الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مدارس حلب]
[فضل بناء المساجد] :
بنا [ء] المساجد من أعظم القربات؛ ففي الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور. وأن تنظف، وتطيب» .
وفي صحيح البخاري عن أنس في حديث ويل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر «1» ببناء المساجد.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة مثله» .
وفي ابن حبان عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة» .
ومفحص القطاة بفتح الميم مجثمها، حفرة صغيرة تحفرها القطاة لتبيض فيها.
[المدارس الأولى في الاسلام] :
وأما بناء المدارس فهو من أفضل الطاعات؛ بنى نظام الملك قوام الدين الحسن بن علي الطوسي «2» مدرسة بنيسابور، ومدرسة بالبصرة، ومدرسة بمرو، ومدرسة بآمد برستان، ومدرسة بالموصل.
قال الحافظ الذهبي، زعم بعضهم أنه أول من بنى المدارس. وليس كذلك فقد كانت المدرسة البيهقية بنيسابور قبل أن يولد نظام الملك.
والمدرسة السعدية بنيسابور أيضا بناها الأمير نصر بن سبكتكين «1» أخو السلطان محمود لما كان واليا بنيسابور.
ومدرسة ثالثة بنيسابور بناها إسماعيل بن علي المثنى الأسترآبادي الواعظ الصوفي شيخ الخطيب.
ومدرسة رابعة أيضا بنيسابور بنيت للأستاذ أبي اسحاق الإسفرايني وقال (42 و) ف الحاكم في ترجمة الأستاذ أبي اسحاق؛ لم يبن بنيسابور مدرسة قبلها مثلها. وهذا صريح في أنه بني قبلها غيرها. والغالب على الظن أن نظام الملك أول من رتب فيها المعاليم للطلبة فإنه لم يكن لهم في المدارس التي قبلها معلوم.
وكان بناء النظامية ببغداد سنة تسع وخمسين وأربعمائة. ورأيت في كلام بعضهم فتحت يوم السبت عاشر ذي القعدة من السنة المذكورة. وشرع في عمارتها سنة سبع وخمسين.
وترجمة نظام الملك ويلة قتل في رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمائة بقرية قريبة من نهاوند. وقيل إن السلطان ملك شاه دسّ عليه من قتله. ولم يعش السلطان بعده إلا خمسة وثلاثين يوما والله تعالى أعلم.