الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما يتزن هكذا (1).
قلت: هذا توهيمٌ للرواة من غير داع إليه، فلا يمتنع أن يكون ابن رواحة قال: اللهم -بألف ولام- على جهة الخزم، وهو الزيادة على أول البيت حرفاً فصاعداً إلى أربعة، فكذا على أول النصف الثاني حرفاً أو اثنين على الصحيح، هذا أمر لا نزاع فيه بين العروضيين، ولم يقل أحد منهم بامتناعه، وإن لم يستحسنوه، [ولا قال أحد: إن الخزم يقتضي إلغاء ما هو فيه على أن يعد شعراً، نعم، الزيادة لا يُعتد بها في الوزن ويكون] (2) ابتداءُ النظم ما بعدها، فكذا ما نحن فيه.
* * *
باب: حَفْرِ الخَنْدَقِ
1572 -
(2835) - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ، وَيَقُولُونَ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا
…
عَلَى الإِسْلَامِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُجيبُهُمْ، وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَاّ خَيْرُ الآخِرَهْ، فَبَارِكْ فِي الأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ".
(على متونهم): جمعُ مَتْن، وهو ما يكتنف الصلبَ من العصب واللحم.
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 633)، و"التوضيح"(17/ 467).
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(على الجهاد ما بقينا (1)): قال الزركشي: هذا هو الصواب، وفي نسخة:"على الإسلام" وليس بموزون (2).
قلت: لكن كونه غيرَ موزون لا يُعد خطأ، فلم لا يجوِّزُ أن يكون هذا الكلام نثراً مسجعاً، وإن وقع بعضُه موزوناً؟ ومن ذا الذي نقل لنا (3) أنهم ذكروا هذه القطعة على (4) أنها كلام موزون؛ بحيث إذا روى أحد فيها شيئاً لا يدخل في الوزن، حكم بخطئه؟
* * *
1573 -
(2837) - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ التُّرَابَ، وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:
لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
…
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
(لولا (5) أنت ما اهتدينا): [قال الزركشي: هكذا روي، وصوابه في
(1) في "ج": "بقينا أبداً".
(2)
انظر: "التنقيح"(2/ 633).
(3)
في "ع": "إلينا".
(4)
"على" ليست في "ج".
(5)
في "ع": "لا هم، أو تالله لولا".
الوزن: لاهُمَّ، أو تاللهِ لولا أنتَ ما اهتدينا] (1)(2).
قلت: هذا عجيب؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو الممتثل (3) بهذا الكلام، والوزن لا يجري على لسانه الشريف غالباً.
(إن (4) الأُلى قد بغوا (5) علينا): هكذا روي أنه عليه السلام تمثل به، وليس بمتزن على هذه الصورة، فيحتمل أن يكون ناظمُ هذا الكلام أولاً قال: إن الأُلى هم (6) قد بغوا علينا.
ويروى أيضاً: إن الأعادي قد بَغَوا علينا، ولا يتزن إلا بزيادة هم، أو قد، إن كانت الرواية بتسكين ياء الأعادي (7)، وإن كانت بتحريكها، وهو الظاهر، فالوزن مستقيم بدون تقدير، والجزء الثاني دخله الزحاف المسمى (8) بالخَبْل -باللام-، وهو عندهم مستعمل في الجملة، وليس وجوده بالذي يقتضي انكسار الوزن.
* * *
(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(2)
انظر: "التنقيح"(2/ 633).
(3)
في "ع" و"ج": "الممثل".
(4)
"إن" ليست في "ع".
(5)
في "ع": "بلغوا".
(6)
"هم" ليست في "ج".
(7)
انظر: "التنقيح"(2/ 634).
(8)
في "ج": "والمسمى".