الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة المسجد عبر التاريخ
أبو بكر القادري
" وتأسست أول جامعة علمية في العالم. .
وكانت هي جامعة القرويين بفاس من المملكة المغربية.
المبتناة سنة 245 هـ الموافق 859 ميلادية.
فكانت مركزا للعلوم على اختلاف أنواعها وبقيت مركزا للإشعاع الإسلامي لا بين المسلمين فحسب بل كان يقصدها حتى الأجانب المسيحيون، أمثال الراهب " جيربير " الذي تبوأ منصب البابوية وغدا اسمه " سيلفيستر الثاني " و " ملينار " من جامعة " لوفان " و " كيوليوس " من جامعة لندن. . ثم كانوا بعد أساتذة الاستشراق في أوروبا. . ".
لقد كان المسجد منذ عهد الرسول عليه السلام، المنطلق الأول للدعوة الإسلامية والمركز الأساسي الذي شعت منه رسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
والمسجد لغة اسم لمكان السجود، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:«جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا (1)» ، قال الزركشي: كل مكان يتعبد فيه فهو مسجد. وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (2) قال المفسرون: المساجد واحدها مسجد، أي موضع السجود للصلاة والتعبد، ويدخل فيها الكنائس والبيع ومساجد المسلمين. وعن قتادة: كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله معبودات أخرى، فأمرنا بهذه الآية أن نخلص لله تعالى الدعوة إذا دخلنا المسجد. وقال الزركشي: السبب في اختيار كلمة المسجد لمكان الصلاة، أنه لما كان السجود أشرف أعمال الصلاة لقرب العبد من ربه، اشتق اسم المكان منه فقيل مسجد، ولم يقولوا مركع، ثم إن العرف خصص المسجد بالمكان المهيأ للصلوات الخمس.
المسجد منذ أسسه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مركزا للعبادة والتعبد، والصلاة والتهجد فحسب، وإنما كان بالإضافة إلى ذلك مكانا وناديا يلتقي فيه المسلمون لتدارس أحوالهم وقضايا مجتمعهم، وما يعرض لهم في حياتهم من مشاكل وقضايا.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة لتعليم المسلمين دينهم، وتبصيرهم عاقبة أمرهم، حتى كان مجلسه تنافسيا بين الصحابة -رضوان الله عليهم- كلهم يبتغي السبق إلى حضور هذا المجلس النبوي،، والظفر بالإنصات إلى الذي لا ينطق عن الهوى. ولقد كان جلوسه عليه السلام عند موضع الاسطوانة المسماة اليوم اسطوانة التوبة (3)، وهي كائنة في الروضة الشريفة وهي اليوم الاسطوانة الرابعة فيما بين المنبر النبوي وبين الحجرة المشرفة، فكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح انصرف إلى ذلك الموضع فحلق أصحابه به حلقا بعضها دون بعض، أي بعضها أضيق من بعض، فيتلو عليهم ما أنزل من القرآن من ليلته، ويحدثهم إلى طلوع الشمس ويسألونه عما يعرض لهم، ففي صحيح الإمام البخاري من حديث أبي موسى الأشعري «جاء رجل وهو قائم فقال: يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله؟ فرفع رأسه إليه وقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (4)». وفي الصحيح أيضا «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان منهم إلى رسول الله، فوقفا، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكلام قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه (5)» . ولعله كان من المنافقين والعياذ بالله.
(1) سنن الترمذي الصلاة (317)، سنن أبو داود الصلاة (492)، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (745).
(2)
سورة الجن الآية 18
(3)
أضيفت الاسطوانة إلى التوبة مشيرة لتوبة أبي لبابة.
(4)
صحيح البخاري العلم (123)، صحيح مسلم الإمارة (1904)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (1646)، سنن النسائي الجهاد (3136)، سنن أبو داود الجهاد (2517)، سنن ابن ماجه الجهاد (2783)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 417).
(5)
صحيح البخاري العلم (66)، صحيح مسلم السلام (2176)، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2724)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 219)، موطأ مالك الجامع (1791).
ولقد كان الصحابة بنوا لرسول الله دكة من طين يجلس عليها، ليعرفه الغريب إذا دخل المسجد، وكان تعليمه الناس على طريقتين، أولاهما: وهي الأكثر، أن يعلن على حاضري مجلسه من القرآن والتربية الخلقية والمواعظ وأخبار الأنبياء السابقين. والثانية: جوابه عن أسئلة السائلين المسترشدين، وما يدور بينه وبين أصحابه من أطراف الحديث.
