الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووقفت على قراء هذه التربة أوقافا من جملتها: بستان ظاهر حلب يعرف بالبقعة.
وشرطت في القارئ أن يكون أعمى. وغرضها في ذلك أن تحضر القراءة بنفسها. وأن لا تحتجب منهم.
وأما الخانكاه فمن جملة أوقافها حصة بقرية كفر كرمين «1» من عزاز.
خانكاه الزينية:
هذه الخانكاه بالسهلية وهي سويقة حاتم الآن أ، بدرب غيرنا قد يعرف بالسيد حمزة.
أنشأها المعظم مظفر الدين كوكبوري «2» بن زين الدين علي كوجك- صاحب اربل- قاله ابن شداد «3» . انتهى.
[مظفر الدين كوكبوري] :
أما مظفر الدين كوكبوري فترجمته طويلة واحتفاله بالمولد مشهور؛ قال «4» في مرآة الزمان كان ينفق في كل سنة على المولد ثلاثمائة ألف دينار. وعلى الخانكاه مائتي ألف دينار وعلى دار المضيف مائة ألف، وعلى الأسرى مائتي ألف دينار. وفي الحرمين والسبل ثلاثين ألف دينار. وقال من حضر المولد مرة عددنا على السماط مائة فارس وخمسة آلاف رأس مشوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى.
قال الذهبي وصاحب مرآة الزمان: مجازف لا يتورع في مقالة منها أنه صاحب الصدقات والربط والخوانق والمدارس ووجوه البر وتفقد المحاويج بنفسه، وعيادة المرضى في البيمارستان بنفسه ما لا يحتاج إلى ذكره لكثرته.
قال الشيخ كمال الدين شيخ الخانقاه أنه يجلس اليتيم على ركبته ويمسح (78 و) ف وجهه بمنديله، وإذا مات غريب شد وسطه، ونزل بنفسه في قبره وألحده. وربما يقبل وجهه. ويدخل البيمارستان ويجلس عند المرضى ويسأل عن أحوالهم.
قدم عليه رجل ذكر له فاقة. فقال ينزل بدار المضيف حتى نكشف عن حاله فأنزل.
وركب مظفر الدين وخرج إلى الصيد. وعاد فقام الرجل، وقال: جئت إليك من بلد بعيد. فقال له مبارك: قد قلنا ينزل في دار المضيف. فقال: أريد شيئا. فقال: لا أعطيك شيئا. فقال: لا سمعا ولا طاعة. أخذت طبل نار وضربت به في أقطار الأرض. إنك تقضي حوائج الناس وتصلهم. وجشمت الناس أن يقدموا عليك من البلاد الشاسعة ثم تمنعهم. فبهت. ثم قال: أما والله وكرامة لك. واستدعاه إلى القصر، وأجلسه معه، وأطعمه، ووصله بمائة دينار.
ومولده في قلعة الموصل ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وتوفي بإربل في تاسع رمضان سنة ثلاثين وستمائة.
وقال الصاحب أنه أخبرني أبو المحامد القوصي أنه توفي بإربل سنة تسع وعشرين وستمائة، وحمل إلى مكة ليدفن بعرفات بالقبة التي أنشأها بها فعرض لهم العرب عند الكوفة فردوه إليها. ودفنوه بأرض النجف منها عند مشهد علي رضي الله عنه.
ورأيت في مختصر تاريخ ابن خلكان قال: توفي في وقت الظهر يوم الأربعاء ثامن عشر رمضان سنة ثلاثين وستمائة.
وفي تاريخ ابن خلكان: ليلة الجمعة رابع عشر رمضان وله بمكة آثار عظيمة باقية إلى الآن «1» ؛ منها: المصانع التي بعرفات. وهو أول من أجرى الماء إلى الجبل. وعمر المصانع والفساقي بها. ثم حمل إلى مكة. ووجد الركب في تلك السنة التي نقل فيها وهي سنة إحدى وثلاثين شدة كبيرة من عدم الماء بمنزلة من المنازل فعاد الركب ولم يصلوا إلى مكة.
ودفنوه بالكوفة بالقرب من المشهد المذكور «2» انتهى.
وتهيأ يوما للصيد وكان البرد شديدا فانفرد عن أصحابه فسمع بزدارا «3» يقول لآخر:
فعل الله بهذا الشيخ وسب سبا قبيحا. فسمعه. فالتفت الشاتم فرآه، ففزع فناداه يا فلان وقع البرد على أذني فمنعني أن أسمع شيئا فإذا حدثتني فارفع صوتك. فطابت نفس الشاب.
ثم تصامم بعد ذلك سنين انتهى.
[زين الدين كوجك] :
وأما أبوه زين الدين على كوجك «4» فكان قصيرا فسمي بذلك وهو لفظ أعجمي معناه صغير فرزق أولادا كثيرة. وأصله من التركمان. وعمر طويلا جاوز المائة. وعمي في آخر عمره. وانقطع بإربل إلى أن توفي ليلة الأحد حادي عشر [ذى] القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة وقيل في ذي الحجة ودفن بتربته المعروفة به المجاورة للجامع العتيق داخل البلد بالموصل وله أوقاف كثيرة ومدارس بالموصل. (72 ظ) ف
وكان تركيا أسمر اللون خفيف العارضين. قصيرا جدا، وحاله من أعجب الأحوال تارة يبدو منه ما يدل على سلامة صدره وغفلته، وتارة ما يدل على إفراط الذكاء والدهاء.