الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريب المصطلحات
ولله الفضل وحده في توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية وذلك بصدور أربعة معجمات عسكرية موحدة، المعجم العسكري الموحد (إنكليزي - عربي) والمعجم العسكري الموحد (عربي - إنكليزي) والمعجم العسكري الموحد (فرنسي - عربي) والمعجم العسكري الموحد (عربي - فرنسي).
ولكن أفظع من كل ذلك - السلوك اللاأخلاقي الذي فرضه الاستعمار بكل أشكاله شرقيا أم غربيا، قديما أم حديثا.
***
الدين والعسكرية هل هما على طرفي نقيض
؟
لقد أشاع هذا الاستعمار، أن الدين والعسكرية على طرفي نقيض، وأن المتمسك بدينه متخلف لا يمكن أن ينجح في مسلكه العسكري، فعليه إما أن يترك دينه، أو يتخلى عن عسكريته.
وأن من صفات العسكري الممتاز، أن يكون فاسقا فاجرا، يعاقر الخمر، ويلعب القمار، ويصادق الغيد الحسان.
وقد سألني آمر سريتي في أول لقاء به: هل تعاقر الخمر؟ هل تلعب القمار؟ هل تغازل الفتيات؟ فلما أجبته بالنفي قال لي: لماذا تعيش إذن؟ الأفضل أن تموت.
وقد تحمل العسكريون المتدينون - وهم قلة قليلة - ما تحملوا من عناء ليبقوا في مسلكهم العسكري، وأكثرهم تخلوا عن العسكرية، أو جرفهم التيار الوسخ، وأقلهم ثبتوا على عقيدتهم بعد جهد جهيد.
وكان من يمارس الصلاة والصوم من العسكريين ويطبق تعاليم الدين الحنيف ثقيل الظل غير مريح.
- وكان في كل وحدة من الوحدات مقصف للخمور، وكان في كل ناد للضباط مقصف للخمور، وكانت الحفلات تقام لأتفه الأسباب، وهي حفلات داعرة خليعة يراق فيها الخمر وتقترف فيها المحرمات.
- وقد توليت في يوم من الأيام رئاسة نادي الضباط في الموصل الحدباء بالانتخاب، فتذمر من رئاستي أكثر الضباط، لأن المقصف أقفر، واشتد ساعد الضباط الذين يؤدون الصلاة.
- وكان في النادي سجل للاقتراحات، فكتب أحد الضباط اقتراحا يقول فيه: اقترح استقدام مقرئ للقرآن الكريم ليقرأ الذكر الحكيم في النادي، لأنه لم يبق فيه ما يسر الضباط.
- وجاءنا قائد همام، شعر أن كل شيء في قيادته كامل وتمام، ولم يبق غير تعلم الرقص، فأصدر أوامره الصارمة الحازمة بتدريب الضباط على الرقص.
- تلك هي لمحات عن السلوك اللاأخلاقي الذي فرضه الاستعمار على الضباط العرب المسلمين.
- فهل يستغرب أحد بعد ذلك لانتصار مليونين ونصف المليون من اليهود على مائة وعشرين مليونا من العرب وستمائة مليون من المسلمين؟
- إن الضابط المتدين غريب بين أقرانه بكل ما في الكلمة من معنى.
- وكان الضباط حين يجدون ضابطا لامعا لا يشق له غبار في عسكريته، ولكنه متمسك في خلقه ودينه، يتساءلون فيما بينهم: كيف يمكن أن يكون الضابط لامعا ومتدينا؟ كيف استطاع أن يجمع بين النقيضين؟ أذلك ممكن؟ أذلك يصير؟
- وتسأل هؤلاء: هل يحارب الدين العلم؟ هل يدعو الإسلام إلى الجهل؟ ماذا تعيبون على العقيدة الإسلامية منهجا للحياة وسبيلا للفضيلة والخير؟
- لماذا إذن التنكر للدين؟ ولمصلحة من هذا التنكر؟
إن هذا التنكر لمصلحة الاستعمار وإسرائيل ما في ذلك أدنى شك.
- وفي يوم من الأيام سألت أحد هؤلاء: ماذا تعرف عن العسكرية الإسلامية؟ فأجاب بكل بساطة: لم أدرس هذا الموضوع في الكلية العسكرية ولا في كلية الأركان.
- إن الأيدي الخفية التي لا تريد الخير للعرب والمسلمين هي التي عملت وتعمل على إشاعة المفاهيم الخاطئة الهدامة عن الدين والمتدينين من العسكريين، حتى لا تقوم قائمة للعرب والمسلمين، وحتى ترسخ إسرائيل أقدامها في الأراضي المقدسة. . . فلسطين.
- إني أتحدى كل من يستطيع أن يذكر قائدا عربيا واحدا منتصرا، لم يكن يتحلى بالتدين العميق، ولم يكن يؤمن بالمثل العليا النابعة من صميم تعاليم الدين الحنيف.
- لن يستطيع أحد أن يذكر قائدا عربيا واحدا، كان له في ميدان النصر تاريخ إلا وهو متدين إلى أبعد الحدود.
- سيد القادات، وقائد السادات، الرسول القائد - عليه أفضل الصلاة والسلام - هو نبي الإسلام وسيد المنتصرين.
- وقادة الفتح الإسلامي العظيم كلهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين - عليهم رضوان الله -.
- لقد أحصيت عدد القادة الفاتحين، فكانوا " 256 " قائدا عربيا مسلما منهم " 216 " من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و " 40 " من التابعين - عليهم رضوان الله -.
- وكل القادة المنتصرين بعد الفتح الإسلامي كانوا متدينين غاية التدين كما ذكرت سابقا.
- فمن أين جاء المستعمرون بفرية التناقض بين التدين والعسكرية، وإذا كان من حق الاستعمار والصهاينة أن يفتروا خدمة لمصالحهم، فلماذا يصدقها العرب والمسلمون، ولماذا يرددونها باقتناع؟
- أمن أجل خراب بيوتهم؟ إني لأعلم علم اليقين أن المتحوب جنسيا أو المتحوب جيبيا لا يمكن أن يقاتل كما يقاتل الرجال، ولا ينتصر أبدا.