الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظهر موقف ابن باديس من الإسرائيليات في قوله:
تحذير: رويت في عظم ملك سليمان روايات كثيرة ليست على شيء من الصحة، ومعظمها من الإسرائيليات الباطلة التي امتلأت بها كتب التفسير، مما تلقي من غير تثبت ولا تمحيص من روايات كعب الأحبار ووهب بن منبه، وروى شيئا من ذلك الحاكم في مستدركه وصرح الذهبي ببطلانه، ومن هذه المبالغات الباطلة أنه ملك الأرض كلها مشارقها ومغاربها، فهذه مملكة عظيمة "سبأ" كانت مستقلة عنه ومجهولة لديه على قرب مابين عاصمتها باليمن وعاصمته بالشام. (1)
ثامنا: موقفه من اللغة:
يهتم المؤلف بشرح المفردات كوسيلة مباشرة لتوضيح المعنى لمن يلقي عليهم دروسه، ومن ذلك قوله في قوله تعالى {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} (2):
{جعلنا الليل} :
…
وجعل الشيء هو وضعه على حاله أو كيفية خاصة (3).
{آيتين} : الآية: العلامة الدالة (4).
{فمحونا} : المحو هو الإزالة (5).
وفي قوله {محظورا} (6) قال: والحظر: المنع والمحظور الممنوع (7).
ومن استدلاله بالشعر أحيانا قوله:
والأوابون في قوله تعالى {فإنه كان للأوابين غفورا} (8) هم الكثيرو الرجوع إلى الله تعالى والأوبة في كلام العرب هي الرجوع قال عبيد:
وكل ذي غيبة يؤوب
…
وغائب الموت لايؤوب (9)
وربما ذكر بيت شعر لا على سبيل التوضيح اللغوي:
ومن ذلك ما نقله عن البوصيري:
كفاك بالعلم في الأمي معجزة
…
في الجاهلية والتأديب في اليتم (10)
(1) ص: 451.
(2)
الإسراء: 12.
(3)
ص: 57.
(4)
ص: 58.
(5)
ص: 60.
(6)
الإسراء: 20.
(7)
ص: 80، وانظر أيضا ص: 88، 116، 122.
(8)
الإسراء: 25.
(9)
ص: 110، وانظر أيضا: ص: 113، 163، 180، 216.
(10)
ص: 61.
وربما تعرض للإعراب أحيانا (1).
ومن مواضع تعرضه للنكات البلاغية:
{كلا نمد هؤلاء} (2) قال: قدم المفعول وهو {كلا} ردا على من يعتقد أن الله يمد بعضا دون بعض وفيه إيجاز بالحذف والأصل كلا الفريقين يعني فريق مريدي العاجلة ومريدي الآخرة (3).
قوله {إنه كان للأوابين غفورا} (4): وقد أكد الكلام بإن لتقوية الرجاء في المغفرة وجيء بلفظ كان لتفيد أن ذلك هو شأنه مع خلقه من سابق وهذا مما يقوي الرجاء فيه في اللاحق
…
الخ (5).
وقال {واخفض لهما جناح الذل} (6) فشبه الولد في سعيه وحنوه وعطفه على والديه بالطائر في ذلك كله على فراخه وحذف المشبه به وأشير إليه بلازمه وهو خفض الجناح لأن الطائر هو ذو الجناح
…
فيكون في الكلام استعارة بالكناية (7).
كما تكلم عن سر توجيه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله {لا تجعل مع الله إلها آخر} (8)
وتكلم عن سر تنكير إحسانا في قوله {وبالوالدين إحسانا} (9)
وتكلم عن إعجاز القرآن:
ومن ذلك كلامه عن الآيات من قوله: {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا} (10) إلى قوله {لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا} (11) فقال: فهذه ثمان عشرة آية من سورة الإسراء قد أتت في إيجاز ووضوح على أصول الهداية الإسلامية كلها وأحاطت بأسباب السعادة في الدارين من جميع وجوهها
…
ثم بين ذلك مفصلا (12).
(1) انظر 186.
(2)
الإسراء: 20.
(3)
ص: 80.
(4)
الإسراء: 25.
(5)
ص: 112.
(6)
الإسراء: 24.
(7)
ص: 101، وانظر أيضا ص: 113، 125.
(8)
الإسراء: 22، ص:89.
(9)
الإسراء: 23، ص: 96، وانظر أيضا ص:224.
(10)
الإسراء: 22.
(11)
الإسراء: 39.
(12)
ص: 86، وانظر في معجزات القرآن أيضا ص:190.