الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله عليه وسلم - بإسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادات الصحابة، وإن خط علي بن طالب فيه، فعرضه رئيس الرؤساء ابن المسلمة على أبي بكر الخطيب، فقال: هذا مزور، قيل: من أين لك؟ قال: في الكتاب شهادة معاوية بن أبي سفيان، ومعاوية أسلم يوم الفتح، وخيبر كانت في سنة سبع، وفيه شهادة سعد بن معاذ، وكان قد مات يوم الخندق، فاستحسن ذلك منه واعتمده وأمضاه ولم يجز اليهود على ما في الكتاب لظهور تزويره. وصنف رئيس الرؤساء في إبطاله جزءا وكتب عليه الأئمة أبو الطيب وأبو نصر بن الصباغ والدامغاني والبيضاوي وغيرهم. وقد أذن للخطيب بعدها أن يملي الحديث في جامع المنصور ببغداد بعد هذه الحادثة.
***
خروج الخطيب إلى دمشق وهجره بغداد
لقد استولى " البساسيري " مقدم الأتراك ببغداد على البلاد في سنة خمسين وأربعمائة، وكان البساسيري (1) سيئ العقيدة على مذهب الفاطميين فدعا لصاحب مصر في الخطبة وزيد في الأذان " حي على خير العمل "، ونفى الخليفة إلى " حديثة عانة " وصلب ابن المسلمة صاحب الخطيب ورئيس الرؤساء. وكان عوام من الحنابلة قد آذوا الخطيب (2)، فخشي أن تدبر له مؤامرة ويوشى به لدى البساسيري لذا قرر الهجرة إلى دمشق فخرج منتصف شهر صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة مستترا وأخذ معه كتبه وتصانيفه وسماعاته لعزمه على المقام بها. وسكن في المأذنة الشرقية من الجامع الأموي وبدأ تدريس الحديث وغيره في المسجد، لكنه لم يدم له المقام بدمشق إذ ثار عليه الروافض عند سماعهم منه فضائل العباس رضي الله عنه وكانت دمشق تحت حكم الفاطميين - فخرج إلى صور (3) وذلك سنة سبع وخمسين وأربعمائة وقيل سنة تسع وخمسين ومكث بين صور وبيت المقدس حتى شعبان من سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
(1) انظر القصة في تاريخ بغداد 9: 399 - 404.
(2)
انظر المنتظم 8: 267 وتأنيب الخطيب: 12.
(3)
انظر البداية 12: 102 وطبقات الشافعية للحسيني 164 - 165.