الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترب التي بظاهر حلب
«تربة القفطي» :
خارج حلب بالقرب من مقام الخليل.
أنشأها أبو الحسن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني ثم التيمي القفطي.
وهي قبة لطيفة محكمة البناء ومكتوب على ظاهرها: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
[فائدة] :
قلت: العامة على ذو هذه بالواو صفة للوجه. وقرأ أبي وعبد الله ذي بالياء صفة لربك. وأما التي في آخر السورة فقرأ ابن عامر ذو الجلال بالواو وجعله تابعا للاسم وهكذا هي مرسومة في مصحف الشاميين. والباقون بالياء صفة للرب فإنه هو الموصوف بذلك. انتهى.
وتوفي في شهر رمضان سنة ست وأربعين وستمائة. وأما أبو القاضي الأشرف أبو الفضائل يوسف فتوفي في ذي جبله بالكسر ثم السكون في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وستمائة.
[مدينة ذي جبلة] :
وذي جبلة: مدينة باليمن وتسمى ذات النهرين. وهي من أحسن مدن اليمن وأنزهها، وأطيبها. قال عمارة: جبلة رجل يهودي وكان يبيع الفخار في الموضع الذي بنيت فيه الحرة الصليحية دار العزوبة سميت المدينة.
وكان أول من اختطها عبد الله بن محمد الصليحي «1» ؛ المقتول بيد الأحول مع
الداعي يوم المهجم في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. وكان أخوه علي قد ولاه حصن التعكر وهذا الحصن على الجبل المطل على ذي جبلة. وهي في سفحه. وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء.
وكان عبد الله بن محمد الصليحي قد اختطها في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وحشر إليها الرعايا من محلا «1» وجعفر.
وقال علي بن محمد بن زياد الماربي؛ وكانت ذو جبلة للمنصور بن المفضل أحد ملوك آل الصليحي فأخذها منه الداعي محمد بن سبأ:
بذي جبلة شوق إليك وإنها
…
لتظهر للشيخ الذي ليس يضمر
عوائد للغيد الغواني فإنها
…
عن الشيخ نحو ابن الثلاثين تنفر
ومولد الأشرف المذكور في غرة صفر سنة ثمان وأربعين بقفط.
وله ولد آخر وهو القاضي المؤيد أبو إسحاق إبراهيم وكان الأشرف قد خرج من قفط في سنة اثنين وسبعين وخمسمائة في الفتنة التي كانت بها بسبب الإمام الذي أقاموه وكان من بني عبد القوي الداعي، وادعى أنه داود بن العاضد فيها. ونفذ صلاح الدين يوسف بن أيوب أخاه العادل أبا بكر فقتل من أهل قفط نحو ثلاثة آلاف وصلبهم على شجرها بظاهر قفط بعمائمهم وطيالسهم «2» . (82 ظ) ف
وخدم الأشرف خدم سلطانية منها بالصعيد. ثم النظر في بلبيس ونواحيها. ثم النظر في البيت المقدس ونواحيه، وناب عن القاضي الفاضل في كتابة الإنشاء «1» بحضرة السلطان صلاح الدين ثم استوحش من العادل ووزيره أبي شكر فقدم حران فاستوزره الأشرف موسى بن العادل «2» ثم سأله الأذن له في الحج فأذن له وجهزه أحسن جهاز على أن يحج ويعود فلما حصل بمكة امتنع من العود. ودخل اليمن فاستوزره أتابك سنقر في سنة اثنتين وستمائة ثم ترك الخدمة وانقطع بذي جبلة ورزقه دار عليه إلى أن مات في الوقت المذكور.
وكان أديبا، فاضلا، مليح الخط، محبا للعلم وللكتب واقتنائها، ذا دين متين.
وكرم. رحمه الله تعالى.
[القاضي الأكرم علي بن يوسف القفطي] :
إشارة: قال الذهبي في ترجمته على المذكور: وكان إماما، أخباريا، مؤرخا وافر الفضائل، صدرا محتشما، معظما. كريما جوادا. حلو الشمائل. له عدة تصانيف منها:«أخبار النحاة وما صنفوه» ، وكتاب:«أخبار المصنفين» ، وكتاب:
«الكلام على الموطأ» ، وكتاب:«أخبار الملوك السلجوقية» ، وكتاب:«تاريخ مصر إلى دولة صلاح الدين» في 6 مجلدات و «تاريخ اليمن» ، «تاريخ