الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب تصدر قريبا
نظام الأسرة عند ابن تيمية
في
الزواج وآثاره
الدكتور محمد أحمد الصالح
يصدر قريبا كتاب نظام الأسرة عند ابن تيمية في الزواج وآثاره، لفضيلة الشيخ " الدكتور " محمد بن أحمد الصالح الذي نال به درجة العالمية " الدكتوراه " في الفقه المقارن مع مرتبة الشرف الأولى، وكانت اللجنة مشكلة من الأساتذة: الشيخ " الدكتور " محمود شوكت العدوي، والشيخ " الدكتور " عبد العال أحمد عطوة، والشيخ عبد الغني محمد عبد الخالق، وقد ناقشت هذه الرسالة موضوع الكتاب في الثالث والعشرين من شهر شعبان 1395 (30/ 8 / 1975) بقاعة الشيخ محمد عبده بإدارة جامعة الأزهر.
وتقع الرسالة (موضوع الكتاب) في مجلدين كبيرين، وسفرين عظيمين، عدد صفحاتهما نحو 688 صفحة.
وأن مؤلفه الفاضل قد اهتم في مقدمته بشرح أهمية موضوعه وقيمته، وبالغ خطورته، وجميل عائدته، وجليل فائدته، وتنوع ثمرته. وأشاد بفضل ابن تيمية وعلمه، واجتهاده وفقهه، وأن الله قد وفقه وفتح عليه
حتى استقل بالاجتهاد في كثير من المسائل الفقهية الخلافية، التي اشتد خلافه فيها، وامتحن بسببها. حتى أصبح من أفاضل المجتهدين، وأماثل المجددين.
وبين خطته وطريقته في بحث قضايا هذا الموضوع ومسائله، وإظهار آراء ابن تيمية فيها. كما بين كيفية التعبير عنها، وكيفية تبويبها وترتيبها.
وذكر أهم عناصرها، ورءوس مباحثها. وأشار إلى طبيعة الكتب التي تمثل هذا الفقه وتعبر أصدق التعبير عنه. وإلى الصعوبة التي صادفها في البحث عن مطبوعها ومخطوطها، والجهد الذي بذله في سبيل الوصول إلى حقائقها، ثم عرضها في الصورة الكريمة السليمة، الدقيقة الأمينة.
أما القسم الأول فتاريخي فقهي: وهو مشتمل على المقدمة والباب الأول
أما المقدمة فقد عقدها في التعريف بابن تيمية والكلام على حياته من جوانبها المتعددة
وقد مهد لذلك بكلام مختصر مفيد، عن حياة المسلمين الدينية في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصر أصحابه وكبار من أتى بعدهم وبخاصة الأئمة الأربعة الذين كان ابن تيمية متمذهبا على مذهب رابعهم، وإن كان غير متعصب له ولا مقيد بموافقته، إذا ما تبين له - عن طريق اجتهاده - أن مخالفته متعينة. وعن بعض أحوالهم السياسية، وبخاصة الحروب الصليبية قبل ابن تيمية الذي أدركها قبل انتهائها بنحو تسع وعشرين سنة.
ثم تكلم - كلاما مقتصدا جيدا - عن عصر ابن تيمية (الذي تناول جزءا كبيرا من القرن السابع، وجزءا غير يسير من القرن الثامن)، من الناحية السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية.
شرع يتكلم عن حياة ابن تيمية خاصة.
فبين اسمه ونسبه، وكنيته ولقبه، والبلدة (حران) التي ولد بها، وانتسب إليها. وقام بالتعريف بأسرته، وذكر تاريخ ولادته، وتبيين نشأته وتربيته، وأبرز صفاته وعاداته.
الباب الأول
عقد الزواج
وقد اشتمل على تمهيد مفيد: بين فيه أن الزواج أساس الأسرة ودعامتها، والقاعدة التي يقوم المجتمع السليم عليها، وأن الشريعة الإسلامية قد عنيت بأمره، أكثر من عناية الشرائع السابقة به. وبين فيه كذلك الصفات الشريفة التي تؤهل المرأة للزواج المثالي الذي يستقر أمره، ويتحقق أثره. ثم اشتمل على فصول سبعة على أكبر جانب من الأهمية، وأوفر قدر من الفائدة، بين فيها آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في أحكامه وآراء غيره ممن وافقه أو خالفه، مع الموازنة بينها. وتقرير أدلتها ومناقشتها:
(1)
الفصل الأول: في أحكام الخطبة في نظر الشيخ تقي الدين بن تيمية وغيره.
