الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر [الخوانق والربط والزوايا والتكايا]
والآن نشرع في ذكر الخوانق والربط والزوايا على اختلاف طرائقهم. وقد قال شيخ الطريقة الجنيد «1» رحمه الله هذا علم انطوى بساطه ونحن نتكلم في حواشيه. (68 و) م.
وقد اختلف أقوال القوم في ماهية التصوف على ألف قول. وكل عبر بلغته وصفر بإشارته.
فقيل: «هو الدخول في كل خلق سني والخروج من كل خلق دني «2» » . (69 ظ) ف وقال الجنيد: «هو أن يميتك الحق عنك، ويحييك به، وعلامة الفقر الصادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذل بعد العز، ويخفى بعد الشهرة، وعلامة الكاذب العكس «3» » .
وقيل: «هو أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم، من رجل كريم، مع قوم كرام «4» » .
وسئل الجنيد عنه فقال: «أن تكون معه تعالى بلا علاقة «5» » .
وقال الكرخي: «التصوف: الأخذ بالحقائق. واليأس عما في أيدي الخلائق «6» » .
وقيل: «الصوفي كالأرض يطرح عليها كل قبيح. ولا يخرج منها إلا كل مليح «7» .
وقيل: «الصوفي: كالأرض يطؤها البر والفاجر، وكالسحاب تظل كل شيء
وكالقطر يسقى كل شيء «1» » .
وإذا رأيت الصوفي يعتني بظاهره فاعلم أن باطنه خراب «2» » .
وهذا باب طويل. والكلام فيه كثير فعليك بكتب القوم. وانظر أحوالهم ومنازلهم وخواطرهم من الإنس لتعرف الفرق بين الحال «3» والمقام «4» . وتعرف الأنس «5» والقرب «6» . والحياد والاتصال «7» والفناء «8» والبقاء «9» ، والسكر «10»