الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فولي تدريسها الشيخ الإمام عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن أبي البركات هبة الله ابن أبي الرضا سعيد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله الموصلي الشافعي المعروف (بابن باطيش)«1» صاحب التصانيف المفيدة. ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي نهار الخميس رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وستمائة ومولده يوم الأحد سادس عشر المحرم سنة خمس وخمسين وستمائة..
ثم ولي تدريسها الشيخ زين الدين عبد الملك بن الشيخ شرف الدين أبي حامد عبد الله بن الشيخ شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن العجمي في سنة (46 ظ) م ست وخمسين وستمائة. ولم يزل مدرسا بها إلى أن استولت التتر على حلب. واستمر بها بعد ذلك إلى أن خرج من حلب. انتهى.
وهذه المدرسة آل أمرها إلى التاج الكركي- قاضي حلب- وكان يسكن بقاعتها.
والمدرسة المذكورة [ا] تجاه المدرسة الصاحبية التي أنشأها ابن شداد الآتي ذكرها بالقرب من جامع المرحوم تغري بردي «2» . انتهى.
ومن وقفها: تل باجر «3» .
«4» :
أنشأها: [القاضي بهاء الدين ابن شداد] :
الشيخ الإمام العالم العامل العلامة أبو المحاسن وأبو «5» العز يوسف بن رافع بن تميم
ابن عتبة بن محمد بن عتاب الأسدي- قاضي حلب المعروف بابن شداد- وفي كلام المؤيد لم يكن في أيامه من اسمه شداد بل لعله كان في نسب أمه. فاشتهر به. (45 ظ) ف وغلب عليه. ترجمه ابن خلكان «1» ترجمة حسنة. منها: توفي أبوه وهو صغير فنشأ «2» عند أخواله بني شداد، فنسب إليهم. وكان شداد جده لأمه. ولد بالموصل ليلة العاشر من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وعمرّ هذه المدرسة سنة إحدى وستمائة وتوفي يوم الأربعا [ء] رابع عشر صفر سنة اثنين وثلاثين وستمائة، ودفن في تربته التي بجانب هذه المدرسة.
والدعاء مستجاب عند قبره، ولما كنت أحضر الدرس مع شيخنا المؤرخ كان يقف عند قبره ويدعو. وسمعته يقول أنه كان يلبس لباس البغاددة بحلب.
وهذه المدرسة ليست محكمة البنا [ء] . وهي صغيرة. قليلة البيوت للفقها [ء] . وبها ثلاثة أواوين.
قال الذهبي في ترجمة بانيها «3» : ولم يرزق ولدا. ولا كان له أقارب. واتفق أن الظاهر أقطعه أقطاعا يحصل له منها جملة كثيرة. فعمّر منه مدرسة ثم عمر في جوارها دار حديث وبينهما تربة له. وصار المشار إليه في تدبير الدولة بحلب إلى أن كبر واستولت عليه البرودات والضعف، فكان يتمثل بهذا:
من يتمنى العمر فليدّرع
…
صبرا على فقد أحبابه
ومن يعمّر يلق «4» في نفسه
…
ما يتمناه لأعدائه «5»