وسار الصحابة الكرام سيرته عليه السلام في بث العلم في المسجد، ونشر القرآن وإفتاء الناس في ما يقع لهم من أحداث، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:«كنت أعلم القرآن رجلا من أهل الصفة، فأعطاني قوسا أجاهد بها، فسألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: إذا كنت تريد أن يطوقك الله بقوس من نار فاقبله» ، ولعله صلى الله عليه وسلم أراد لعبادة بن الصامت أن يكون تعليمه أخاه لله، دون أجر أو عوض دنيوي. وعن ابن عباس كنت أقري رجالا من المهاجرين، أي القرآن منهم عبد الرحمن بن عوف.
ومن الذين قاموا بمهمة التعليم من أصحاب رسول الله: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وعائشة أم المؤمنين، وأبو هريرة، وعبد الله بن عباس، وأبو موسى الأشعري، رضي الله عنهم أجمعين.
وسار مسلكهم واتبع خطتهم في التعليم من التابعين أمثال: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسالم مولى عبد الله بن عمر، وابن جريج، ومجاهد، وسعيد بن جبير وكانت مجالسهم العلمية، تعقد بالمساجد.
واستمر الحال على ذلك زمن التابعين، وتابعي التابعين، ففي الموطأ عن أبي بكر بن عبد الرحمن أحد فقهاء المدينة من كبار التابعين أنه كان يقول: من غدا إلى المسجد ليتعلم خيرا أو ليعلمه، ثم رجع إلى بيته كان كالمجاهد في سبيل الله، رجع غانما.
ولقد كان الإمام مالك بن أنس يتتبع خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد ورد أنه كان يجلس في أول انتصابه للعلم بالمسجد، وكان موضعه في المسجد النبوي الاسطوانة التي أشرنا إليها سالفا، والمعروفة باسطوانة التوبة.
وتتابعت الدروس بالمساجد في مختلف الأصقاع والأنحاء الإسلامية، قال القاضي عياض اليحصبي السبتي رحمه الله في كتابه المدارك: قال القنازعي: دخلت مسجد عمرو بن العاص الفسطاط، وفيه من المجلس المالكية في الفقه والحديث نحو عشرين حلقة.
وتأسست أول جامعة علمية في العالم، وكانت هي جامعة القرويين بفاس من المملكة المغربية، المبتناة سنة 245 هجرية الموافق 859 ميلادية، فكانت مركزا للعلوم على اختلاف أنواعها، وتخرج منها العدد العديد من العلماء الأفذاذ، والشيوخ الأجلاء، وبقيت مركزا للإشعاع الإسلامي، ونشر جميع أنواع المعرفة الإنسانية، لا بين المسلمين فحسب، بل كان يقصدها حتى الأجانب المسيحيون، أمثال الراهب " جيربير " الذي تبوأ منصب البابوية وغدا اسمه " سيلفيستر الثاني " و " ملينار " من جامعة " لوفان "" وكيوليوس " من جامعة لندن. . ثم كانوا بعد أساتذة الاستشراق في أوروبا.
فجامعة " القرويين " قامت بدورها في نشر الثقافة الإسلامية وغير الإسلامية من أنواع الثقافات وكانت أساسا مسجدا يقصده المصلون والمتعبدون، والتالون لكتاب الله العظيم، ومن الطريف أن نذكر أن الذي بنى هذه الجامعة القروية أو مسجد القرويين، امرأة صالحة تدعى بأم البنين فاطمة الفهرية، وأنها تحرت كل التحري عندما اشترت أرضه، حتى لا يشوب شراءها حرام، وأنها منذ شرع في بنائه وهي صائمة تقربا إلى الله إلى أن انتهى من بنائه.
لقد ذكرت أن جامعة القرويين أول جامعة علمية في العالم، ودليل على ذلك ما أكده العلامة (دلفان) في كتابه " فاس وجامعتها " (1) فلقد قال: " إن جامعة القرويين تعتبر أول مدرسة في الدنيا.