وقد مهد لبيان ذلك، بأمر لا بد منه ويجب تقديمه، وهو:
تعريف الخطبة وشرح حقيقتها، وبيان مدى أهميتها في نظر الشارع. وقد تضمن هذا الفصل بيان حكم النظر للمخطوبة وأهميته ودقته، وما يجوز النظر إليها منها. وحكمة مشروعيته. وبيان شروط الخطبة، وحكم خطبة المعتدة. وبيان ما تحصل به الخطبة. ثم بيان حكم الخطبة على خطبة الغير، وحكم العقد للخاطب الثاني. وبيان حكم ما يبذله الخاطب: من الهدايا والنفقة.
(2)
الفصل الثاني: في حقيقة لفظ " النكاح " وصفته، وبيان المراد منه. وبيان أهمية النكاح ومدى الحاجة إليه.
(3)
الفصل الثالث: في بيان أركان النكاح: من صيغة العقد، واتصال الإيجاب والقبول، وأهلية المتعاقدين. وما يتعلق بذلك كله.
(4)
الفصل الرابع: في بيان شروط النكاح اللازمة له: من الولي، والرضا بالزواج، وإعلان النكاح وإظهاره أو الإشهاد عليه، وكفاءة الزوج للزوجة. وهو أخطر فصول هذا الباب وأجلها فائدة.
(5)
الفصل الخامس: في الكلام على الشروط في عقد النكاح، وبيان ما يحل منها ويحرم، وما يصح ويفسد. مع بيان ما يترتب على عقد الزواج المطلق، وحكم تعليقه على شرط.
(6)
الفصل السادس: في الكلام على الأنكحة المحرمة، وبيان المختلف في صحته من هذه الأنكحة: من نكاح التحليل، ونكاح الشغار، ونكاح المتعة.
(7)
الفصل السابع: في الكلام على المحرمات في النكاح.
وقياس مهد لذلك بتمهيد جميل، يبن فيه قيود حرية الفرد في اختيار الزوجة التي ترجع إلى الدين، أو إلى أجناس الشعوب، أو إلى القرابة. في نظر القوانين السابقة.
ثم بين أن التحريم إما تحريم مؤبد، وإما تحريم مؤقت. وأفاض في بيان ذلك وتفضيل القول فيه، وفي سائر ما يتصل به، إفاضة بالغة.
القسم الثاني: فقهي صرف
وهو عبارة عن الباب الثاني الذي عقده للكلام على الآثار المترتبة على عقد الزواج، في نظر ابن تيمية وغيره من الفقهاء، مع الموازنة بين هذه الآراء. وقد احتوى فصولا خمسة مهمة، تضمنت فوائد جمة، وأمورا يجهل الكثيرون حقائقها وأحكامها، أو لا يعرفون شيئا صحيحا عنها:
(1)
الفصل الأول: في بيان أحكام الصداق المختلفة، والتي يمكن تطبيقها عليها، والتي تتعلق به. وذلك بعد التعريف به، وشرح حقيقته.
(2)
الفصل الثاني: في بيان حقوق كل من الزوجين قبل الآخر.
(3)
الفصل الثالث: في الكلام عن أحكام نفقة الزوجة والأقارب.
(4)
الفصل الرابع: في مبحث النسب وما يثبت به.
(5)
الفصل الخامس: في بيان أحكام الحضانة وتطبيقها وشروطها وسائر ما يتعلق بها. بعد شرح حقيقتها.
نقد تكلم فيها عن فقه ابن تيمية واجتهاده، وأصول استبيانه. وعن الكثير من آرائه، وأشهر اختياراته. وعن مكانته الفقهية والاجتماعية ومنزلته بين مجتهدي الأمة.
وقد تضمنت بعض التفصيل المفيد فائدة جيدة، لبعض ما سبق أن ذكره وتكلم عنه، في مقدمة القسم الأول من رسالته. وبعد أن انتهى الباحث من الكلام على مباحث الرسالة كلها: مقدماتها ومقاصدها. . قام بوضع فهارس خمسة جيدة نافعة: (1) الفهرس الأول: خاص بالآيات القرآنية التي ورد اقتباسها أو الاستشهاد بها.
(2)
الفهرس الثاني: خاص بالأحاديث النبوية، وآثار الصحابة، التي دار معظم الاستدلال والاحتجاج عليها.
(3)
الفهرس الثالث: خاص بالأعلام الواردة بالرسالة، وقد رتبها على حروف المعجم، وجعلها قسمين: قسما خاصا بالرجال، وقسما خاصا بالنساء.
(4)
الفهرس الرابع: خاص بمصادر البحث ومراجعه، التي رجع إليها، واعتمد في كتابته عليها، مطبوعة أو مخطوطة، متداولة أو نادرة.
وقد أجاد في صنعه إجادة فائقة، حيث رتب هذه المصادر حسب الفنون، ثم على الحروف. وذكر أسماءها التي اشتهرت بها، ومكان طبعها وتاريخه، أو مكان وجودها والرقم الدال عليها. كما ذكر أسماء مؤلفيها ونسبهم، وأرخ وفاة أكثرهم.
