الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرضي المذكور قيل أنه كتبوا فيه إلى نور الدين أنهم أخذوا عليه تصحيفا كثيرا من جملته أنه اشترى حانوتا وفيه مقلى فإن كان من الخزف فصفحها؛ وقال: فإن كان من الخرق. وأنه قال في الجنائز: الجبائر.
ودرس في هذه المدرسة أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن أمين الدولة؛ وهو مذكور مع أقاربه.
ودرس بها أيضا الحسين بن محمد بن أسعد الفقيه المعروف بالنجم، وله تصانيف في الفقه منها شرح الجامع الصغير لمحمد بن الحسن فرغ من تصنيفه بمكة. وله الفتاوى والواقعات، وكان دينا وله حكاية طويلة في حضوره عند نور الدين وقد سأله عن لبس خاتم في يده فكان فيه لوزات من ذهب فقال: لم تتحرز عن هذا ويحمل إلى خزانتك من المال الحرام كل يوم كذا وكذا فأمر نور الدين بإبطال ذلك.
وسميت بالحلاوية لأنه كان عندها سوق الحلوانيين «1» .
«المدرسة الشاذبختية
«2» » :
هذه المدرسة بدرب العدول، وهو سوق النشابة «3» .
أنشأها الأمير جمال الدين شاذبجت الخادم الهندي الأتابكي. وكان نائبا عن نور الدين بحلب بقلعتها.
ومحرابها عجيب «1» ولها ايوان وخلاوي للفقهاء.
[الأمير شادبخت الهندي الأتابكي] :
وشادبخت المذكور استمر أمره بالقلعة، وحفظها على ولد نور الدين الصالح مدة حياته. وكان شاذبخت شهما من الرجال ذا رأي سديد، وعقل وافر، وتدبير حسن، وله اليد البيضاء في فعل المعروف، وبناء الربط والمدارس.
بنى بحلب مدرستين:
- هذه
- والأخرى ظاهر حلب شماليها؛ وكان يعرف بمشهد الزرازير. ورأيته وهو عامر.
ثم إن الدولة هدمته. وأخذوا الحجارة لعمارة سور حلب. والفاعل لذلك باك نائب السلطنة بقلعة حلب في زمن الأشرف.
ونقل ابن العديم عز الدين وقفه بمربع شريف إلى الشاذبخيتية المذكورة. انتهى. ووقف شاذبخت المذكور أوقافا على الصدقات. وعلى خانقاه سنقر جار وقف بحران خانقاه للصوفية. ولما توفي الصالح حفظ حلب. ولم يزل يأمر فيها وينهى إلى أن قدم عز الدين.
انتهى ما رأيته بخط ابن عشائر.
ولما كملت هذه المدرسة استدعى من سنجار نجم الدين مسلم بن سلامة ليوليه تدريسها فقدم حلب وأصبح ليذكر بها الدرس. واحتفل شاذبخت لوليمة يعملها فسير الظاهر غازي إليه وسأله أن يوليها موفق الدين بن النحاس فلم يسعه مخالفة الظاهر. وانعكس عليه مقصوده. فتولى الموفق المدرسة. وسار النجم عن حلب. انتهى.
ومما ينسب لعبد المحسن الصوري: (61 و) ف
أنست بوحدتي حتى لو أني
…
رأيت الأنس لا ستوحشت منه
ولم تدع التجارب لي صديقا
…
أميل إليه إلا ملت عنه
فأجازه النجم السنجاري:
لأني قد خبرتهم انتفاذا
…
فبرء من شئت منهم ثم منه
إذا عاشرت خلا صار خلا
…
وإن تسأل عن العاصي تكنه
انتهى. (60 و) م
ولم يزل الموفق متوليها إلى أن توفي يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر سنة اثنين وستمائة «بتل عبدة «1» » من عمل «حران» عائدا من رسالة حملها لصاحب تبريز من جهة الظاهر غازي. ونقل إلى حلب فدفن بها.
وتولى بعده تدريسها القاضي شمس الدين محمد بن يوسف بن الخضر المعروف بابن القاضي الأبيض- قاضي عسكر العادلي- ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي ليلة الخميس سابع عشري شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة.
وتولى تدريسها بعده الصاحب كمال الدين أبو القاسم عمر بن أبي جرادة ولم يزل مدرسا بها وولده مجد الدين عبد الرحمن ولم يزل ينوب عن والده إلى أن استقل بها أخوه جمال الدين محمد ولد الصاحب كمال الدين إلى أن كانت فتنة التتر سنة ثمان وخمسين والتدريس بأيديهم إلى زماننا.
وقد نزل بها الشيخ باكير الحنفي وكان مدرسا بها متبرعا علوما شتى.