ويقول " بندلي " إن أقدم جامعة في العالم ليست في أوروبا كما كان يظن بل في أفريقيا وفي مدينة (فاس) بالذات عاصمة بلاد المغرب (العلمية)، وأثبت التاريخ أنه تخرج من هذه الجامعة عشرات ومئات من الطلبة الأجانب من غير المسلمين وعلى رأسهم الراهب " جربيرت " الذي صار فيما بعد البابا " سيلفيستر ". الثاني انتهى ما قاله " بندلي ".
يقول الأستاذ المرحوم علال الفاسي في بحث له عن مهمة علماء المسلمين (2) ولقد لعب المعهد القروي والمعاهد الدينية الأخرى في المغرب والأندلس دورا هاما في تنقيح المنقول وابتكار المعقول، وفي ذلك الجو نشأ أبطال في المعرفة والفلسفة، أمثال ابن رشد، وابن الطفيل، وابن باجة، وابن حزم، وابن البنا، وابن العربي، وغيرهم من مختلف رجال الفكر الذين نشروا المعرفة وضحوا في سبيلها، وكانوا القناة التي سقت الغرب الأوروبي فأثمر حضارته الحالية.
وقد استخرج صديقنا الدكتور عمر فروخ في رسالته عن ابن باجة بعض المعطيات التي قدمها المفكرون المغاربة للثقافة العربية، وفي مقدمتها سيطرة العقل عند المغاربة، وحسن الإنتاج والابتكار، إلى جودة التنسيق والاختصار ونضيف إلى ذلك أن المغاربة عملوا على توحيد مجتمعهم لا من جهة العقائد ولا من جهة الفروع. . . فتخلصوا
(1) انظر كتاب الثورة الاجتماعية في الإسلام للسيد عبد الحافظ عبد ربه، ص160.
(2)
مهمة علماء المسلمين صفحة 12.
من الطائفيات، وانصرفوا لدراسة الإنسان وعلاقته بالطبيعة، متجنبين بقدر الإمكان كل الأبحاث، الميتافيزيقية التي لا يمكن للإنسان إدراكها إلا عن طريق النقل، واتجهوا في فلسفتهم الاجتماعية نحو مجتمع واقعي، يقوم على التعاون، ويتأثر بقوانين الكون، عوامل الاقتصاد، ويتطور بحسب البداوة، والغزو، أو الحضارة والاتجار. ومقدمة ابن خلدون خير مثال لذلك. على أن الاتجاه الاجتماعي كان بارزا عند الفلاسفة والفقهاء المغاربة فقط بل حتى عند متصوفة المغرب أمثال ابن العباس السبتي، وابن محمد صالح من الذين بحثوا في تجربتهم الروحية، سبيل خدمة المجتمع، والتعاون على سد حاجاته، وبذلك قدر المغاربة مهمة للعالم الديني، على أنها ليست في مجرد البحث والتدريس ولكن في نقل معرفته، وبذل جهوده لخدمة الإنسان، وتحسين حالته المادية والخلقية، ولكن المسلمين لم يسيروا على وتيرة واحدة دائما.
وليست " القرويين " وحدها هي التي قامت بهذا الدور العلمي الثقافي الحضاري، فجامع الأزهر الذي تم بناؤه سنة 361 - 972 م كان مركزا لنشر المعرفة ومقصدا للطلبة من جميع الآفاق، ويحدثنا التاريخ أن أول درس ألقي فيه كان أواخر عهد المعز لدين الله (365 - 975) حيث جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان يدرس فيه مختصر أبيه في فقه الشيعة في جمع حافل من العلماء والكبراء (1)، وفي ذلك الوقت بالذات برزت دار الحكمة التي أنشأها الخليفة الحاكم، وقد أمضى المقدسي (2) في المسجد الجامع بالقاهرة وقت العشاء مائة وعشر مجالس من مجالس العلم، وكان جامع المنصور ببغداد، وهو أقدم مسجد جامع بها، أشهر مركز للتعليم في المملكة الإسلامية، ويحكى أن الخطيب البغدادي لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، سأل الله عز وجل ثلاث حاجات، أخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ماء زمزم لما شرب له (3)» ، فالحاجة الأولى: أن يحدث بتاريخ بغداد، والثانية أن يملي الحديث بجامع المنصور، والثالثة: أن يدفن إذا مات عند قبر بشر الحافي (4). وقد جلس إبراهيم بن محمد نفطويه المتوفى عام 323 هـ 935 م وكان من أكبر العلماء بمذهب داود الأصبهاني إلى اسطوانة بجامع المنصور خمسين سنة لم يتغير محله منها (5)، وكان أبو حامد أحمد بن محمد الإسفراييني المتوفى عام (406 هـ - 1015 م) إمام أصحاب الشافعي يدرس بمسجد عبد الله بن المبارك ببغداد، وكان يحضر مجلسه من الفقهاء والعلماء ما بين 300 و 700 فقيه (6)، وكان أبو الطيب الصعلوكي مفتي نيسابور مركز علماء خراسان، يحضر مجلسه أكثر من خمسمائة طالب، ونفس الشيء بالنسبة لمدينة (كشغر)
(1) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون.
