الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منيع عبد الحليم محمود (1)
النبوة
دراسة من القرآن الكريم
فقط النبي مأخوذ من الإنباء، فيتضمن معنى الإعلام والإخبار، ولكنه في استعماله أخص من مطلق الإخبار، فهو يستعمل في الإخبار بالأمور الغائبة المختصة دون المشاهدة المشتركة، كما في قوله تعالى:{وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} (2).
وقال: {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (3).
وجمع النبي أنبياء، وهو من النبأ، وأصله الهمزة، وقد قرئ بها، وهي قراءة نافع. لكن لما كثر استعماله لينت همزته كما فعل مثل ذلك في الذرية وفي البرية.
(1) د. منيع عبد الحليم محمود: مدرس التفسير وعلوم القرآن ـ كلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر.
(2)
سورة آل عمران الآية 49
(3)
سورة التحريم الآية 3
وقيل: هو من النبوة - بفتح النون وسكون الباء، وهي العلو، فمعنى النبي: المعلى الرفيع المنزلة، والأصح أن هذا المعنى لازم للأول، فمن أنبأه الله وجعله منبئا عنه، فلا يكون إلا رفيع القدر عليا. وأما لفظ العلو والرفعة فلا يدل على خصوص النبوة، إذ يوصف بهذا من ليس نبيا كما قال تعالى:{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (1).
* * *
ويقول الإمام ابن تيمية: وقراءة الهمزة قاطعة بأنه مهموز، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«أنا نبي الله ولست نبيء الله» فما رأيت له إسنادا، لا سندا ولا مرسلا، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث، ولا السير المعروفة، ومثل هذا لا يعتمد عليه.
ثم يبين الإمام ابن تيمية أننا إذا اعتبرنا النبي مهموز الأصل، فإن الهمزة يمكن أن تلين، فذلك جائز، فتصير حرفا معتلا، فيعبر عنه باللفظين فترد إليه القراءتان بخلاف المعتل، فإنه لا يجعل همزة، فيجب القطع بأن النبي مأخوذ من الإنباء لا من النبوة بفتح النون وسكون الباء.
على أنه إذا كان هذا هو التحديد اللفظي واللغوي لمعنى النبوة، فإن أغلب تحديدات معنى النبوة تدور حول هذا ولا تزيد عنه إلا قليلا.
فإن المشهور في عرف الشرع - كما يقول الإمام الألوسي -: (إن النبي من أوحي إليه سواء أمر بالتبليغ أم لا).
أما صاحب شرع المقاصد على المواقف فيقول: (إن النبوة هو كون الإنسان مبعوثا من الحق إلى الخلق)(2).
أما الإمام محمد عبده، فإنه لا يحدد معنى النبوة بتعريفها بل يحددها بهدفها يقول:(النبوة تحدد ما ينبغي أن يلحظ في جانب واجب الوجود من الصفات، وما يحتاج إليه البشر كافة من ذلك، وتشير إلى خاصتهم بما يمكن لهم أن يفضلوا به غيرهم في مقدمات عرفانهم، لكنها لا تخدم إلا ما فيه الكفاية للعامة (3).
على أننا إذا نظرنا إلى مجموع هذه التحديدات لمعنى النبوة نجد أنها لا تكفي كفاية تامة لتحديد معنى النبوة، فلم تحدثنا هذه التعريفات، عن علامات الرسل وسماتهم المحدودة، وعن خلقهم قبل الاصطفاء
(1) سورة آل عمران الآية 139
(2)
شرح المقاصد على المواقف جـ2 ص 128.
(3)
رسالة التوحيد ص 72.
للنبوة، وبالتأكيد فإن هذه التعريفات لم تخرج عن نطاق التحديد اللفظي للنبوة، ولم يخرج عن هذا النطاق سوى الشيخ محمد عبده، حيث تكلم عن أهدافها دون تحديد تعريف لها.
ولكن كيف يتأتى لنا أن نحدد معنى النبوة؟
* * *
إن التعريف الذي يحدد لنا معنى النبوة هو التعريف القرآني، وهو الذي يخرجنا من هذه الدائرة الضيقة المحدودة للتعريفات السابقة.
وتبدو لنا أولى الآيات التي تحدد لنا المعنى المراد في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (1) ويقول تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (2) ويقول: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} (3).
تدلنا هذه الآيات على أن الله تعالى يصطفي الأنبياء ويجتبيهم لنفسه ويرسم حياتهم قبل ميلادهم. فيختار لهم النسب الشريف الذي يميزهم عن غيرهم ويصنعهم على عينه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله اصطفى من ولد إبراهيم: إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل: بني كنانة، واصطفى من بني كنانة: قريشا، واصطفى من قريش: بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم (4)» .
