الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فسأله عن سبب قطعه الصلاة. فأخبره بالذي اتفق. فقال الشيخ للمأموم: وأنت أيضا كيف اشتغلت عن الصلاة بالكشف.
انتهى.
واعلم: أنه لم يكن بحلب داخل السور سوى خطبة الجامع.
وخطبة القلعة حتى أحدث الطنبغا «1» جامعا- كما سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى- ويقال أن الجامع الذي بجب السدلة «2» خطبته قديمة؛ كذا أخبرني بعض المشايخ.
ورأيت في كلام المختار المتطبب «3» أنه في سنة أربعين وأربعمائة قدم حلب [و] قال:
«وبها جامع» . انتهى.
والظاهر أنه لم يكن بها قديما إلا الجامع الأعظم. وفي كلام شيخنا:
ولم يكن بحلب إلى سنة سبعمائة داخلها جامع سوى الجامع الكبير. انتهى.
ومن اللطائف:
ما حكاه الصاحب كمال الدين العديم؛ قال: حدثني أبي قال: نزل جدي في بعض الأيام يصلي بالجامع وخلع نعليه بين يدي المنبر وكانا جديدين. فلما قضى صلاته قام ليلبسهما. فلم يجدهما. ووجد مداسه الخليع مكانهما. فقال لغلامه: ألست نزلت الجامع بالجديد. فما الذي أصابه. فقال الغلام: بلى، ولكن جاءنا الساعة إنسان دق الباب وقال: القاضي يقول لكم: انفذوا إليه مداسه العتيق
إلى الجامع فقد سرق متاعه. فضحك. وقال: هذا لص مشفق. جزاه الله خيرا. وهو في أوسع الحل منه.
ومن الغرائب: أن كسرى بن عبد الكريم- قاضي حلب- رأى أبويه في النوم (31 و) ف وقد جاءاه بملبوس حسن ألبساه أياه. فتولى الإمامة بهذا الجامع. ثم رآهما بعد ذلك. وقد جاءاه بطيلسان فألبساه إياه. وقالا: هذا غير ذلك. فقلد القضاء بحلب.
[محمد بن هاشم الحلبي. خطيب الجامع الأموي] :
ومن الغريب: أن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم عبد الرحمن الحلبي.
وله محلة بحلب- وسيأتي الكلام عليها- كان خطيب الجامع الأموي بحلب. وكان يخطب بالحاضر في ورقة بيده. توفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وستمائة.
ومن نظمه:
إن غربت حلب الشآم وغربت
…
سكنى المقيم بها عن الأبصار
فلنعم عوني دمع عيني إذ تفانت
…
أسرتي وتخاذلت أنصاري
واعلم أن الباب الشمالي إلى جانبه من جهة الغرب على يمين الداخل باب مسدود. وفي الحجازية في شرقي القبور خلوة بابها مسدود وهي ملآنة قتلى.
وفي الشرقية خلوة للعلامة العالم شمس الدين بن الركن. وترجمه شيخنا وقد (34 و) م وسعها من جهة القبلة العلامة محب الدين بن الشحنة لما كان يعتكف في الجامع
واعلم أن القناديل التي بالجامع كانت في أيام تكلم السيد حمزة المتقدم ذكره تزيد على الألف، وذلك عقب محنة تمر. والأسواق خراب. وريع الجامع إذ ذاك قليل. وكان الناس يقولون أنه أخرب الجامع.
واعلم أن التتار لما تكرر هجومهم إلى حلب، وتعطلت غالب المساجد اتفق آراء أهل البلد من الرؤساء على أخذ أوقاف المساجد، وإضافتها إلى الجامع المذكور وأن يصرف للمساجد زيتها من الجامع.
واعلم أن في معبر الباب الغربي عن يسار الداخل بابا يفضي إلى حاصل وفيه أجباب
مدفونة في الأرض معدة لخزن زيت الجامع. وكان الأمر على ذلك إلى محنة تمر ثم سد الحاصل المذكور وقطع زيت المساجد الذي كان مرتبا من الجامع إلا مسجد القلعة.
واعلم أن كافل حلب تغري برمش- رحمه الله نصب للتكلم على الجامع شخصا من مماليكه يقال له: «كزل» . وكان شكلا حسنا، ذا رأي وعقل.
فتكلم فيه بدين. والزم أصحاب الوظائف بمباشرة وظائفهم. وكسا الجامع حصرا كثيرة. وبّيض الشمالية داخلها وخارجها. وكان يتعاهد الجامع ليلا ونهارا قبل ركوبه إلى خدمة مخدومه. وكان في ليلة الجمعة يخرج إلى سطح داره ويشرف على مصابيح المأذنة فإن رأى مصباحا مطفيا جاء إلى الجامع ليلا وخاصم من له ولاية ذلك.
وربما ضربه. والزمه بالخروج إلى المأذنة. وإصلاح ذلك. ووفر من مال الجامع جملة.
ورأيته يجر البالوعة من عند البركة إلى منتهاها. ولم يعتمد على الفعلة بل لبس عباءة ونزل إلى السراب.
(31 ظ) ف فجزاه الله سبحانه وتعالى لما حبس في قلعة حلب عند خروج أستاذه عن الطاعة بأن خرج أهل البلد إلى القلعة بالأعلام. وشفعوا فيه وانزلوه إلى الجامع. وقال لهم عند نزوله: عندي مال متحصل من ريع الجامع فبنى به قناة الجامع. وضاق صدر المتكلمين على الجامع بسببه. وضرب واحد منهم بالعصى في الجامع على دبره. وانقطع النجم الوردي في منزله. ولم يخرج خوفا على نفسه. وكان ينشد كثيرا:
أيا كزل السوء لا تظلمن
…
فكم جاء مثلك ثم انعزل
قلت: الله يعلم المفسد من المصلح. وكان يقول: «تركتني حجرا في هذا البيت ملقى.
ولا أستطيع الخروج بين الناس» . انتهى.
وفي سنة سبع وثمانين وسبعمائة قتل أبو بكر بن الركن المطاس بالجامع وسبب قتله أنه كان يظلم الناس.
قال ابن رشد: «وله مال، ويقدر على أكثر من أربعمائة ألف دينار وكان النواب يصادرونه. فيعطيهم كل ما طلبوا من غير ضرر ولا يتأثر من ذلك.» .
واتفق أنه في جماد الأول وقف على رجل وطلب منه مالا على جهة الظلم فاتصل الكلام بينهما إلى أن قال له: انا أتشفع إليك برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أو نحو هذا الكلام. فقال: لو جاء، ما قبلت شفاعته.
(34 ظ) م فأخذته العامة. وتقدم عليه أحدهم فقور رقبته بسكين.
وقتلوه. وأحرقوه بأيديهم حنقا عليه لما صدر منه. واحتاط النائب على حواصله. وقد تقدم هذا بزيادة في نوابها. وقد مدح هذا الجامع بقصائد؛ منها «1»
حلب بدر دجّى أن
…
جمها الزّهر قراها
حبذا جامعها الجا
…
مع للنّفس تقاها
شهوات الطرف فيه
…
فوق ما كان اشتهاها
قبلة كرّمها الله
…
بنور وحبّاها
ورآها ذهبا في
…
لازورد من رآها
ومراقي منبر أع
…
ظم شيء مرتقاها
وذرى مئذنة طا
…
لت ذرى النجم ذراها
ولفوّارته ما
…
لا تراه لسواها