الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد اختصر تفسيره هذا عبد الله بن محمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الملك أبو محمد القرطبي المتوفى سنة 318 هـ ولم يصلنا هذا المختصر أيضا.
وتفسير بقي يرويه ابن عبد البر عن شيخه أحمد بن عبد الله بن محمد الباجي عن أبيه عن عبد الله بن يونس بن محمد المرادي القبري عن بقي به. (1)
وسوف أعطي عرضا موجزا عن تفسيره من خلال النقول التي وقفت عليها في كتاب التمهيد لابن عبد البر كما رواها عنه، ومن خلال بعض الروايات التفسيرية التي رواها بقي في كتابه: ماروي في الحوض والكوثر.
منهج المؤلف العام في تفسيره:
يبدو من خلال ماوقفنا عليه من نصوص تفسيرية أن منهج بقي في تفسيره هو سرد الروايات التفسيرية المسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الصحابة والتابعين ذات العلاقة بتفسير الآية، ويسوق الطرق ومختلف الألفاظ أحيانا ولا يتدخل بتعليقات من عنده على نهج كتب الأئمة المتقدمين المقتصرين على التفسير بالمأثور أمثال عبد الرزاق وعبد ابن حميد والنسائي وابن أبي حاتم وغيرهم، وتتضمن هذه الروايات نصوصا لغوية وأسباب نزول وناسخا ومنسوخا وغير ذلك.
المنهج التفصيلي للمؤلف:
أولا: موقفه من العقيدة:
ذكر بقي بعض الروايات التي تخدم أبوابا من أبواب العقيدة، وهي تدلل على عقيدة سلفية ومن ذلك مارواه في عذاب القبر:
قال (2): حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج قال أخبرني ابن طاوس، عن أبيه: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا} (3) لا إله إلا الله {وفي الآخرة} المسألة
(1) انظر جهود ابن عبد البر ص: 127.
(2)
انظر التمهيد 22/ 249.
(3)
إبراهيم: 27.
في القبر. (1)
ومارواه في إثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم قال:
حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا قيس عن عاصم عن زر، عن ابن مسعود {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} (2): الشفاعة (3).
كما قال ابن عبد البر (4) محيلا القارئ إلى أقاويل العلماء في قوله تعالى {فلما تجلى ربه للجبل} (5): فلينظر في تفسير بقي بن مخلد ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذلك ففيما ذكراه كفاية.
وفي بعض القضايا المتعلقة بالروح:
قال ابن عبد البر (6):
…
{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} (7) فروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا: تقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، تتعارف ماشاء الله أن تتعارف؛ فيمسك التي قضى عليها الموت التي قد ماتت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى. ذكره بقي بن مخلد عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير. وذكره أيضا عن يحيى بن رجاء عن موسى بن أعين عن مطرف عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ومعنى حديثهما واحد. (8)
(1) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 432 وابن جرير في تفسيره 13/ 218 وذكره النحاس في معاني القرآن 3/ 530 والسيوطي في الدر 5/ 33.
إسحاق: قال الحافظ ابن حجر: صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن (التقريب 338). وهشام: قال الحافظ: ثقة (التقريب 7309)، وابن طاوس: اسمه عبد الله قال الحافظ: ثقة فاضل عابد (التقريب 3397) ثقتان وابن جريج وطاووس مشهوران وقد صرح ابن جريج بالسماع فأمنا تدليسه فالإسناد حسن.
(2)
الإسراء: 79.
(3)
في إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني قال الحافظ: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث (التقريب 7591) وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود معناه مطولاً، كما رواه أحمد والحاكم وغيرهما عنه مرفوعًا بمعناه (انظر الدر المنثور 4/ 218).
(4)
التمهيد 7/ 153.
(5)
الأعراف: 143.
(6)
التمهيد 5/ 241.
(7)
الزمر: 42.
(8)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 24/ 9 وأبو الشيخ في العظمة 3/ 884 - 885 كلاهما من طريق يعقوب القمي عن سعيد بن جبير به من قوله. ويعقوب: قال الحافظ: صدوق يهم (التقريب 7822) وجعفر: مثله (التقريب960) فالإسناد إلى سعيد حسن.