الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إشارة: قال الصاحب: مسجد سيف الدين أي المعروف بجامع السلطان «1» الآن وكان قبل أن يبنى مسجدا تربة لبني أبي جرادة وكان فيها القاضي أبو الفضل وأبوه أبو الحسن أحمد وأبوه وجماعة من سلفه، والشيخ أبو الحسن علي بن أبي جرادة فلما جدده سيف الدين مسجدا حولت القبور إلى جبل جوشن. وكانت التربة بالقرب من خان السلطان في السوق. انتهى.
[الأمير علي بن سليمان بن جندر] :
وسيف الدين المذكور كان كثير الصدقات. توفي سنة اثنين وعشرين وستمائة وأبوه سليمان الأمير علم الدين صاحب عزاز وبغراس له مواقف مشهورة في الجهاد. توفي في أواخر الحجة «2» بقرية «غباغب» سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
ورأيت في خط ابن عشائر وذكر أنه نقله من بغية الطلب من كلام الصاحب ما لفظه:
سليمان بن جندر. وهو الذي وقف المدرسة بالحاضر اتجاه المسجد الجامع على أصحاب أبي حنيفة.
وقال ابن شداد أن ابنه على وقفها «3» . فانظر ما هذا.
لطيفة:
قال الزكي أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الموصلي: وكنت مع علم الدين سليمان بن جندر بحارم وأنا وإياه تحت شجرة. وكنت إذ ذاك أؤم به في سنة سبع وسبعين وخمسمائة. فقال لي: كنت ومجد الدين أبو بكر بن الداية. وصلاح الدين يوسف بن أيوب تحت هذه الشجرة. وأشار إلى شجرة هناك. ونور الدين محمود بن زنكي إذ ذاك يحاصر حارم وهي في يد الفرنج. فقال مجد الدين ابن
الداية: كنت أشتهي من الله أن يأخذ نور الدين حارم ويعطيني إياها. وقال صلاح الدين: كنت أشتهي مصر. ثم قالا لي تمن أنت شيئا فقلت: إذا كان مجد الدين صاحب حارم، وصلاح الدين صاحب مصر ما أصنع بينكما؟ فقالا لا بد أن تتمنى! فقلت: إذا كان ولا بد فأريد عم «1» . فقدر الله أن نور الدين كسر الفرنج وفتح حارم وأعطاها مجد الدين وأعطاني عم فقال صلاح الدين: أخذت أنا مصر.
فإننا كنا ثلاثة. وقد بقت أمنيتي. فقدر الله (64 و) ف تعالى أن فتح (63 و) م أسد الدين مصر. ثم آل الأمر إلى أن ملكها صلاح الدين وهذا من غرائب الاتفاقات. انتهى.
ولما عدد ابن شداد والمساجد التي بالحاضر السليماني قال: مسجد الأمير سيف الدين بن علم الدين. قال: ومسجد أنشأه المذكور «2» انتهى.
فالحاصل أن له مسجدين أحدهما كان إلى جانب هذه المدرسة وقد اندثر. وبقى محرابه. والثاني: هو الذي تقام الآن فيه الجمعة المعروف بجامع السلطان المذكور في الجوامع. انتهى.
وهذه المدرسة عظيمة كثيرة البيوت للفقهاء. وبها منارة محكمة. وكان بها بركة ماء.
وقد صارت الآن في الخراب، لا مدرس، ولا باب، وربما سد بابها في بعض الأحيان لخلو البقعة من السكان، وكانت أولا قائمة الشعار.
أول من درس بها عز الدين محمد بن أبي الكرم بن عبد الرحمن السنجاري. انتقل إلى حلب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فتولى تدريس المدرسة المذكورة.
ثم خرج منها إلى دمشق وأقام إلى أن توفي في سنة ست وأربعين بعد أن تولى