الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب
مخطوط أيضًا ومنه عدة نسخ (1) ومنه نسخة مصورة غير كاملة على الميكروفيلم بمكتبة الجامعة الإسلامية برقم 1370، 1317 عن دار الكتب الظاهرية قد رجعت لها.
وقد اشتغل المهدوي وهو بالأندلس بتأليف كتاب (التحصيل)، الذي هو اختصار لكتابه (التفصيل) الذي أدخله معه الأندلس.
ويبدو أن تأليف هذا المختصر كان بسبب عدم الإقبال عليه في الأندلس والتشكيك في علمه وخاصة مايتعلق بتفسيره الكبير. وفي رواية أخرى ذكر بعض المؤرخين أنه قدم كتابه هذا إلى الوالي فطلب إليه اختصاره، وقد سجل المهدوي هذا في مقدمة (التحصيل) فقال: أمر الموفق
…
باختصار كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل بمؤلف لخزانته العالية أدام الله فيها بدوام أيامه النعم المتوالية، بعد حصوله لديه، ووقوفه عليه، ليكون هذا الاختصار، قريب المتناول لمن أراد التذكار، كما كان الجامع خزانة جامعة لمن أراد المطالعة فبادرت إلى امتثال أمره ولم أقصر.
المنهج العام للتفسير
(2):
وتفسير المهدوي تفسير فقهي نحوي مولع بالقراءات وتوجيهها ولا يغفل الاعتماد على المأثور.
أما المنهج العام الذي سار عليه المصنف في كتابه التفصيل فهو منهج غريب تفرد به ولم يرتضه ابن عطية إذ رأى فيه تشتيتا للنظر ومشعبة للفكر (3). وهو كما قال حيث قام المهدوي بتقسيم الكتاب إلى خمسة أبواب فيأتي للسورة المعتزم تفسيرها فيجعل الباب الأول في أحكامها وناسخها ومنسوخها. (4)
والباب الثاني في تفسيرها ومعانيها وغريبها ومشكلها ومايتعلق بذلك. (5)
(1) ذكرت مواضعها في ترجمة المصنف.
(2)
ممن تكلم عن منهج المهدوي في تفسيره عبد السلام الكنوني في المدرسة القرآنية ص: 199 - 206 ووسيلة بلعيد في التفسير واتجاهاته ص: 126 - 165، 212 - 276.
(3)
انظر المحرر الوجيز 1/ 34.
(4)
انظر كمثال سورة النساء: التفصيل1/ 85.
(5)
انظر كمثال التفصيل1/ 111.
والباب الثالث في ذكر مافيها من الحروف التي اختلف القراء فيها. (1)
والباب الرابع في ذكر خفي إعرابها وشرح وجوه قراءتها. (2)
والباب الخامس في ذكر مواضع نزولها واختلاف العادين في عددها وتسمية رءوس آيها. (3)
وأما كتاب التحصيل فقد سلك فيه نفس المنهج تقربيا إلا أنه لم يطبقه على السورة بأكملها وإنما على مقاطع منها كل على حدة وفي ذلك يقول:
وأجعل ترتيب السور مفصلة ليكون أقرب متناول، فأقول: القول من أول السورة كذا إلى موضع كذا منها، فأجمع من آيها عشرين آية أو نحوها، بقدر طول الآي، وقصرها، ثم أقول الأحكام والنسخ، فأقولهما ثم أذكر التفسير، فأذكره، ثم أقول القراءات، فأذكرها، ثم أقول الإعراب والتوجيه فأذكره، ثم أذكر الجزء الذي يليه، حتى آتي إن شاء الله تعالى إلى آخر الكتاب على شرطه فيه، فأذكر آخر كل سورة موضع نزولها واختلاف أهل الأمصار في عددها. (4)
فهو يذكر الآية أو الآيات، ويبدأ خدمته لها بذكر النسخ والأحكام إن وجد:
ففي سورة مريم مثلاً قال:
القول من أولها إلى قوله تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} (5) لاأحكام فيها ولا نسخ.
وفي سورة الكهف قال: القول من أولها إلى قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} (6)
وصدر الكلام عليها بقوله ليس فيها نسخ وليس فيها من أحكام سوى قوله تعالى {ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت} (7)
فذكر مايتعلق بها من أحكام.
وبانتهائه بذكر مايتعلق في الآيات بالنسخ والأحكام يتابع المهدوي شرحه لها تحت عناوين ثلاثة:
التفسير، القراءات، الإعراب.
في التفسير يستهل الكلام على السورة بما ورد في فضلها.
ثم ينتقل مباشرة إلى تفسير السورة مقسمة إلى مجموع آيات يحددها ويفسرها ثم ينتقل
(1) انظر كمثال التفصيل1/ 129.
(2)
انظر كمثال التفصيل1/ 138.
(3)
انظر كمثال التفصيل1/ 150.
(4)
التحصيل1/ 2.
(5)
مريم: 34.
(6)
الكهف: 30.
(7)
الكهف: 23 - 24.