الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما دخل السلطان صلاح الدين حلب في سنة سبع وسبعين نزل المسعودي- شارح المقامات- واسمه: محمد؛ وله ترجمة في تاريخ ابن خلكان «1» - جامع حلب وقعد في خزانة كتبه الموقوفة. وكانت بالشرقية «2» واختار منها جملة وأخذها ولم يمنعه منها مانع. انتهى.
وأما المحراب الكبير:
فقد وجد بعد حريقة في أيام السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون في شهر (27 و) ف رجب سنة أربع وثمانين وستمائة في كفالة قراسنقر المنصوري وفيه انحراف «3» وأما المنبر: الذي هو الآن به فعمل في أيام السلطان الملك الناصر محمد وصانعه محمد ابن علي الموصلي بتولي محمد بن عثمان بن الحداد؛ وهذا المنبر غير المنبر الذي كنت سمعت أن صانعه كان فلاحا من قرية «الأخترين» من قرى حلب. وأنه
(30 ظ) م مات قبل تركيبه. وعجز الناس عن تركيبه. فرآه ولده في النوم فقال له:
عجزتم عن تركيبه. قال نعم. فأراهم كيفية التركيب. فأصبح ولده وركبه.
وقرأت في تاريخ الاسلام: وقد كان نور الدين أنشأ منبرا برسم الأقصى قبل فتح بيت المقدس طمعا في أن يفتحه ولم تزل نفسه تحدثه بفتحه. وكان بحلب نجار فائق الصنعة؛ فعمل لنور الدين هذا المنبر على أحسن نعت، وأبدعه. فاحترق جامع حلب فنصب فيه ثم عمل النجار المذكور ويعرف بالأختريني منبرا آخر شبه ذلك المنبر. فلما افتتح السلطان بيت المقدس أمر بنقل المنبر فنصب إلى جانب محراب الأقصى «1» . انتهى.
[غريبة] :
ومن الغرائب أن المستهل بن الكميت بن زيد الأسدي «2» قدم حلب بأمر الخليفة المنصور. وصعد منبرها. فذكر مناقب بني هاشم. ومثالب بني أمية. وتكلم في عمر بن عبد العزيز. وقال: إنما مثله مثل بغي بني إسرائيل التي كانت تزني تحت رمان وتتصدق به على المرضى. فقام إليه أسلم بن كرب الشامي «3» فقال: إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك فعمي في موضعه. وانحدر عن المنبر يقاد أ. وكان أسلم بن كرب يطرح التراب إلى فيه ويقول: تبا له سمع دعاءه يزري على نفسه.
وبالقبلية مكان في الحائط: يقال أن قطعة من رأس زكريا عليه الصلاة والسلام فيه.
وتقدم الكلام على رأس زكريا في الزيارات.
ورأيت في الأعلاق الخطيرة «1» لما تسلم التتر قلعة حلب وأخربوها أخربوا جامع القلعة وذلك سنة ثمان وخمسين فعند ذلك عمد أبو بكر «2» شيخ القلعة على الذخائر، وأبو حامد بن النجيب «3» إلى رأس يحيى عليه السلام فنقلوه إلى جامع حلب «4» .
وأما باب الخطابة: فجدد في أيام السلطان الملك الصالح أبي الفداء إسماعيل بن محمد سنة ست وأربعين وسبعمائة وهو غاية في الجودة «5» .
وأما السدة: فعملت بإشارة الطنبغا كافل حلب «6» .
وباب الجامع القبلي: لم يكن من أنواع المنجور كالنهود والمكولك والمطعم (27 ظ) ف والخيط «7» إلا وهو به. ومكتوب عليه نجز في شعبان سنة سبع وثلاثين وسبعماته.
وعلى الباب الثالث من جهة الغرب: تاريخ عمله في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.