الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة المسجد في الماضي والحاضر
ضياء الدين بابا خانوف
(1)
" أقدم لكم. . تحيات عشرات الملايين من المسلمين في الاتحاد السوفييتي. .! الذين يكنون مشاعر الحب والإخاء نحو إخوتهم في الدين ونحو إخوتهم في الأراضي المقدسة. . . ".
وأقول " إن العلماء الفطاحل والمحدثين العظام من أمثال أبي عبد الله محمد بن إسماعيل " البخاري "، وأحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن، والإمام أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال " الشاشي ". . . وأبي عبد الرحمن الدارمي " السمرقندي " صاحب المسند، وأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، والعالم الموسوعي أبو الريحان البيروني " الخوارزمي ". . قد تلقوا دروسهم الأولية في المساجد. . ". . . .
" وقد كانت المساجد بسمرقند مثل: طلا كاري، المدرسة الرئيسية في تعليم القرآن. . والمسجد الجامع في طشقند. . وقد كان المركز الرئيسي في تدريس علوم الحديث. . ".
(1) سماحة الشيخ ضياء الدين بابا خانوف: رئيس الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاقستان.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد وآله وصحبه أجمعين.
أيها الرئيس المحترم وأيها الوفود العظام. . .
قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} (1){فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (2) وحينما نقف في رحاب هذا البيت العتيق المقدس علينا أن نكرر شكرنا الوافر لله سبحانه وتعالى الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس وقال الله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} (3) وقال أيضا: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (4) الآية، وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم:«لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى (5)» (رواه البخاري ومسلم).
وإننا لنشعر بسعادة عظيمة حيث نحضر هذا المؤتمر العظيم المبارك في هذه البقعة المباركة التي تولى إليها وجوه الأمة الإسلامية في كل أنحاء العالم.
وأنتهز هذه الفرصة فأقدم لكم، أيها السادة، تحيات عشرات الملايين من المسلمين في الاتحاد السوفييتي، الذين يكنون مشاعر الحب والإخاء نحو إخوتهم في الدين عامة، ونحو إخوتهم في الأراضي المقدسة خاصة.
وبودي كذلك أن نبتهل إلى الله العلي القدير أن يؤيد جلالة الملك المعظم خالد بن عبد العزيز -حفظه الله تعالى-، وأشكر جلالته على إقامة هذا المؤتمر المبجل الشأن، وأشكر كذلك السادة رؤساء رابطة العالم الإسلامي الموقرين، الذين أعدوا المؤتمر على أحسن حال وأعظم مكان، وحققوا أعمالا واسعة النطاق في إجراءاته اللازمة.
ونحن قد اجتمعنا هنا في البقعة المقدسة، كي نناقش المشاكل الملحة المتعلقة بحياة وأعمال المسلمين في الأقطار المختلفة، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن المبين:{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (6)(1 - 144) وإن المسلمين في المعمورة يولون وجوههم شطر المسجد الحرام الذي ارتضى به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قبلة.
أيها العلماء العظام:
إننا نعرف جيدا أن المساجد هي في الواقع مراكز للحياة الدينية وهي مواقع إشعاع الفكر الإسلامي
(1) سورة آل عمران الآية 96
(2)
سورة آل عمران الآية 97
(3)
سورة التوبة الآية 108
(4)
سورة الإسراء الآية 1
(5)
صحيح البخاري الجمعة (1189)، صحيح مسلم الحج (1397)، سنن النسائي المساجد (700)، سنن أبو داود المناسك (2033)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1409)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 278)، سنن الدارمي الصلاة (1421).
(6)
سورة الشورى الآية 38
والدعوة الإلهية، وهي بيت الله تعالى الذي تنفرد العبادة إليه ونبتهل إلى ذاته العلية، ونعرف أيضا أن المساجد لعبت دور بيوت التعليم والتدريس، وأن جميع مراحل التعليم كانت تجري بين جدران المساجد، ومدة قرون أدت المساجد رسالتها في حقل نشر نور العلم والمعرفة وتركت آثارا عميقة في الثقافة الإسلامية. وإن العلماء الفطاحل والمحدثين العظام من أمثال أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن، والإمام أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الفقيه، وأبي عيسى الترمذي صاحب الجامع الصحيح، وأبي عبد الرحمن الدارمي السمرقندي صاحب المسند، وأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، والعالم الموسوعي أبو الريحان البيروني الخوارزمي، وكثيرين غيرهم قد تلقوا دروسهم الأولية في المساجد وتخرجت من المساجد أجيال كثيرة من العلماء في العلوم الإسلامية الذين يعتز بأسمائهم الكريمة العالم الإسلامي وتنير آثارهم العلمية الطريق أمام المسلمين في كل بقعة من الأرض.
