلب. ونقل إليها.
وكان حسن السيرة، ليس من أعجاب أولاد النواب في شيء «2» .
ومما قلت فيه تضمينا «3» :
أيبست أفيدة بالحزن يا خضر
…
فالدمع يسقيك إن لم يسقك المطر
منها خلقت فلم يسمح زمانك أن
…
يشين حسنك فيه الشيب والكبر
وإن كان يتضمن هذا التضمين القول بموت الخضر عليه السلام.
وقد تقدم الكلام على الطنبغا في فصل النواب. انتهى.
جامع تغري بردي
«4»
، توفي «5» سنة خمس عشرة وثمانمائة. وكان متواضعا يعرف شيئا من العلم، بنى جامعا بحلب.
وكان قد أسسه [ا] بن طومان «6» .
وفي ذلك يقول الأديب زين الدين بن إبراهيم بن سليمان الرهاوي كاتب السر بحلب، وكتبه على عتبة منبره:
منبر جامع محاسن فضل
…
ذلك الجمع ماله من نظير
خص عزا بجمعة وخطاب
…
عن رسول مبشر ونذير
قد بناه لله تغري بردي
…
كي يجازى بجنة وحرير
ومن نظمه «1» :
يا غائبين وفي سري محلهم
…
دم الفؤاد بسهم البين مسفوك
أشتاقكم ودموع العين جارية
…
والقلب في ربقة الأشواق مملوك
أقول: وهو شعر وزن لا بديع فيه ولا انسجام.:
وهذا الجامع بني «2» في سنة سبع وتسعين وسبعمائة.
وفيه تصديران على قاعدتي الإمامين الشافعي «3» ، وأبي حنيفة؛ أسندهما «4» الشيخ شمس الدين الغزي، وجمال الدين الملطي الحنفي. وفقها [ء] على المذهبين ومحدث يقرأ البخاري.
وفي خارجه من جهة الغرب بالقرب من بابه الصغير عمود من رخام أصفر كان بعض الناس يقرب إليه، ويتبرك به، فكسره بعض القضاة. انتهى.
[الشاعر عمر الرهاوي] :
(13 ظ) ف وهذا الناظم المذكور؛ أعني عمر الرهاوي ترجمه شيخنا في تاريخه «5» ؛ وقال إنه قرأ على أبي المعالي بن عشائر، وبرع في النظم. ولي كتابة السر بحلب عوضا عن ابن أبي الطيب. ثم خطابة الجامع الأعظم بعد وفاة أبي البركان الأنصاري.