(2)
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري.
(3)
سنن ابن ماجه المناسك (3062)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 357).
(4)
الإرشاد لياقوت.
(5)
الإرشاد.
(6)
طبقات السبكي.
حيث يحضر دروس مسجدها أكثر من خمسمائة طالب، ويروي التاريخ أن الصاحب بن عباد لما عزم على إملاء الحديث وهو وزير خرج يوما متطلسا متحنكا بزي أهل العلم، فقال: قد علمتم، قدمي في العلم، فأقروا له بذلك، وأنا متلبس بهذا الأمر، وجميع ما أنفقته من صغري إلى وقتي هذا من مال أبي وجدي، ومع هذا لا أخلو من تبعات، أشهد الله وأشهدكم أني تائب إلى الله من ذنب أذنبته، واتخذ لنفسه بيتا أسماه بيت التوبة، ولبث أسبوعا على ذلك، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته ثم خرج وقعد للإملاء، وحضر الخلق الكثير وكان المستملي الواحد ينضاف إليه ستة، كل يبلغ صاحبه، فكتب الناس حتى القاضي عبد الجبار (1).
وفي سنة 346 هـ 957 م توفي أبو العباس الأصم، وكان من أكبر علماء خراسان ومحدثيهم، وقد ظهر به الصمم وهو ابن ثلاثين سنة وكان إذا ذهب إلى المسجد للتحديث، وجد السكة قد امتلأت بالناس، وكانوا يقومون له ويحملونه على عواتقهم إلى مسجده، وكان لا يأخذ شيئا على التحديث وإنما كان يورق ويأكل من كسب يده (2).
لقد كانت المساجد مركزا للتعليم والتثقيف في جميع ميادين المعرفة، كما كانت مجالس للوعظ والإرشاد والتوجيه، وقد ذكر الجاحظ في البيان والتبيين أن جعفر بن الحسن أول من اتخذ حلقة في مسجد البصرة لإقراء القرآن وللقصص، ويقول المرحوم العلامة الظاهر ابن عاشور:" وأحسب أنه ما نشأت فكرة وضع المدارس لدراسة العلوم في الإسلام، إلا من أثر امتزاج التمدن في عصر الدولة الإسلامية العباسية بين مدينة الإسلام ومدينة اليونان "، ثم يقول: وما ظهرت المدارس في الإسلام لمزاولة العلوم إلا في بغداد، لما وضع أبو جعفر المنصور حلقة الطب التي فوض أمرها إلى (فرات بن سحتاثا) الفارس الطبيب في حدود سنة 140 هـ، وما كانت تلك الحلقة معهد تعليم للعلم، ولكنها كانت مجمعا لعلماء الطب ليتذاكروا علمهم وتجاربهم (3).
ولقد بقي أهل السنة بمصر يدرسون العلم بجامع الفسطاط إلى أن بنى صلاح الدين مدرستين: الأولى للمالكية سنة 566 هـ، والثانية للشافعية، وبنى الملك الكامل بالقاهرة دار الحديث المعروفة بالكاكلية سنة 622 هـ وجعلها للمذاهب الأربعة، وأقام الملك العادل في دمشق المدرسة العادلية والملك الظاهر في دمشق أيضا المدرسة الظاهرية (4) وأشير بالمناسبة إلى أن مركز مصر العلمي ابتداء منذ الفتح الإسلامي سنة 16 هـ حيث سكن أرض الكنانة جمهور من الصحابة، مثل عمرو بن العاص، وابنه عبد الله، وقيس بن عبادة وعبيد الله بن محمد
(1) الإرشاد لياقوت.
(2)
الحضارة الإسلامية.
(3)
ص 56 من " أليس الصبح بقريب ".
(4)
ص 56 أليس الصبح بقريب.
