الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(النبوة سفارة بين الله وخلقه يقصد بها إصلاح أمرهم، وهبة من الله سبحانه وتعالى يمنحها لمن يصطفيهم من عباده بعد أن يربيهم التربية الصحيحة التي بها يكونون مؤهلين لتلقي الوحي من الله سبحانه وتعالى في أي وقت).
الفرق بين النبي والرسول
هل هناك فرق بين النبي والرسول؟
الواقع أن العلماء في إجابتهم على هذا السؤال انقسموا إلى فرقتين:
الفرقة الأولى: قررت هذه الفرقة أنه لا يوجد أي فرق بين النبي والرسول فكلا اللفظين معناهما الإنباء والإخبار، فالنبي هو من ينبئ والرسول يبلغ الرسالة، وعلى ذلك فلا فرق بينهما. والواقع أن أصحاب هذا الرأي استندوا في تفسيرهم للفظين إلى اللغة باعتبار أن النبي اسم فاعل أو اسم مفعول، والرسول اسم مفعول، وبناء على هذا قرروا عدم وجود فرق بين اللفظين.
الفرقة الثانية: وهم جمهور العلماء، فقد قرروا وجود فرق بين لفظي نبي ورسول، واستندوا في ذلك على القرآن والأحاديث الشريفة التي تؤيدهم في هذا الرأي، ومن ذلك:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} (1).
يقول الإمام الألوسي في تفسير الآية: وعطف نبي على رسول يدل على المغايرة بينهما وهو الشائع، ويدل على المغايرة أيضا ما روي أنه صلى الله عليه وسلم «سئل عن الأنبياء فقال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، قيل: فكم الرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا (2)».
ونضيف نحن قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} (3)
(1) سورة الحج الآية 52
(2)
مسند أحمد بن حنبل (5/ 266).
(3)
سورة مريم الآية 54
وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} (1)
فإن توارد الصفتين: الرسول والنبي على موصوف واحد في التنكير والتعريف يقتضي تباينا ولو من وجه كما يقتضي تغايرا ولو في المفهوم على ما بيناه في آخر المقام. هذه هي أهم الأدلة على وجود الفرق بين النبي والرسول وبها يرجح رأي الفرقة الثانية.
* * *
(1) سورة الأعراف الآية 157
الفرق بين النبي والرسول على أشهر الآراء
اختلفت آراء العلماء في تحديد الفرق بين النبي والرسول، بل إن بعضهم اختلفوا هم أنفسهم على قولين، وباستقراء الآراء في تحديد الفرق بين النبي والرسول نجدها كالآتي:
أولا: الرسول هو من له كتاب أو نسخ لبعض أحكام الشريعة السابقة، والنبي قد يخلو من ذلك كيوشع عليه السلام.
ثانيا: أن الرسول صاحب الوحي بواسطة الملك، والنبي هو المخبر عن الله تعالى بكتاب أو إلهام أو تنبيه في المنام.
ثالثا: الرسول من يأتيه الملك عليه السلام بالوحي يقظة، والنبي يقال له ولمن يوحى إليه في المنام لا غير.
وقد عدد الإمام الألوسي بعض الآراء التي تمثل الجو العام للتفرقة بين النبي والرسول نذكر منها:
رابعا: الرسول ذكر حي بعثه الله بشرع جديد يدعو الناس إليه، والنبي يعمه ومن بعثه لتقرير شرع سابق، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما السلام.
خامسا: الرسول ذكر حر بعثه الله تعالى إلى قوم بشرع جديد بالنسبة إليهم وإن لم يكن جديدا في نفسه، كإسماعيل عليه السلام، إذ بعث لجرهم أولا. والنبي يعمه، من بعث بشرع غير جديد