الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأنطاكية والكنز لوح من ذهب «1» . والذهب لا يصدأ ولا يتغير. مكتوب فيه أ:
«بسم الله الرحمن الرحيم: عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن. وعجبت لمن يؤمن بزوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.
محمد رسول الله» .
هكذا ورد من حديث أنس مرفوعا. وعن مجاهد موقوفا قال:
كان الكنز لوحا في أحد جانبيه لا إله إلا الله الواحد الصمد، لم يلد، ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد» . وكان في الجانب الآخر:«عجبا لمن أيقن بالنار كيف يضحك وعجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن إليها. عجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل» . وعن جعفر بن محمد كان الكنز سطرين ونصفا. ولم يتم الثالث فيه مكتوب:
«يا عجبا من الموقن بالموت كيف يفرح. ويا عجبا من الموقن بالرزق كيف يتعب.
ويا عجبا من الموقن بالحساب كيف يغفل «2» » .
عربسوس
«3» :
وجبل أهل الكهف «4» : قريبا منها في مسجدها كتابة بالعبرانية
تعريبها: «أن مسلمة يدخل بلاد الروم ويفتح أربعة حصون» .
[مسلمة بن عبد الملك] :
ومسلمة هو ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم. كان أكثر مقامه بالناعورة «1» من نقرة «2» بني أسد من أعمال حلب. وابتنى بها حصنا. وبقي ولده بالناعورة إلى أيام بني العباس. وغزا الروم في أيام أبيه عبد الملك الغزاة المعروفة. وغزاهم في أيام أخيه سليمان.
وحاصر القسطنطينية. وله نكاية في الروم. وقرأت بخط الصاحب بن العديم. قال: قرأت بخط أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي «3» قال مسلمة:
قد كنت أبكي على من مات من سلفي
…
وأهل ودي جميع غير أشتات
فالآن إذ فرقت بيني وبينهم
…
نوى بكيت على أهل المودات
فما حياة امرء أضحت مدامعه
…
مقسومة بين أحياء وأموات
ونقلت من منتقى من تاريخ نيسابور للحاكم والمنتقى بخط الصاحب كمال الدين ابن العديم عن أبي عمر القاضي؛ قال: سمعت أبي يقول: دخلت بيت المال بصفين بعد أن دثر فرأيت على أحد جدرانه مكتوبا:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أبى الله إلا أن صفين دارنا
…
وداركم ما لاح في الأفق كوكب
إلى أن تموتوا أو نموت ومالنا
…
ولا لكم من حومة الموت مذهب
واعلم أن المؤرخين والمتقدمين لم يحكوا في تواريخهم ما صدر في الصدر الأول من حل الكتابة القديمة وطلبها ممن يحسنها ويدريها عبثا. بل نبهوا بذلك على أن الصدر الأول إذا كان هذا طلبهم ممن يحسن ذلك ويجرون عليه الأرزاق/ (4 و) ف. ويدرّون عليه فكيف حالهم مع من يحسن الشرعيات/ (8 و) م. وكل هذا من جملة الحرص على محبة العلماء وأرباب العلوم والأدب.
فلله در العلم ومن به تردى
…
وتعسا للجهل ولمن في أوديته تردى
فانظر الآن إلى أهل الفضائل كيف هم مخمولون لا يعبؤون بهم. ولا يوقرون في مجلس ولا يصدرون. بل أكلوا ما لهم من الأرزاق والأقوات. وتركوهم يأكلون النبات:
ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم
…
على الهدى لمن استهدى أدلاء
قدر كل امرئ «1» ما كان يحسنه
…
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ولقد أحسن الإمام فخر الدين الرازي «2» حيث، قال:
تعس الزمان فإن من أخلاقه
…
بغضا لكل مهذب ومفضل.
وتراه يتبع كل نذل ناقص
…
تبع النتيجة للأخس الأرذل.
«قلت» :
وأذكرني هذا الحال ما قال الأعمش «3» : «اشتكت شاة عندي فكان خيثمة بن
عبد الرحمن «1» يعودها بالغداة والعشي يسألني: هل استوفت علفها. وكيف صبر الصبيان منذ فقدوا لبنها. وكان تحتي لبد أجلس عليه فإذا خرج قال: خذ ما تحت اللبد حتى صار إليّ في علة الشاة أكثر من ثلاثمائة دينار من بره. حتى تمنيت أن الشاة لم تبرأ» .
ويعجبني قول العلامة المحقق تقي الدين محمد بن دقيق العيد:
أهل المناصب في الدنيا ورفعتها
…
أهل الفضائل مرذولون بينهم
قد أنزلونا لأنا غير جنسهم
…
منازل الوحش في الإهمال عندهم
فما لهم في توقي ضيرنا نظر
…
ولا لهم في ترقي قدرنا همم
فليتنا لو قدرنا أن نعرفهم
…
مقدارهم عندنا أو لودروه هم
لهم مريحان من جهل وفرط وغنى
…
وعندنا المتعبان العلم والعدم
وناقضه أبو الفتح الثقفي فقال، وأجاد:
إن المراتب والدنيا ورفعتها
…
عند الذي حاز علما ليس عندهم
لا شك أن لنا قدرا رأوه وما
…
لقدرهم عندنا قدر ولا لهم
هم الوحوش ونحن الأنس حكمتنا
…
تقودهم حيث ما شئنا وهم نعم
وليس شيء سوى الإهمال يقطعنا
…
عنهم لأنهم وجدانهم عدم
لنا المريحان من علم ومن عدم
…
وفيهم المتعبان الجهل والحشم
ولو أردنا أن نورد ما في طلب العلم من الفضائل لطال علينا وخرجنا عن مقصودنا ولكنا نقول ما قاله الجاحظ «2» :
يطيب العيش إن تلقا حكيما
…
غذاه العلم والنظر المصيب
فيكشف عنك ميرة كل جهل
…
وفضل العلم يعرفه الأديب
سقام الحرص ليس له شفاء
…
وداء الجهل ليس له طبيب
ونختم كلامنا بكلام أبي محمد الجويني «1» تيمنا به: «اللهم لا تعقنا عن العلم بعائق» .
«خاتمة» : تقدم في الكلب الكلب ما سمعته من والدي. ثم رأيت أهل البديع يستشهدون بقول الكميت «2» من قصيدة يمدح بها أهل البيت:
أحلامكم لسقام الجهل شافية
…
كما دماؤكم تشفى من الكلب
وقول الحماسي: «3»
....... دماؤكم من الكلب الشفاء فنظرت في كلام المحقق سعد الدين فرأيته؛ قال: «الكلب شبه جنون يحدث للإنسان من عض الكلب الكلب؛ وهو الذي يأكل لحوم الناس فيأخذه من ذلك شبه جنون، لا يعض إنسانا إلا كلب. ولا دواء له أنجع من شرب دم ملك.» . «4» انتهى.