الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نفيحين، وحصة بقرية مشقاتين «1» . وكتاب وقفها موجود. انتهى.
«المدرسة الشعيبية الشافعية
داخل باب أنطاكية» :
لما فتح المسلمون حلب اختطوها. وهي أول ما اختط من المساجد ولذلك يقال مسجد الأتراس كما تقدم. ثم عرفت بمسجد الغضائري:
[أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري] :
وهو «2» أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان سمع عبد الله «3» ..... بن وبشر بن الوليد «4» وعبد الله بن.... وعبيد الله القواريري «5» وطائفة. وعنه عبد الله بن عدي وجماعة. وثقه الخطيب.
وهو أحد الأولياء من أصحاب السري السقطي «6» . حج من حلب أربعين حجة؛ قاله ابن العديم «7» .
وشاهدت بخط الشيخ شمس الدين بن الركن قال أبو إسحاق الحنبلي قدمت على علي بن عبد الحميد الغضائري- رضي الله عنه فوجدته من أفضل خلق الله. وكان لا يتفرغ من الصلاة آناء الليل والنهار. فانتظرت فراغه، وقلت: إنا قد تركنا الآباء والأمهات والأهل والوطن بالرحلة إليك فلو تفرغت ساعة فتحدثنا بما عندك من ما آتاك الله من العلم. فقال: أدركني دعاء الشيخ الصالح سري الدين السقطي
- رضي الله عنه وذلك إني جئت إليه يوما فقرعت بابه. فقال: من ذا. فقلت: أنا.
فسمعته يقول قبل أن يخرج: اللهم من جاءني يشغلني عن مناجاتك فاشغله بك عني. فما رجعت من عنده حتى حببت إليّ الصلاة والاشتغال بذكر الله تعالى حتى لا أتفرغ لشيء سواه ببركة الشيخ «1» .
وعن علي بن عبد الحميد قال: دققت على السري بابه فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول: «اللهم اشغل من شغلني عنك بك» . فكان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة من حلب على رجلي ذاهبا وآئبا «2» .
وفي كلام الذهبي: في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة توفي علي بن عبد الحميد الغضائري «3» .
[الشيخ شعيب بن حسين الأندلسي] :
ولما ملك نور الدين حلب أنشأ بها المدارس وصل الشيخ شعيب بن أبي الحسن بن حسين بن أحمد الأندلسي الفقيه فصير له هذا المسجد مدرسة وجعله (50 ظ) ف مدرسا بها فعرفت به إلى عصرنا. ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة في طريق مكة، ودفن بين تيماء وبين جفر بني عنزة؛ وكان من الفقهاء المعتبرين، والزهاد المعروفين من أصحاب الحافظ أبي الحسن علي بن سليمان المرادي «4» . وانقطع في هذا المسجد فعرف به، وانقطع عنه اسم الغضائري.
وكان نور الدين يعتقده فرتبه ليدرس على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه. (51 و) م
ثم وليها الشيخ شمس الدين محمد بن موسى الجزري «1» ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الأحد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
ثم وليها موفق الدين أبو القاسم الكردي الحميدي.
ولم يزل بها إلى أن وليّ قضاء المعرة في أوائل سنة اثنين وأربعين وستمائة فوليها بعده قوام الدين أبو العلاء الفضل بن سلطان بن شجاع «2» .
ثم خرج عنها إلى حمص سنة خمس وخمسين فوليها بدر الدين محمد بن إبراهيم بن خلكان؛ المعروف بقاضي تل باشر. انتهى.
وقد وليها قبل فتنة تمر الإمام ناصر الدين أبو المعالي بن عشائر ولما عزل نفسه عن نظرها أنشد:
تشعب قلبي بالشعيبية التي
…
بها أشعب الطماع يبدو ويخطر.
سأترك مغناها غنى وتعففا
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر.
كذا رأيته بخط ابن القرناص «3» .
وهذه المدرسة الآن شاغرة عن الشعائر والدرس بل ولا يعلم أحد أنها مدرسة. وعليها وقف ببلد اعزاز. وقد استولى الناس على وقفها. وتركوها خالية صفرا كغيرها من المدارس، لا مدرس ولا أنيس، ولا فقيه ولا جليس. مقفرة العرصات، وخالية من إقامة الصلوات أ.