(وهو أول من أقرأ القرآن بمصر)، وإن الدراسات في المسجد، كانت أولا مقتصرة على القرآن، وما يلقيه القصاصون والواعظون، إلى أن ورد يزيد بن أبي حبيب، في زمن عمر بن عبد العزيز، فأظهر الفقه، وأخذ عنه الليث بن سعد، ولقد ازداد مركز مصر العلمي بظهور الإمام محمد بن إدريس الشافعي وأصحابه أواخر القرن الثاني الهجري، وتضاعفت قيمتها العلمية بل أصبحت المركز العلمي الأساسي في الشرق العربي بعد خراب بغداد على أيدي التتار سنة 656 هـ، فلقد هاجر إليها العلماء الأعلام، ومن جميع البلاد الإسلامية التي حل بها الغزو التتاري، فوجدوا بها من حسن الاستقبال والإكرام، ما رغبهم فيها وما جعلهم يختارونها دار إقامتهم، ومأوى فرارهم، وهكذا قطنها فطاحل العلماء أمثال: عز الدين بن عبد السلام، والإمام ابن الحاجب، والعلامة ابن منظور صاحب لسان العرب، والفيروز أبادي صاحب القاموس، والتيفاشي صاحب كتاب (خواص الأحجار)، وظهر فيها أمثال شهاب الدين القرافي، وتقي الدين ابن دقيق العيد، فأصبح الأزهر مركز الإشعاع العلمي، وقصده الطلبة من جميع بلاد الإسلام، فبنيت المدارس المجاورة له لإيواء الطلبة الواردين وعززت ببناء الأروقة في رحاب الأزهر الشريف.
أما في إفريقية (تونس) فلقد أصبحت القيروان ومسجدها، مركزا علميا قصد جماعة منها أرض المشرق العربي، رغبة في طلب العلم، والتزود بالمعرفة، فحصلوا على مبتغاهم، وقفلوا راجعين إلى بلادهم، مزودين بثقافة واسعة في علم الشريعة، أمثال علي بن زياد التونسي (توفي سنة 183 هـ) صاحب الإمام مالك بن أنس، والذي يعتبر أول من أدخل الموطأ إلى المغرب، ومثل ابن أشرس والبهلول القيرواني، وعبد الله بن غانم القيرواني، من كبار أصحاب مالك، فجاءوا بعلم الحديث والفقه والعربية، ويقول العلامة ابن عاشور (1): إنه من العجب أن تقدم العلوم بإفريقية والقيروان كان من تلقاء طلبة العلم، لولعهم به، ولم يكن من همة الأمراء في شيء كما كان الأمر بالمشرق والأندلس، ولقد كانت القيروان اشتغال آهلة بأئمة العلوم، فكانت فيها العلوم الشرعية والعربية والأدبية والتاريخية والطب ولا يعرف لأهل القيروان اشتغال بعلوم الفلسفة، وكانت بقية العلوم الرياضية ضعيفة في القيروان، وأشهر عناوينهم كانت بعلوم الشريعة، ناهيكم بالإمام سحنون سنة 191 هـ وما قام به من أعمال، وما نشر من علم وما صحح من أوضاع، فلقد عرض عليه محمد بن الأغلب خطة القضاء وحلف عليه إلا قبل، فاشترط أن يبدأ بأهل بيت الأمير ابن الأغلب وقرابته وأعوانه قائلا: فإن قبلهم ظلامات للناس، وأموالا منذ زمن طويل، إذ لم يجترئ عليهم من كان قبلي فقال له: نعم، لا تبدأ إلا بهم وأجر الحق على مفرق رأسي، والإمام سحنون اهتم الاهتمام الزائد بإصلاح مناهج التعليم،
(1) من " أليس الصبح بقريب " ص 67.
وعزل الشيوخ الذين كان لا يطمئن إليهم من تعليم الأطفال، ونظم خطة القضاء وأصول المرافعة على الوجه الضامن للحقوق (1).