(5)
الفهرس الخامس: خاص بموضوعات الرسالة ومباحثها، الكلية والجزئية، أو الاحتمالية والتفصيلية. وهو جامع لها، ويعطي قارئه صورة صحيحة عنها.
هذا بيان موجز عن محتويات هذا الكتاب، القوي في موضوعه، الجيد في صنعه، الحسن في طبعه، الجليل في نفعه، الذي امتاز بوفرة معلوماته وصحتها، وكثرة مراجعه ومصادره. ودقة إحالاته وسلامتها.
والذي رتبت مباحثه العامة ترتيبا لا بأس به في الجملة، ونظمت مباحثه الخاصة تنظيما في غاية الحسن والدقة.
ولقد بذل صاحبه الفاضل جهدا عظيما ظاهرا في جميع عناصره، وضم شتاتها، وتكوين مباحثه، وترتيب مسائله، وتفصيل القول فيما تناوله وتعرض لبحثه: من حقائق تاريخية، ومباحث لغوية أو اصطلاحية، ومسائل فقهية أو أصولية أو غيرها من المسائل العلمية. وفي التعبير عن معلوماته الجمة بالعبارات العلمية الدقيقة، والصيغ الفنية السليمة، أو الإشارات الحسنة الطريفة. وفي شرح الخلاف في: جميع المسائل الخلافية، وتحرير محل الخلاف فيها، وتبيين سائر الأقوال المتعلقة بها، وتقرير أقوى أو أصح الأدلة التي استند أصحابها إليها، وتوجيه دلالتها، والتصريح بالمذاهب المختارة منها، مع تقويتها، وتفنيد أدلة غيرها وقد عنى عناية فائقة بتخريج شواهد الرسالة القرآنية والحديثية وما إليها، على كثرتها تخريجا في غاية السلامة، ونهاية الصحة. يشهد له بالكفاءة الممتازة، والقدرة على التتبع والإحاطة. كما عني بالتعريف بسائر الطوائف والفرق الإسلامية وغير الإسلامية الذين ورد لهم ذكر في الأمور التاريخية، أو المباحث الفقهية. وبالترجمة الصحيحة الصادقة لجميع الأعلام الذين استشهد بأقوالهم، أو ذكروا في بعض الأحاديث النبوية أو الآثار أو النصوص العلمية، وهم كثرة بالغة، وقد أتى في هذه التراجم بالأشياء المفيدة، وذيل كل ترجمة بأهم مراجعها الوثيقة.
ولقد ناقشت اللجنة صاحب هذه الرسالة، مناقشة معتدلة هادئة، بناءة مثمرة، موجهة مرشدة، تهدف إلى تصحيح الخطأ، أو تقويم زلل، أو تكميل نقص، أو سد خلل، أو كشف غامض، أو إزالة لبس، إن كان قد وقع فيها شيء من ذلك. كما تهدف إلى اختيار عقلية، والتأكد من صحة نظرية، أو ثبوت بعض الحقائق العلمية. وهذا هو الواجب في كل مناقشة مخلصة.
والكتاب يدل على إخلاص المؤلف للعلم، ونصحه للدين، ورغبته الصادقة في التجويد والتوثيق، كما يتميز بتصحيح العبارة واتقانها، وتأكيد المعلومات وتثبيتها.
كما يتبين - من تعقيب المؤلف على شيخ الإسلام ابن تيمية، ومناقشته للكثير من أقواله، ونقضه لبعض أدلته - أنه عاقل مفكر، وعالم منصف، وباحث مخلص وكاتب حر: يرجو الوصول إلى الحق، ولا يهمه مخالفته للغير، متى تبين له - في وضوح وجلاء - أن الحق قد جانبه، وأن الصواب في رأي غيره. والحق أحق أن يتبع، والصواب أولى أن يعتقد. فابن تيمية عظيم بلا شك، ولكن الحق أعظم منه، على حد قول القاضي عبد الجبار المعتزلي الشافعي، الذي كان يخالف بعض آراء إمامه الأصولية والفقهية، ويقول:" الشافعي عظيم، ولكن الحق أعظم منه ". وهكذا تكون الشجاعة الأدبية، والصراحة الإسلامية.
هذه مجرد لمحات من كتاب تربو صفحاته على 688 صفحة نرشحه للقراءة على مستوى العالم الإسلامي. كما نرجو لمثل هذا الكتب أن يترجم إلى اللغة الإنجليزية ليتمكن من قراءته كثير من أبناء الشعوب الإسلامية الناطقة بهذه اللغة وغيرهم من أبناء الشعوب والجنسيات والأديان المختلفة، لعله يرشدهم إلى عمق الفقه الإسلامي قديمه وحديثه.