الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه يقول ابن الخراط:
وفي الرهاوي لي مديح
…
مسير أعجز الحلاوي.
وقد أطرب السامعين طرا
…
وكيف لا وهو في الرهاوي.
توفي في ربيع الآخر سنة ست وثمانمائة «1» . انتهى.
لطيفة:
ابن أبي الطيب «2» المذكور له ترجمة في تاريخ شيخنا. وسمعت بعض قدما [ء] حلب يقول: إنه لما وليّ ابن أبي الطيب سلط عليه من أخذ الوظيفة عنه عاميا يبيع عنبا على بابه. وينادي على العنب: «العن أبا الطيب» . فاذا قيل له في ذلك (!) . يقول: «إنما أقول العنب الطيب» . انتهى.
ويعجبني في معنى ما قاله ابن الخراط قول بعضهم:
حلاوية ألفاظها سكرية
…
قلتني وقوت نار قلبي بالعجب.
شبك دمعي في الخدود مسير
…
ومن أجل ذا والله قد زاد في الكسب.
انتهى.
رجع:
وهذا الجامع المذكور في قبلته انحراف والحائط الغربي انهدم في أيام «3» تكلم شيخنا المؤرخ فجدده من مال الوقف، وكان يتردد إلى عمارته. وجدّ في ذلك واجتهد.
وعلى بابه حوض للسبيل، ومكتب للأيتام من إنشا [ء] تغري بردي المذكور. ووقف على ذلك أوقافا مبروره من جملتها في معرة عليا «1» من عمل سرمين.
وهذا الجامع لا يضاهى منكلى بغا في النورانية؛ إذ ذلك أسس على التقوى؛ كما سيأتي في ترجمته.
وعلى بابه مسجد قديم سكن به الشيخ علي الفولاذي نسبه إلى الشيخ الصالح محمد فولاذ القدسي؛ سمي بذلك لصلابته في دينه.
وكان يحج كثيرا، واجتمعت به سنة ست وثلاثين بالمدينة المشرفة بالحرم الشريف بدلالة «2» تلميذه الشيخ علي المذكور فرأيته رجلا صالحا متعبدا، متقشفا، وأقام تلك الليلة يحادثنا في طريق القوم حتى انتهاء الليل ثم ودّعنا. ولم ينم في المسجد الشريف. فسألته عن سبب ذلك فقال أخاف من خروج حدث في هذا المكان.
وقد توفي الشيخ علي المذكور في بعض الفصول شهيدا. وكان يكتب كتابة حسنة على طريقة ياقوت. وهو شكل حسن ظريف، يتزيا بزي القوم، ويلبس لباسهم. ويتكلم على طريقهم. متعفف منقطع عن الناس مع ما فيه من الفقر. وأوصى أن أصلي عليه إماما.
انتهى.
وهذا الجامع ندب تغري بردي لعمارته مشدا «3» يقال له: ابن الزين فاعدل. وأقام له خطيبا قاضي المسلمين كمال الدين ابن العديم.
ثم صارت من بعده الخطابة لولده ناصر الدين (34 و) ف.