وأما في المغرب فبعد استقرار الحكم الإسلامي فيه خصوصا بعد سنة 135 وبعد وصول المولى إدريس سنة 172 وبناء حديقة فاس (193) حل بفاس جماعة من العلماء أتوا من قرطبة إثر واقعة الربض المشهورة سنة 197 فكانوا نواة نشر العلوم الإسلامية، ثم ظهر العلامة عمران بن عبد الله العمري من أهل بصرة المغرب، القريب من مدينة فاس (اندثرت) ومعاصراه أحمد بن حذاقة، وبشار بن بركانة من بصرة المغرب أيضا، وهؤلاء الثلاثة قصدوا الديار المقدسة، وتزودوا بالعلم العزيز، ثم قفلوا إلى بلادهم ينشرون العلم بين الناس، ثم ظهر (بوميمونة) دارس بن إسماعيل الفاس، وكان من الفقهاء الأعلام المطلعين على أسرار الفقه المالكي، وأخذ عن ابن اللباد القيرواني معاصر الشيخ ابن أبي زيد القيرواني، وتوفي سنة 350 هـ وبدارس هذا صار المغرب مركزا أساسيا للفقه المالكي، كما ظهر العلم في لمتونة من قبائل المغرب.
ولقد كانت المراكز التي تدرس فيها العلوم، هي المساجد، وأحيانا بيوت العلم نفسها.
ونفس الشيء كان بفارس أي ما وراء النهر، والأندلس وغيرهما من الأقطار التي عمتها الدعوة الإسلامية، والتي يطول بنا الحال لو استمررنا في تعدادها.
فلقد ذكر، أن الحكم المستنقي خليفة قرطبة اتخذ المؤدبين يعلمون أولاد الضعفاء والمساكين القرآن حول المسجد الجامع، وبكل ربض من أرباض قرطبة، ولم يكن إذ ذاك بالأندلس مدارس للتعليم وتلقين العلوم، وإنما كانت المساجد هي مكان تعليمهم.
فلقد ورد في نسخة عتيقة لشرح ابن رشد على العتبية أنها نسخت من نسخة قرئت على ابن رشد بمسجده بقرطبة، وذكر ابن حزم في " طوق الحمامة " أنه أخذ الحديث في جامع قرطبة وفي المسجد القمري بها (2) ولم تتخذ المدارس بالمغرب إلا في زمن الدولة الموحدية، أما قبل ذلك فكانت الدروس تلقى بالمساجد، وكان المسجد الجامع الذي بناه المولى إدريس قبل أن يبنى جامع القرويين مكانا للدراسة أيضا.
(1)" أليس الصبح بقريب " صـ 67، 68.
(2)
" أليس الصبح بقريب ".
وفي البصرة والكوفة من أرض العراق، كان مسجداهما عامرين بالدروس لغاية القرن الرابع الهجري، فكثرت الحلقات الدراسية، وبرز العلماء الأعلام في مختلف الفنون، ويعد أبو الأسود الدؤلي أول من اشتغل بعلم النحو في عهد الأمويين، كما كان أول من وضع أساس مدرسة البصرة، التي تعتبر أقدم من مدرسة الكوفة، ومن أشهر علماء البصرة وأدبائها أبو عمرو بن العلاء، الذي اشتغل بالتفسير، والخليل بن أحمد، واضع علم العروض، وصاحب كتاب العين، الذي يعد أول معجم وضع في اللغة العربية، وعمرو بن بحر الجاحظ وغيرهم كثير، كما يعد علي بن حمزة الكسائي والفراء وغيرهما من أشهر علماء الكوفة.
ولقد درست بالبصرة كثير من العلوم بما فيها علم الفلسفة، وتعتبر المركز الأساسي، الذي اتخذته جماعة إخوان الصفا لنشاطها، ولم نتكلم عن بغداد ونشاطها العلمي العديم المثال، واشتغال علمائها بترجمة العلوم الأجنبية إلى العربية، واعتنائهم بالعلوم الدينية واللغوية، ويكفي أن نذكر من جملة أمثال محمد بن جرير الطبري، صاحب التفسير والتاريخ، وكتاب القراءات وتنزيل القرآن، وأبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن حماد المتوفى سنة 282 هـ وعلي بن محمد بن حبيب البصري المعروف بالماوردي المتوفى سنة 450 هـ صاحب التآليف المشهورة، وعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 290 هـ وأبا بكر عبد الله بن داود الأزدي من أكابر حفاظ الحديث والذي تقلد رئاسة الحنابلة، وكذلك الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني، والسرافي وغيرهم كثير، ويجب أن أشير هنا إلى أن العلوم التي كانت تدرس إذ ذاك وخصوصا بالأندلس، كانت متنوعة فكانت فيها علوم العربية، وعلوم الفلسفة، والرياضيات، والطب، والفلك، والعلوم الطبيعية، وعلم الجراحة، زيادة على العلوم الشرعية والأدبية واللغوية.
