الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أن أبا (1) بَشير): بموحدة مفتوحة وشين معجمة.
(الأنصاري): هو أبو بشير بنُ الحارث، قيل: السَّاعديُّ، وقيل: المازنيُّ، وقيل: اسمه قيس بن عُبيد، وليس له في كتاب البخاري غير هذا الحديث (2).
(لا يبقينَّ في رقبة بعير قلادةٌ من وتر -أو قلادة-): أي: غير وترٍ.
(إلا قُطعت): قيل: إنما كره ذلك من أجل الأَجْراس التي تعلق فيها، وعليه يدل تبويب البخاري.
وقيل: إنما كره من أجل أنهم كانوا يزعمون أنها تدفع العين، قاله مالك في "الموطأ" بإثر هذا الحديث (3).
قال ابن المنير: ويحتمل أن يكون النهي عن القلائد؛ لئلا يتشبه فيها بالهدايا، وليست لله عز وجل، فأراد اختصاصَ الهدايا بشعار التقليد، ولهذا فسح في تقليد الخيل؛ لأنها ليست مما يُهدى مثلُها، ونهى عن الأوتار فيها؛ لئلا تختنق بها.
* * *
باب: الجَاسُوسِ
1645 -
(3007) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا
(1)"أن أبا" ليست في "ج".
(2)
انظر: "التوضيح"(18/ 153).
(3)
انظر: "الموطأ"(2/ 937).
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَافِع، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَناَ وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، قَالَ:"انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ؛ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا". فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا، حَتَى انتُهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كتَابٍ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ، أوْ لَنْلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُناَسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا حَاطِبُ! مَا هَذَا؟ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقاً فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكَنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ، يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَداً يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ كُفْراً وَلَا ارْتِدَاداً، وَلَا رِضاً بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ صَدَقَكُمْ". قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ! دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، قَالَ:"إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ". قَالَ سُفْيَانُ: وَأَيُّ إِسْنَادٍ هَذَا!
(أخبرني حسن (1) بنُ محمد): محمدٌ هذا هو محمدُ بنُ عليِّ بنِ أبي (2) طالب، هو المعروفُ بابن الحنفية.
(1) في "م" و"ج": "حسين".
(2)
"أبي" ليست في "م".
(قال: أخبرني عُبيدُ الله بن أبي رافع): وأبو رافع هذا هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان سفيان يستعظم هذا الإسناد بقوله (1): أي إسنادٍ (2) هذا.
(روضة خاخ): -بخاءين معجمتين-: موضع بينه وبين المدينة اثنا عشر ميلًا.
(فإن بها ظعينةً): المرأةُ في الهَوْدجَ (3)؛ وهذه المرأة يقال لها: سارة [مولاة العباس بن عبد المطلب، ويقال: أم سارة](4)، واسمها كَنُود.
(تعَادَى بنا خيلُنا): تعادى: تفاعل؛ من العَدْو، وهو الجَرْي.
(أو لتُلقينَّ الثيابَ): كذا الرواية، وقياس العربية:"أو لَتُلْقِنَّ (5) "(6) -بدون ياء-؛ لأنها تجتمع (7) مع نون التأكيد الثقيلة، وأُولى النونين ساكنة، فيلتقي (8) ساكنان، فيحذف أولهما (9) وهو الياء (10).
(1) في "ج": "لقوله".
(2)
في "م": "أي استناد"، وفي "ج":"أي في استناد".
(3)
في "ج": "هودج".
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(5)
في "ع": "أو لنلقين".
(6)
كذا في رواية الأصيلي وأبي الوقت.
(7)
في "ج": "تجمع".
(8)
في "ع": "فتلقى".
(9)
في "ج": "أولاهما".
(10)
انظر: "التنقيح"(2/ 661).
(من عِقاصها): -بعين مهملة مكسورة وقاف-: هو (1) الخيط الذي تُعقص (2) به أطرافُ الذوائب.
(إني كنت امرأً مُلْصَقاً في قريش): أي: كنتُ مُضافاً إليهم، ولا نسبَ لي فيهم، وأصلُ ذلك من إلصاقِ الشيء بغيره وليس منه.
(دعني أضربْ عنقَ هذا المنافق): قال ابن المنير: حجةُ أصحاب مالك بقتل الجاسوس بَيِّنَةٌ من حديث حاطب؛ لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزمَ على قتله بالتجسُّس (3)، فلم ينكرْ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم جَعْلَ التجسسِ علةً، ولكن بَيَّنَ له (4) المانعَ الخاصَّ به، فقال: إنه من أهل بدر، وهم مخصوصون بالمغفرة، فصحَّت العلَّة، وتعيَّنَ أن يُعمل (5) بها عند عدم (6) المانعِ المذكور.
وقد جاء في السير أنه كتب (7) إليهم: "من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش؛ أما بعد: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءكم في جيش كالسيل، أو كالليل، والله! لو جاءكم وحده، لنصره الله عليكم، وأنجز (8) له (9) وَعْدَه،
(1) في "ج": "وهو".
(2)
في "ع" و"ج": "تعتقص".
(3)
في "ع": "بالتجسيس".
(4)
"له" ليست في "ع".
(5)
في "ج": "العمل".
(6)
"عدم" ليست في "ج".
(7)
"كتب" ليست في "ع".
(8)
في "ج": "ونجز".
(9)
"له" ليست في "ج".
فانظروا لأنفسكم"، فهذا اللفظ في غاية التعظيم والإرهاب، ومع ذلك عده عمر رضي الله عنه تجسُّساً، وموجِباً للقتل.
قلت: ليس في هذا الحديث تعليلُ عمرَ عزمَه على قتل حاطب بالتجسس (1)، وإنما فيه إيماءٌ إلى تعليل ذلك بالنفاق، ثم قوله رضي الله عنه مشكلٌ؛ وذلك لأنه قال مقالته تلك (2) بعد شهادة الصادقِ المصدوق لحاطب بأنه ما فعل ذلك كفراً ولا ارتداداً، ولا رضي بالكفر بعد الإسلام، وهذه الشهادة نافية للنفاق قطعاً، فبعضهم قال: إنما أطلق عليه عمر ذلك؛ لأن ما صدر عنه يشبه فعلهم؛ لأنه باطَنَ (3) الكفارَ بخلاف ما يُظهر.
وقيل: يحتمل أنه قاله قبل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قَدْ صَدَقَكُمْ"، وهذا يبعده سياقُ الحديث لمن تأمله.
وقيل: يريد أنه وإن صدق، فلا عذر له، وإنما عذر له النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان متأولًا، ولا ينافق بقلبه.
وعلى الجملة: فمن عذره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وشهد بصدقه (4) يجب على كل أحدٍ قَبولُ عذره وتصديقُه، والتماسُ أحسنِ المخارج له (5).
(وما يدريك لعل الله اطَّلَع على أهل بدرٍ، فقال: اعملوا ما شئتمِ، فقد غفرتُ لكم): معنى "يدريك": يُعْلِمُك، "ولعلَّ" للترجِّي، لكنه محقَّق
(1) في "ج": "بالتجسيس".
(2)
"تلك" ليست في "ع".
(3)
في "ع": "لأنه باطن باطن".
(4)
في "ع": "وشهد تصدقه".
(5)
"له" ليست في "ع".