الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت
…
عليّ ودوني جندل وصفائح «1»
لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا
…
إليها صدى من جانب القبر صائح «2»
فيقال أنها مرت بقبره. فأنشدت ذلك. فارتفع من قبره شيء كالطائر نفرت منه ناقتها فسقطت ميتة. ودفنت إلى جنبه هـ.
لطيفة
«3» :
نقلت من ديوان الصبابة فوائد منها: أن أبا حنيفة رضي الله عنه رأى رب العزة جل وعلا في المنام تسعة وتسعين مرة. ثم قال: لئن رأيته تمام المائة لأسألنه بما ينجو الخلائق يوم القيامة.
قال: «فرأيته تمام المائة. فقلت: أي ربّ عز شأنك وجلّ سلطانك.
بماذا ينجو الخلائق يوم القيامة؟» .
فقال: «من قال عند الصباح والمساء أ: [ (دعاء) ]
واعلم أن في رسم العشق ووسمه أقوالا للأطباء: فمنها ما قاله: أبو علي ابن سينا:
«مرض وسواسي شبيه بالمالخوليا «1» يجلبه «2» المرء إلى نفسه بتسليط فكرة على استحسان بعض الصور والشمائل. وقد تكون معه شهوة الجماع. وقد لا تكون» .
وكتابنا هذا ليس موضوعا لهذا الباب فاطلبه من كتبه.
[أخبار ديك الجن] :
واستفتح هذا الفصل بقصة ديك الجن الحمصي «3» . وله ترجمة في التواريخ لم يسمع بمثلها. وهو أنه كان يهوى جارية وغلاما فمن شدة حبه لهما وغيرته عليهما خشي أن يموت وأن يتمتع بهما غيره فعمد إليهما فذبحهما بسيفه. وأحرق جسديهما وصنع من رمادهما «برنيتين «4» » للخمر.
وكان يضعهما في مجلس أنسه عن يمينه وشماله. وكان إذا اشتاق إلى الجارية قبّل «البرنية» المجبولة من رمادها. وملأ منها قدحه. وأنشد يقول أبياته فيها. ومنها:
يا طلعة طلع الحمام عليها
…
وجنى لها ثمر الرّدى بيديها
روّيت من دمها الثّرى «5» ولطالما «6»
…
روّى الهوى شفتيّ من شفتيها
وأجلت «7» سيفي من مجال خناقها
…
ومدامعي تجري على خدّيها
فوحقّ نعليها وما وطئ الثرى «1»
…
شيء أعزّ عليّ من نعليها
ما كان قتليها لأنّي لم أكن
…
أبكي إذا سقط الغبار عليها
لكن بخلت على سواي بحسنها «2»
…
وأنفت من نظر العيون «3» إليها
وإذا اشتاق إلى الغلام قبل البرنيه المجبولة من رماده وملأ قدحه منها وبكى. وأنشد يقول فيه:
أشفقت أن يرد الزّمان بغيره
…
أو أبتلى بعد الوصال بهجره
قمر «4» أنا استخرجته من دجنه
…
لبليتي وأثرته «5» من خدره
فقتلته وله عليّ كرامة
…
ملئ الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي به ميتا كأحسن نائم
…
والطرف يسفح دمعتي في نحره «6»
غصص تكاد تفيض «7» منها نفسه
…
ويكاد يخرج قلبه من صدره
لو كان يدري الميت ماذا بعده
…
بالحيّ منه بكى له في قبره
أأقول: هذا الذي يقال فيه الجنون فنون، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من فعل هذا المجنون على أنه أرق الناس شعرا. وأكثرهم للمحبوب ذكرا.
فمن شعره في الدعاء على المحبوب:
كيف الدعا [ء] على من جار أو ظلما
…
ومالك ظالم في كل ما حكما
لا وأخذ الله من أهوى بجفوته «1»
…
عني ولا اقتص لي منه ولا انتقما
أقول: صار الطالب مطلوب. هذا الفقه المقلوب. ما كفاه أنه فعل بالأحباب مالا يفعل بالكلاب. حتى تقول هذا الكلام فهو في الخفة والطيش. وقتل المحبوب لا في أيش ولا على أيش «2» .
قلت: وهذا لا ينكر عليه فقد تقدم الكلام على أهل حمص «3» وخفتهم في طبائع البلدان أ.
فنقول:
[التركي وجاريته] :
ذكر الشيزري في كتاب: «روضة القلوب» «4» : أنه رأى بحلب سنة خمس وستين وخمسمائة/ رجلا تركيا له جارية رومية يهواها وأنها أحبت شابا خياطا فاعملت الحيلة في وصاله فلم تقدر. فطلبت من سيدها أن يعتقها ويتزوجها ففعل ثم أراد (تزويجها)«5» فأنظرته لوقت ثم أرسلت للخياط فتزوجته عند القاضي محي الدين أبي حامد محمد بن محمد بن الشيزري «6» . فلما بلغ التركي ذلك صاح صيحة عظيمة ثم اختلط ذهنه «7» وتوسوس. فحمل إلى البيمارستان فأقام مقيدا بالحديد خمسة أيام لا يأكل ولا يشرب حتى مات في تلك الأيام.