وهكذا ندرك ما أسداه المسجد في مختلف أنحاء العالم الإسلامي للثقافة والحضارة والتوجيه والتكوين من معروف، وهكذا ندرك لماذا كان المسلمون لا يحلون بأية ناحية من النواحي، ولا بقطر من الأقطار، إلا ويبادرون بتأسيس المساجد، فلقد ذكر المقريزي: أن سيدنا عمر بن الخطاب لما افتتح البلدان كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ مسجدا للجماعة، ويتخذ للقبائل مساجد، فإذا كان يوم الجمعة انضموا على مسجد الجماعة، وكتب إلى سعد ابن أبي وقاص وهو على الكوفة بمثل ذلك، وكتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر بمثل ذلك أيضا، فكان الناس متمسكين بأمر عمر وعهده، وكانت صلاة الجماعة تؤدى في المسجد الجامع يقول (شارل سينوبوس) في كتاب تاريخ الحضارة، عن علماء الإسلام: لقد جروا على أصول إسقاء الأرضين بفتح الترع، فحفروا الآبار، وجازوا بالمال الكثير من عثروا على ينابيع جديدة، ورفعوا المصطلحات لتوزيع المياه بين الجيران، ونقلوا إلى أسبانيا أسلوب النواعير، التي ترفع المياه والسواقي التي توزعها، ثم يقول: ومن الأقوال الحكيمة التي قالها المؤرخون عن المسلمين: إنهم
يهتمون عند فتح البلاد بشيئين في وقت واحد هما:
تنظيم الحقل وبناء المسجد.
وأداء الصلاة جماعة بالمساجد، والمظهر الذي يعطيه تنظيم الصفوف والمساواة التي يحققها بين مختلف طبقات المسلمين، فليس في المسجد مكان خاص للوزير، وآخر للعامل أو الخادم، وإنما الجميع سواء أمام الكبير المتعالي، هذا المظهر من المساواة الذي يقضي على جميع الفوارق وقف أمامه كثير من الأجانب والمستشرقين مشدوهين، فهذا الفيلسوف الفرنسي (رينان) يقول: إنني لم أدخل مسجدا من مساجد المسلمين، من غير أن أهتز خاشعا، وأن أشعر بشيء من الحسرة على أنني لست مسلما. ويقول السير توماس أرنولد عن الصلاة في المسجد: هذا الفرض المنظم من عبادة الله هو من أعظم الأمارات المميزة للمسلمين عن غيرهم في حياتهم الدينية، فكثيرا ما لاحظ السائحون وغيرهم في بلاد الشرق ما لكيفية أدائه من التأثير على النفوس، ثم قال: ولننتقل من صلاة الفرد إلى صلاة الجماعة فنقول: إنه لا يتأتى لأحد أن يكون قد رأى مرة في حياته ما يقرب من خمسة عشر ألف مصل، في وسط المسجد الجامع بمدينة (دلهي) بالهند، يوم الجمعة الأخيرة من شهر الصيام، (رمضان) وكلهم مستغرقون في صلاتهم وقد بدت عليهم أكبر شعائر التعظيم والخشية في كل حركة من حركاتهم، نقول: إنه لا يتأتى لأحد ويكون قد رأى ذلك المشهد، إلا ويبلغ تأثره به أعماق قلبه، وإلا يلحظ ببصره القوة التي تمتاز بها هذه الطريقة من العبادة عن غيرها (1).
لقد لعب المسجد في الإسلام، دورا خطيرا في التوجيه، والدعوة وإصلاح العباد، وتربيتهم، وتقوية الشعور الديني، وتدريب المصلين من المؤمنين على الأعمال الجماعية، التي يدعو إليها الإسلام، والحفاظ على الوحدة الإسلامية حقيقة ومظهرا، ويكفي أن أشير إلى صلاة الجماعة وما ترمي إليه من أهداف بعيدة المدى، وأؤكد أن الإسلام لم يفرض الجماعة وخصوصا في الجمعة والأعياد إلا ليشعر المسلم أنه واحد من كل، وعضو في جماعة، يجب أن يهتم بشئونها ويرعاها، فالإسلام يطلب من المسلم أن لا يعيش لنفسه فقط، متعبدا منعزلا، وإنما يطلب منه حتى في صلاته أن يعيش بجانب إخوانه يستمد منهم ويستمدون منه، والرسول عليه السلام هم أن يحرق على قوم بيوتهم، لأنهم يتخلفون عن الجماعة، هذه الجماعة التي تتحقق على عدة مستويات، فتكون كل يوم في المسجد القريب، من مسكن المسلم، وتفرض في المسجد الجامع بمناسبة صلاة الجمعة التي لا يسوغ لمسلم أن يتخلف عنها إلا إذا كان عذره قاهرا، حيث إن الرسول عليه السلام يقول:«من ترك ثلاث جمع تهاونا بها، طبع الله على قلبه (2)» ، ويقول:«لينتهين قوم عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين (3)» .
