الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين السِّنَّيْنِ، فامتاز به دون الحاضرين، بناءً على أن الزيادة في الثمن تبرُّعاً، حكمُها حكمُ الهبة لا الثمن، أو فيها شائبةُ الهبة والثمن، فنزَّلَ البخاريُّ الأمرَ على ذلك.
* * *
باب: هَدِيَّةِ مَا يُكْرَهُ لُبْسُهَا
(باب: هدية ما يُكره لبسُه (1)): قال ابن المنير: أراد بهذه الترجمة التفرقةَ بين أواني الذهب والفضة، وبينَ ثياب الحرير، إذ يجوز اقتناؤه لجواز الانتفاع به في الجملة؛ إذ ليس محرماً على النساء، ولا كذلك الأواني؛ لحرمتها عموماً، فلذا (2) لم يجز اقتناؤها على الأصح إلا بعد إفساد (3) صورتها.
1456 -
(2613) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا، وَجَاءَ عَلِيٌّ، فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِنِّي رَأَيتُ عَلَى بَابِهَا سِتْراً مَوْشِيّاً". فَقَالَ: "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ ". فَأَتَاهَا عَلِيٌّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: لِيَأْمُرْنِي فِيهِ بِمَا شَاءَ، قَالَ:"تُرْسِلُ بِهِ إلَى فُلَانٍ، أَهْلِ بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَة".
(1) في اليونينية: "لبسها"، وهي المعتمدة في النص.
(2)
في "ج": "فكذا".
(3)
في "ع" و"ج": "فساد".
(قال: ترسلي (1) به إلى فلان): فيه شاهد على حذف لام الأمر وبقاء عملها؛ مثل:
مُحَمَّدُ تَفْدِ نَفْسَكَ كُلُّ نَفْسٍ
…
إِذَا مَا خِفْتَ مِنْ أَمْرٍ تَبالا
هذا مع كونِ مرفوعِ فعلِ الطلب فاعلاً مخاطباً؛ كقراءة جماعة: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} وفي الحديث: "لتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ"(2).
ويحتمل، وهو الأولى، أن يخرج على حذف "أن" (3) الناصبة وبقاء عملها؛ أي: آمُرُكِ أن ترسلي به.
* * *
1457 -
(2614) - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: أَهْدَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَلَبِسْتُهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي.
(فشققتها بين نسائي): في "مبهمات عبد الغني بن سعيد" من حديث أم هانئ: "فراحَ (4) عَلِيٌّ وهي عليه"، فقال عليه السلام: "إِنَّما
(1) كذا في رواية أبي ذر الهروي، وفي اليونينية:"ترسل"، وهي المعتمدة في النص.
(2)
وانظر: "الكشاف" للزمخشري (2/ 336). والحديث الذي ذكره، قال عنه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/ 127): غريب. وقد روى الترمذي (3235) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً؛ بلفظ فيه: "على مصافكم كما أنتم".
(3)
"أن" ليست في "ج".
(4)
"فراح" ليست في "ع".
كَسَوْتُكَهَا (1) لِتَجْعَلَهَا خُمُراً لِلْفَوَاطِمِ".
والحديث في (2)"صحيح مسلم" في كتاب: اللباس: عن عَلِيٍّ: أَنَّ أكيدرَ دومةَ أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوبَ حرير، فأعطاه علياً (3)، فقال:"شَقِّقْهُ خُمُراً بَيْنَ الفَوَاطِمِ"(4).
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب: "الهدايا" عن علي، قال: فشققت منها أربعةَ أخمر لفاطمةَ بنتِ أَسَدٍ أمي، ولفاطمةَ زوجتي، ولفاطمة بنتِ حمزةَ ابنِ عبدِ المطلب قال: ونسي الراوي الرابعةَ.
قال القاضي: يشبه (5) أن تكون فاطمةَ [بنتَ شيبةَ بنِ ربيعةَ امرأةَ عقيلٍ أخي عَلِيٍّ.
وعند أبي العلاء بن سلمان: بنت أبي طالب المكناة بأم هانئ.
وقيل: فاطمة] (6) بنت الوليد بنِ عقبة، وقيل: فاطمة بنت عقبة بن ربيعة. حكاهما القرطبي (7).
* * *
(1) في "ج": "كسوتها".
(2)
في "ع": "الحديث الصحيح في".
(3)
"علياً" ليست في "ع".
(4)
رواه مسلم (2071).
(5)
في "ع": "أشبه".
(6)
ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(7)
انظر: "التوضيح"(16/ 386).