وليس هناك دليل على ما ذكرنا من قبل أكثر من قول الله سبحانه وتعالى عن سيدنا عيسى عليه السلام قبل أن يولد:
{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (5){وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (6)، {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} (7).
(1) سورة آل عمران الآية 33
(2)
سورة النساء الآية 125
(3)
سورة طه الآية 39
(4)
رواه مسلم في صحيحه.
(5)
سورة آل عمران الآية 45
(6)
سورة آل عمران الآية 46
(7)
سورة مريم الآية 21
ولعل ما يشرح الآيات السابقة بتفصيل أوسع ذلك الحديث الذي ذكره الإمام البخاري عن كيفية استدلال هرقل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ركز هرقل تركيزا كبيرا على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة؛ عن الإمام البخاري رضي الله عنه قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن أبا سفيان بن حرب أخبره: «أن هرقل أرسل إليه في ركب قريش وكانوا تجارا بالشام، في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال:
أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟
فقال أبو سفيان فقلت: أنا أقربهم نسبا.
فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه:
قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه.
ثم كان أول ما سألني عنه: أن قال: كيف نسبه فيكم؟
قلت: هو فينا ذو نسب.
قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟
قلت: لا.
قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا.
قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟
فقلت: بل ضعفاؤهم.
قال: أيزيدون أم ينقصون؟
قلت: بل يزيدون.
قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟
قلت: لا.
قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها.
قال: ولم يكن كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة.
قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم.
قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال: ينال منا وننال منه.
قال: ماذا يأمركم؟
قلت: يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف والصلة.
فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها.
وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله.
وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان في آبائه من ملك لقلت: رجل يطلب ملك أبيه.
وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل.
وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم.
وسألتك: أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت: أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت: أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك: بم يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف. فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه (1)».
* * *
ثم نأتي للجزء الثاني من المنهج القرآني لتحديد النبوة وهو حالة تلقي الوحي، فبعد أن يصطفي الله رسله ويربيهم ويعني بهم العناية الكاملة يفاجئهم بتلقي الوحي.
(1) رواه الإمام البخاري في صحيحه.
فبالنسبة للأنبياء السابقين على الإسلام يقول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} (1){إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} (2){فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى} (3){إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (4){وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (5){إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (6){إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (7){فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} (8).
وقال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} (9){فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (10).
ويفاجئ الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي وهو في غار حراء، وإذا كان الإمام البخاري قد ذكر الحديث الدال على ذلك في صحيحه فإن القرآن الكريم يعبر عنها بقوله:
وقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (12){عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (13){بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (14).
أما شرح تلك الحالة: فقد ورد في صحيح البخاري بسنده عن السيدة عائشة أم المؤمنين أنها قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.
فجاءه الملك فقال: اقرأ.
(1) سورة طه الآية 9
(2)
سورة طه الآية 10
(3)
سورة طه الآية 11
(4)
سورة طه الآية 12
(5)
سورة طه الآية 13
(6)
سورة طه الآية 14
(7)
سورة طه الآية 15
(8)
سورة طه الآية 16
(9)
سورة القصص الآية 29
(10)
سورة القصص الآية 30
(11)
سورة الشورى الآية 52
(12)
سورة الشعراء الآية 193
(13)
سورة الشعراء الآية 194
(14)
سورة الشعراء الآية 195
قال: ما أنا بقارئ.
قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني،
فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني الثانية حتى بلغ مني الجهد.
فقال: اقرأ.
فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني.
فقال: فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر:
لقد خشيت على نفسي.
فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى - ابن عم خديجة - وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية إلى ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي.
فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى.
فقال له ورقة: هذا الناموس، الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم؟
قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي (4)».
هذا هو المنهج القرآني لتعريف النبوة والذي يمثل لنا التعريف الصحيح لها باعتباره النص الذي أتانا من عند الله سبحانه وتعالى، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنا أن نوجزه فنقول:
(1) رواه البخاري في باب كيف كان بدء الوحي، وفي كتاب التفسير عند تفسير (اقرأ) وفي كتاب التعبير. ورواه الإمام مسلم في باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
سورة العلق الآية 1 (1){اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(3)
سورة العلق الآية 2 (2){خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}
(4)
سورة العلق الآية 3 (3){اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}