(1) العبادة في الإسلام.
(2)
سنن الترمذي الجمعة (500)، سنن النسائي الجمعة (1369)، سنن أبو داود الصلاة (1052)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1125)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 425)، سنن الدارمي الصلاة (1571).
(3)
صحيح مسلم الجمعة (865)، سنن النسائي الجمعة (1370)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 239)، سنن الدارمي الصلاة (1570).
ويتضاعف تجمع المسلمين بمناسبة العيدين حتى يسع المصلى جميع سكان البلد، بما فيهم العواتق، والحيض، وذوات الخدور، فعن أم عطية قالت:«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق، والحيض، وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين (1)» إلى آخر الحديث.
وبعد: فما هي رسالة المسجد بعد كل ما ذكرت؟ أستطيع أن ألخص فأقول: بأن رسالة المسجد تستمد جوهرها من رسالة سيد الأنام عليه السلام، ورسالة الرسول العظيم كانت رسالة عامة شاملة تهدف إلى إصلاح العبد فيما بينه وبين ربه، وإصلاحه فيما بينه وبين نفسه، كما تهدف إلى إصلاح كل طبقات المجتمع، والرفع من شأنها، والدفع بها في ميدان العمل الصالح، ليصبح المجتمع الإسلامي مجتمعا مثاليا، حتى يتحقق فيه، وينطبق عليه، ما أراده الله لهذه الأمة من أن تكون خير أمة أخرجت للناس {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (2)
فداخل المسجد يتربى المسلم على تطهير نفسه، وتصحيح عقيدته، والقرب من ربه، ومراقبته في سره وعلانيته، وفي داخل المسجد وبين صفوفه، يتربى المؤمن على الاتصال بإخوانه المؤمنين، وتقوية صفوفهم، والشعور بآلامهم، والاهتمام بجميع شئونهم، وفي داخل المسجد يشعر المؤمن بقوته جانب إخوانه، ويحس بالرسالة التي طوق بأدائها، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله بالحسنى والحكمة.
وداخل المسجد تتربى روح الأخوة والألفة والمحبة بين المؤمنين، فيعيشون عالمهم المثالي الخالي من التنافسات، والتطاحنات، وحروب الطبقات.
وفي المسجد يشعر المؤمن بكرامته التي كرمه الله بها، وأنه متساو في الحقوق والواجبات، مع جميع الذين يجلسون بجانبه، سواء كانوا حكاما أو محكومين، أغنياء أو فقراء، جهالا أو علماء، فهو واحد من كل، ولا ميزة لأي واحد إلا بالتقوى.
وفي المسجد يجتمع المسلمون للتداول في شئونهم، والنهوض بحياتهم والاستماع إلى التوجيهات والتخطيطات التي يخططونها، للذود عن حوضهم، وصيانة عقيدتهم، والحفاظ على مقدساتهم.
ومن المسجد تنطلق الدعوة إلى الله صارخة هادفة موضحة مبينة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (3){يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (4){وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} (5){يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (6){فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (7)
وفقنا الله للعمل الصالح وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين.
(1) صحيح البخاري الحج (1652)، صحيح مسلم صلاة العيدين (890)، سنن الترمذي الجمعة (539)، سنن النسائي صلاة العيدين (1558)، سنن أبو داود الصلاة (1139)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1307)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 84)، سنن الدارمي الصلاة (1609).
(2)
سورة آل عمران الآية 110
(3)
سورة الأنفال الآية 24
(4)
سورة الحج الآية 77
(5)
سورة الحج الآية 78
(6)
سورة الجمعة الآية 9
(7)
سورة الجمعة الآية 10