إن التاريخ حافل بالأحداث حيث كانت مساجد ما وراء النهر بمثابة مدارس للعلماء العظام، وإن الإمام البخاري بعد عودته إلى مسقط رأسه بخارى ألقى دروسه في الحديث في الجامع الذي بناه بمال الإسلام، وكانت المساجد بسمرقند مثل: طلا كاري، المدرسة الرئيسية في تعليم القرآن الكريم. وأما المسجد الجامع في طشقند الذي بناه عبيد الله خواجه أمراء خليفة بهاء الدين نقشبندي كان المركز الرئيسي في تدريس علوم الحديث، على صاحبه أفضل الصلوات والتسليم.
وأما الآن في ظروف بلاد الاتحاد السوفييتي حيث ألقيت الأمور الدينية كلية على كاهل العلماء أنفسهم والدين انفصل عن الحكومة زادت مهمات المساجد وعظمت رسالتها واشتدت المسئولية على أهلها، وصارت المساجد ليست معابد فحسب، بل أصبحت مراكز دينية ثقافية حيث ينهل المسلم الغذاء الروحي من مناهلها ويتلقى الشبان التهذيب الديني ويجدون جوابات مقنعة على أسئلتهم الدينية اليومية في المساجد ما عدا معهدي بخارى وطشقند.
أيها العلماء الكرام:
قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (1) وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان» نعم في الحقيقة أن المسلمين في بلاد الاتحاد السوفييتي، يعظمون المساجد في نفوسهم أيما تعظيم، وأن كل فرد
(1) سورة التوبة الآية 18
من المؤمنين يجتهد بكل جهده لكي يعمر المساجد ويهتم في نظافتها وطهارتها.
والمسلمون في ما وراء النهر لا يزالون يتبعون تقاليد طيبة في هذا الباب، وهم يقدمون كل ما لديهم من البر والإحسان، حتى الزكاة وصدقة الفطر إلى مساجدهم، ومهتمون في اختيار العلماء الصالحين والأتقياء لوظائف الإمامة، ففي معظم الحالات يعينون لوظائف الإمامة والخطابة العلماء الشبان الذين يزدادون في المساجد خبرة وحنكة ويعدون أنفسهم للوظائف الدينية الرفيعة، وإن كثيرين من موظفي الإدارات الدينية بعد تخرجهم من المعهد والمدرسة كانوا قد عينوا أئمة في المساجد، واجتازوا فيها فترة التمرين ومزاولة الأعمال الدينية، هكذا صارت المساجد كما كانت مدارس لإعداد جيل جديد من العلماء والفقهاء.
وقال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (1)(7 - 31) وإني أعتقد أن علينا أن نفهم معنى هذه الآية الكريمة، ليس معناها الواضح فحسب وبل معناها الخفي أيضا. فاتخاذ الزينة عند كل مسجد فحواه أن يكون الإنسان جميلا بقلبه وخالصا في نيته ومخلصا في عقيدته للإسلام، والمودة والأخوة بين المسلمين. ففي ذلك تتجلى بكل وضوح الحكمة الإلهية النيرة التي ظهرت في الآية الأخرى:{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (2)(7 - 29).
أيها الإخوة الكرام: يسرني أن أبشركم أن في كل جمعة وكل صلوات العيدين في بلادنا مرشدين من الإدارة: يرشدون الناس بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى مكارم الأخلاق وسبل التقوى، ويوجهونهم إلى طاعة الله تعالى، والمودة والإخاء مع الناس والعمل الجاد المثمر لخير الأمة الإسلامية والإنسانية. وإن الآلاف المؤلفة من المسلمين في الأيام المباركة في رمضان الشريف يتلهفون إلى سماع كلمة العلماء الدينية، والمعرفة التي يحصلون عليها في المساجد ينقلونها إلى بيوتهم وإلى قلوب الجيل الصاعد بكل عزم وصدق.
