الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة
(1):
ومن منهج المصنف الاحتجاج بالحديث في التفسير وهو يذكر الرواية بدون إسناد أو عزو للمخرجين ومن مواضع ذلك قوله: وروي لي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى (2) فقال: يا رسول الله! من المغضوب عليهم؟ قال: "اليهود" قال: ومن الضالون؟ قال: "النصارى"(3).
وربما ذكر بعض المخرجين ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى {وقولوا حطة} (4) روي لنا مارواه مسلم بإسناده من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم} (5) فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة"(6).
وذكر أحاديث في التأمين وهي من مشاهير الأحاديث الصحيحة.
وهو لا يلتزم الصحة فيما يورده من أحاديث بل ربما ذكر بعض الأحاديث الضعيفة مثل قوله:
وروي لي أن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما معنى آمين؟ قال: "رب افعل"(7).
وقال في قوله {وطهر بيتي للطائفين} (8): قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله عز وجل في كل يوم عشرين ومائة رحمة ينزلها على البيت:
(1) انظر ابن ظفر الصقلي ص: 143 - 149.
(2)
وادي القرى: واد بين المدينة والشام كثير القرى. (انظر معجم البلدان 5/ 397).
(3)
أخرجه أحمد 5/ 23 - 33 - 77، وابن جرير 1/ 80 - 83 ورواه ابن مردويه من حديث أبي ذر وحسن إسناده الحافظ ابن حجر (انظر فتح الباري 8/ 159) وله طرق كثيرة بألفاظ أخرى.
(4)
البقرة: 58.
(5)
البقرة: 58.
(6)
أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} رقم 4479، ومسلم - كتاب التفسير 4/ 2312.
(7)
أخرجه جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس به وأخرجه الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به. قال الحافظ: وجويبر بن سعيد ضعيف جدًا (التقريب 987) وأما الكلبي فقال: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه (انظر التهذيب 9/ 179)(وانظر الدر 1/ 23).
(8)
الحج: 26.
ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين" (1).
وأما أسباب النزول فهو من المهتمين بإيرادها ومن ذلك:
قال في قوله تعالى {أتامرون الناس بالبر} (2): كان الرجل من الأوس والخزرج يأتي حليفه أو رضيعه من اليهود فيسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم فينصح له ويأمره باتباعه فنزلت الآيات في هذا (3).
قال في قوله تعالى {ليس لك من الأمر شيء} (4) الآيتين:
قيل: إنها أنزلت يوم أحد وهو ما روي لنا أن أنس بن مالك قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته في يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه وهو يقول: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله؟ " فأنزل الله عز وجل {ليس لك من الأمر شيء} (5)
وروي لنا أيضا أن عبد الله بن عمر سمع النبي صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: "اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا" بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " فأنزل الله تعالى {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب الله عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (6)
وروي لنا من حديث أبي هريرة (7)
…
فلعلها إن شاء الله نزلت في الأمرين معا.
وفي تحويل القبلة ذكر روايات كثيرة منها حديث أنس المشهور وغيره.
وبالنسبة لفضائل السور والآيات:
يفتتح بها كلامه عن التفسير مثل قوله:
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط وابن عساكر وغيرهما وقال ابن الجوزي: حديث لايصح. انظر العلل المتناهية رقم940، والسلسلة الضعيفة رقم187، ضعيف الجامع رقم 1760، وأسنى المطالب رقم 1776، وذخيرة الحفاظ رقم 1987.
(2)
البقرة: 44.
(3)
أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص: 15 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وقد تقدم قول الكلبي ماحدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه. وعزاه السيوطي أيضًا للثعلبي (انظر الدر 1/ 70).
(4)
آل عمران: 128.
(5)
أخرجه مسلم - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة أحد رقم 1791.
(6)
أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب {ليس لك من الأمر شي} رقم 4559.
(7)
أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب {ليس لك من الأمر شيء} رقم 4560.