الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتب من بغداد بنعيه، ورثاه كثير من أهل العلم والشعراء ورآه كثير من الصلحاء في المنام على أحسن حال (1).
…
(1) انظر الطبقات للسبكي 4: 37.
علومه
لقد أخذ الخطيب من كل علم بنصيب جيد وحظ وافر، فقد قرأ القرآن وتعلم وجوه القراءات ثم درس الفقه وأصوله حتى صار من كبار فقهاء الشافعية، ودرس علوم الآلة والأدب حتى اعتبر نحويا أديبا وسمع الحديث ورحل فيه واشتغل بالتاريخ خصوصا تاريخ رجال الحديث وغلب عليه الحديث والتاريخ. وصنف وهذب ورتب ونقد.
تفقه بالمحاملي وأبي الطيب الطبري وأبي نصر بن الصباغ وهم من كبار فقهاء الشافعية ببغداد، وكان في العقيدة على مذهب أبي الحسن الأشعري - رحمه الله تعالى -.
***
بعض مناقبه وأخلاقه
لقد كان الخطيب رحمه الله على جانب كبير من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة والمناقب النبيلة. كان مخلصا في عمله وتصنيفه، ورعا متحفظا غير متقرب لسلطان ولا لذي جاه، عفيف النفس، غير حريص على الدنيا (1)، زاهدا فيها، متحملا للأذى، كان متواضعا حتى إنه ما كانت تروق له الأسماء والألقاب كالحافظ والمحدث، كان كريما معطاء، كان حريصا على تطبيق العلم كحرصه على جمعه وضبطه وفهمه كان يقول:" الواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدبا، وأشد الخلق تواضعا وأعظمهم نزاهة وتدينا وأقلهم طيشا وغضبا لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها ويصدفوا عن أرذلها وأدونها "(2).
(1) انظر معجم الأدباء 4: 31، والتذكرة 3: 1138، والطبقات للسبكي 4:34.
(2)
مقدمة الجامع لأخلاق الراوي.