ومن المؤكد أن المسلم يهمه في هذا العصر أمور كثيرة: ومن بينها: الأمور التي لا تتعلق به ومسلمي بلادنا فقط، فإنه ترقى في سلم العلوم وتثقف ثقافة ملحوظة ويعيش في رفاهية ولديه الإمكانيات الواسعة لمطالعة الكتب والجرائد والمجلات بلغته الأم، وهو مطلع على الأحداث الجارية في البلد وفي العالم، ويهمه كذلك مشاكل التطور الاجتماعي والعلمي والتكنيكي في العالم ومعضلات الحفاظ على السلام وأمن الشعوب، وهو يهتم في أمر ازدهار شعوب البلاد النامية لكي يضمن لها إمكانيات التطور الذاتي، ويقلق باله ويثير غضبه الأعمال الإجرامية التي تتبعها الصهاينة والإمبريالية تجاه إخوته العرب، والشعوب الأخرى المتحررة. وهذه الأمور كلها تلقي المسئولية على المساجد وعلى الدعاة المسلمين والوعاظ.
(1) سورة الأعراف الآية 31
(2)
سورة الأعراف الآية 29
ومن إحدى شروط أداء المسجد رسالته بشكل أصح وأكمل: هو سعة معرفة الأئمة والخطباء والوعاظ الذين يقدمون خدماتهم للمسجد والمصلين، وإن نجاح المسجد في أداء رسالته يتعلق كلية بمستوى الإمام العلمي والخطيب اللذين يلقيان المواعظ الدينية في مختلف المواضيع والفروع الدينية. وعلى خدمة المساجد أن يكونوا على اتصال دائم مع الأحداث الجارية في كل بلدة على حدة، وكذلك في العالم الإسلامي، وعلى الأئمة والخطباء أن يعظوا بروح العصر ويوافق ما يقولون ومستوى المسلمين العلمي. ففي هذه الحالة فقط فإن المسلم الجالس في المسجد يفهم الإمام ويصدق كلامه وحينئذ يحق على الإمام أن يعتقد أنه ساعد في ترسيخ قواعد الدين الإسلامي في بلده، وبالتالي أداء رسالته بشكل أكمل.
هذا وإن المراكز الإسلامية في بلادنا قد حققت في السنوات الأخيرة شوطا كبيرا من الأعمال المفيدة في خصوص توسيع مجال الدعوة، وقد حققنا نشر القرآن الكريم، كما طبعنا كتاب الأدب المفرد والجامع الصحيح للإمام البخاري، ونشرنا كتاب تاريخ المصحف العثماني المحفوظ في طشقند، وأصدرنا عشرات من الفتاوى الدينية حول حل المشاكل في الفروع التي أحدثتها طبيعة الحياة، وإن مجلة " المسلمون في الشرق السوفييتي " تنشر على صفحاتها بحوثا في توضيح المسائل الفقهية والاجتماعية، ويجد المسلم في المجلة كل الأعمال والتجارب المفيدة الجارية في مختلف مناطق البلاد.
ومن دوافع سرورنا في هذه الأيام أننا الآن على وشك تحقيق نشر القرآن الكريم بحجمين: كبير وصغير بعدد كثير، وكذلك عدة كتب دينية أخرى توزع كلها مجانا.
وتساعد في رفع مستوى النشاط الديني والعلمي والاجتماعي للمساجد وأهلها الاجتماعات والمؤتمرات العلمية الدينية، ففي بعض منها قد اشترك ضيوف من الدول الخارجية، ففي ظرف خمس سنوات أخيرة قد انعقد في طشقند وسمرقند ثلاثة اجتماعات دينية كبيرة، والعلماء الحاضرون في هذا الجمع الحافل المبارك سيتحدثون عن مقدار نجاح المؤتمر الذي جرى في سمرقند بمناسبة مرور اثني عشر قرنا من ميلاد إمام المحدثين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله.
وإن البحوث والخطب التي ألقاها العلماء المسلمون في المؤتمر من 26 بلد عربي وإسلامي، وكذلك من جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي قد ناقشوا بكل عمق وتفكير وحيوية مشاكل تاريخية وعصرية في ضوء تعاليم الدين الحنيف.
ونحن إن شاء الله سوف ننشر بحوث هذا المؤتمر الجليل في مجموعة خاصة كي يستفيد بها الأئمة والخطباء ويستنبطوا منها ما يفيدهم من الأدلة والبراهين الساطعة في أداء رسالة المسجد بشكل أحسن.
وقد ساعدنا في ذلك المجال أيضا المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في بغداد ومؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، وكذلك تبادل الوفود مع الدول الإسلامية.
وإن الطلبة في المعهدين الدينيين في بخارى وطشقند إلى جانب المواد الدينية يتلقون كذلك دروسا في المواد العصرية كي يكون المتخرجون علماء قديرين لمواجهة المشاكل الجديدة الاجتماعية.
ولكن على الإدارة الدينية أن تحقق أشياء كثيرة لكي ترفع من مستوى المتخرجين العلمي في معهدينا، وعلى ذلك فإني أنتهز الفرصة الكريمة ومن على هذا المنبر أكرر شكري الأخوي الصادق وشكر مسلمي الاتحاد السوفييتي للمسئولين والعلماء الكرام في البلاد العربية والإسلامية الذين تصدوا لحاجاتنا وساعدونا لنكون في عداد كوادر العلماء المسلمين ذوي المؤهلات العالية. ودرس طلبتنا ولا يزالون يدرسون في الجامع الأزهر في القاهرة، وفي كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وكلية الشريعة جامعة دمشق، وفي كلية الشريعة في بيضاء بليبيا، وإذ أكرر شكري مرة أخرى للمسئولين في هذه الجامعات الإسلامية أود أن أؤكد بأننا الآن نستعد لإرسال فوج من الطلبة إلى الجامعات الأخرى أيضا، كما يعلق المسلمون في بلادنا آمالا في أن أبناءهم سوف يتشرفون لتلقي علومهم في مهبط الوحي ومشعل النور في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة على صاحبها الصلاة والسلام.
إن مساجدنا تحقق كثيرا من الأعمال في تهذيب المسلمين تهذيبا دينيا، ورفع مستواهم العلمي وفي زرع مبادئ التقوى في قلوبهم، وفي إنماء روح المحبة للوطن في صدورهم، وإذا كانت بلاد ما وراء النهر قد حققت منجزات واسعة النطاق في حقول الاقتصاد والعلوم والتكنيك وغيرها، وكذلك في إقامة صلات أخوية مع الشعوب، وفي الحفاظ على السلام وفي الكفاح ضد إسرائيل، ففي هذه كلها أودع بقسطهم الوافر إخوتكم المسلمون كما أودعت فيه نصيبها المساجد الواقعة في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي. إلا أن هذا كله لا يعني أننا لا نشعر بقصور في أعمالنا، بل إننا نحتاج إلى تقوية شئون المساجد، ونتوجه إلى هذا المؤتمر الكريم الذي سوف يرفع شئون المساجد إلى درجة أكبر ويخلق دوافع جديدة لتحسين أمورها.
أيها الوفود الكرام من الدول الإسلامية:
إن الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع الحافل هو تحسين وتنشيط رسالة المسجد التي جمعتنا في هذا المكان المقدس. وإني لا أشك في أن المشتركين لا يدخرون شيئا ولا يألون جهدا في أن تكلل أعمال المؤتمر بالنجاح التام، وتحقق أهدافه جميعها برعاية الله تعالى. وإني آمل أن المؤتمر سوف يصدر قرارات وتوصيات هامة لخير المسلمين في العالم.
وإن هذه القرارات سوف تستخدم لتقوية الصلات بين المسلمين في بلاد العالم وإقامة المودة والمحبة فيما بينهم.
وفي الختام، أبتهل إلى الله العلي القدير أن يوفقنا في أعمالنا، وأن يمنح العناية والرعاية لهذا الجمع المبارك الساعي إلى الخير وشكرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . .