المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المنهج العام للتفسير: - التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا - جـ ٢

[محمد بن رزق الطرهوني]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثانيالتفسير في غرب إفريقية

- ‌الفصل الأولدراسة عن التفسير في هذه البلاد

- ‌المبحث الأول: نبذة عن علم التفسير ونشأته في هذه البلاد:

- ‌نشأة التفسير في المنطقة في الصدر الأول:

- ‌الطرق التي انتشر بها علم التفسير في المنطقة:

- ‌1 - المساجد:

- ‌2 - قصور الرباط:

- ‌3 - دور العلماء:

- ‌4 - حوانيت العلماء:

- ‌تطور التفسير في المنطقة بعد خراب القيروان:

- ‌المراحل التي مر بها التفسير في المنطقة:

- ‌اتجاهات التفسير بالمنطقة:

- ‌المبحث الثاني: تأثر التفسير في المنطقة بمدرسة المشرق:

- ‌الرحلة من المشرق إلى المنطقة والعكس

- ‌التفاعل بين المشارقة والمغاربة بعد توقف الرحلة:

- ‌كتب التفسير التي دخلت المنطقة

- ‌اهتمام المغاربة ببعض تفاسير المشارقة

- ‌ومن كتب التفاسير التي اختصرها أهل المنطقة أيضا:

- ‌المبحث الثالث: تأثر التفسير في المنطقة بالتفسير عند أهل الأندلس وغيرها من الدول المجاورة:

- ‌الرحلة من الأندلس إلى المنطقة والعكس:

- ‌التفاعل بين أهل المنطقة والأندلس في نتاج التفسير:

- ‌المبحث الرابع: الفقه المالكي والظاهري وأثره في التفسير بالمنطقة:

- ‌المذهب المالكي

- ‌المذهب الظاهري:

- ‌المبحث الخامس: القراءات وأثرها في التفسير بالمنطقة:

- ‌المرحلة الأولى:

- ‌المرحلة الثانية:

- ‌المرحلة الثالثة:

- ‌الفصل الثانيدراسة أمثلة للتفسير بالمأثور بالمنطقة

- ‌تفسير يحيى بن سلام من خلال تفسيره ومختصره لابن أبي زمنين

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: يذكر ابن سلام أسماء السور مجردة:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير بقي بن مخلد من خلال نقول من تفسيره وكتابه في الحوض والكوثر

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌منهج المؤلف العام في تفسيره:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثانيا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌رابعا: موقفه من القراءات:

- ‌خامسا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌الفصل الثالثدراسة أمثلة للتفسير بالرأي بالمنطقة

- ‌المبحث الأول: أمثلة الرأي المحمود

- ‌تفسير المهدوي من خلال كتابيه التفصيل والتحصيل

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: بالنسبة للمكي والمدني وعد الآي ونحو ذلك فهو يهتم به ومن ذلك:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير مكي بن أبي طالب من خلال كتبه الهداية ومشكل الإعراب وتفسير المشكل

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: موقفه من أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير ابن ظفر من خلال كتابه ينبوع الحياة

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه

- ‌تفسير ابن بزيزة من خلال كتابه البيان والتحصيل

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:لا يهتم بعد الآي ولا بالوقوف ولا المناسبات

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌خامسا: موقفه من السيرة وذكر الغزوات:

- ‌سادسا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌سابعا: موقفه من اللغة:

- ‌ثامنا: موقفه من القراءات:

- ‌تاسعا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير ابن عرفة من خلال تقييد الأبي والبسيلي

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:لقد اعتنى ابن عرفة بمجال المناسبات فبحث عن وجه مناسبة الآية لما قبلها وبين ما كان منها مكملاً للآخر، ووجه اتصال الآية بما قبلها، وما سيقت له

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير الثعالبي من خلال كتابه الجواهر الحسان

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: يهتم المصنف بذكر المكي والمدني وأسماء السورة ومن ذلك قوله في فاتحة الكتاب

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير ابن باديس من خلال مجالس التذكير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:يلاحظ أن المؤلف لا يتعرض لأسماء السور ولا عد الآي ولا للمكي والمدني

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير ابن عاشور من خلال كتابه التحرير والتنوير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير المكي الناصري من خلال كتابه التيسير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:يهتم بذكر أسماء السور

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير أبي بكر الجزائري من خلال كتابه أيسر التفاسير وحاشيته نهر الخير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌المبحث الثاني: أمثلة الرأي المذموم

- ‌تفسير هود بن محكم الهواري الإباضي من خلال كتابه تفسير كتاب الله العزيز

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌[المنهج التفصيلي للمؤلف:]

- ‌أولا:لا يهتم بعد الآي، ولكنه يذكر المكي والمدني

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات وتوجيهها:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير ابن حيون الشيعي من خلال كتابيه أساس التأويل وتأويل الدعائم

- ‌تعريف مختصر بالإمامية الإسماعيلية:

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌تفسير ابن برجان الصوفي من خلال كتابه الإرشاد

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌تفسير ابن عربي الصوفي من خلال التفسير المنسوب إليه وكتابيه فصوص الحكم والفتوحات المكية

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌تفسير ابن عجيبة الصوفي من خلال كتابه البحر المديد

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌المنهج العام للتفسير:

‌تفسير المكي الناصري من خلال كتابه التيسير

مؤلف هذا التفسير هو محمد المكي الناصري ت 1414 هـ وهو من أهل المنطقة ولد بالرباط وعاش وتوفي بالمغرب (1).

‌التعريف بالتفسير:

وكتاب "التيسير في أحاديث التفسير " تفسير مطبوع طبعته دار الغرب الإسلامي ببيروت في ستة مجلدات ط 1 سنة 1405 هـ، وهو عبارة عن دروس يومية إذاعية في التفسير كان يلقيها المؤلف في إذاعة المغرب في الستينات الميلادية، وقد أذيعت أيضا في إذاعة المملكة العربية السعودبة خلال سنة 1418 هـ.

‌المنهج العام للتفسير:

هو تفسير اجتماعي يقوم على الإنشاء. وقد قدم له مؤلفه بمقدمة بين فيها المقصد من تلك الأحاديث التفسيرية فقال:

ولتقدم (أي هذه الأحاديث) للجمهور المسلم معاني القرآن خالصة من جميع الشوائب التي تتنافى مع روح القرآن، ولتبرئ ساحة القرآن من كل ما يمت بسبب ولا نسب إلى القرآن أو السنة الصحيحة التي هي بيان القرآن، ولتستعن على بسط ما هو مجمل، وتقييد ما هو مطلق، وتخصيص ما هو عام، وتوضيح ما قد يعرض في فهمه إشكال أو غموض بمقارنة الآيات القرآنية الواردة في كل موضوع موضوع وكل ميدان ميدان، فكتاب الله من بدايته إلى نهايته كتاب واحد، يفسر بعضه بعضا

(1) سبقت ترجمته في أهل المنطقة برقم 233.

ص: 767

أقدم بين يدي الآيات

مدخلا تمهيديا لتلك الآيات ونظرة عامة عليها

وفي هذا المدخل أدرج

ما يصح أن يكون شرحا لبعض المفردات

وحتى لا يتشعب القول في هذه الأحاديث

لم أجعل منها معرضا للمصطلحات العلمية ولا مرجعا للخلافات المذهبية

ولم أشحنها بذكر القواعد العلمية

إذ الغاية الأولى والأخيرة من هذه الأحاديث هي المساهمة العملية واليومية في التثقيف الشعبي والديني

وإعداد برنامج إذاعي خاص للتعريف كل يوم برسالة القرآن الجامعة وهدايته النافعة، ولكل مقام مقال.

أما الأسلوب الذي اخترته لإملاء هذه الأحاديث، فهو أسلوب مبسط وسط يفهمه الأمي، ويرتاح له المتعلم، بحيث لا ينزل حتى يتبذل عند الخاصة، ولا يعلو حتى يصعب على العامة.

قال: وعسى أن تكون هذه الأحاديث فاتحة عهد جديد بصفتها أول تفسير إذاعي للمصحف الكريم عرفته الإذاعات العربية والإسلامية. (1)

وقد اعتمد الناصري في تفسيره تقسيما لم يسبق إليه وهو تفسير القرآن ربعا ربعا فيبدأ بالربع الأول من الحزب الأول (2) ثم الربع الثاني من الحزب الأول وهكذا حتى ينتهي من الأحزاب الستين للقرآن الكريم، ويتم ذلك إذاعيا بعد تلاوة الربع المعتزم تفسيره كاملا برواية قالون عن نافع المدني بصوت القارئ أبي سنينة.

ويلاحظ في تفسير المكي الناصري كثرة الاعتذار عن عدم تفسير الآيات وإرجاءها إلى مناسبات قادمة. (3)

وهو تفسير مختصر جدا لا يوفي بحاجة طالب التفسير. وقد فسر الربع الأول مثلا جميعه في صفحتين بالخط الكبير وبكلام عام عبارة عن سوق الآيات مرة ثانية وسوف أنقل هنا ما ذكره لإعطاء

(1) مقدمة التيسير 1/ 8 - 10، وقد تزامن مع إذاعته بالمملكة، إذاعة خواطر الشعراوي حول تفسير القرآن، وتفسير التفاسير لأبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري إلا أن الأخير قد توقف بثه.

(2)

انظر التيسير 1/ 14، 15.

(3)

انظر التيسير 1/ 140، 202، 295.

ص: 768

الصورة بدقة فقال:

والآن نلقي نظرة سريعة بالخصوص على الآيات الأولى من سورة البقرة:

لقد وصف القرآن الكريم في هذه الآيات ثلاث طوائف، عايش بعضها بعضا في بدء الهجرة المحمدية إلى المدينة، وهذه الأصناف من البشر وجدت في كل جيل مضى وتوجد في كل جيل لاحق فوصف القرآن الكريم لها وصف كاشف لها في جميع الأجيال والعصور.

تلك الطوائف الثلاث هي طائفة المؤمنين الذين أكرمهم الله بالإيمان فساروا على هدي الأنبياء والرسل وطبقوا التعاليم الإلهية على حياتهم الخاصة وحياتهم العامة.

ثم طائفة الكافرين الذين تمردوا على طاعة الله وتنكروا الهداية وأشهروا الحرب بالقول والفعل على دعوته.

وأخيرا طائفة المنافقين الذين هم أخطر على المؤمنين من الكافرين والذين يلعبون أدوارا شيطانية ملتوية ولشدة خطر هذه الطائفة جعل الله عقابها أشد عقاب فقال تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا} (1)

فهذه الطوائف الثلاث التي عايشت حمل الرسالات، وعاصرت جميع الدعوات، ألقى عليها التنزيل الحكيم من أضوائه القوية ما كشف عنها القناع فوضح سمات المؤمنين التي لا لبس فيها ولا غموض في أربع آيات

فذكرها.

ووضح سمات الكافرين المعلنين بالكفر في آيتين

.. فذكرهما.

قال: ثم تطرق كتاب الله لوصف الطائفة الثالثة طائفة المنافقين فأطال الحديث عنها وخصص للكشف عن نفاقها ثلاث عشرة آية كاملة

. فذكرها.

ثم ذكر ما يأتي من النكتة في الإطالة في الحديث عن المنافقين ثم قال:

ومن معجزات القرآن الكريم التي وصف بها هذه الطوائف الثلاث (المؤمنين والكافرين والمنافقين) كانت ولا تزال هي السمات البارزة والثابتة في كل طائفة منهم تحقيقا لمدلول هذه الآيات البينات التي أوصى بها خالق النفوس العليم الخبير بخلجات القلوب. صدق الله العظيم وبلغ رسوله المصطفى الكريم (2).

(1) النساء: 145.

(2)

التيسير1/ 24، 26.

ص: 769

ثم دخل في الربع الثاني.

كما فسر الربع الأخير من الحزب الأول من أول قوله تعالى {وإذ استسقى موسى} (1) إلى قوله {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم} (2) في ثلاث صفحات بالخط الكبير الموسع (3).

وكذا الربع الأول من الحزب الثاني وهكذا جل الكتاب.

فلا تحليل لمعاني الكلمات ولا تعرض للإعراب إلا نادرا ولا استدلال بالأحاديث إلا قليلا.

وهو قليل النقل عن المفسرين السابقين وغيرهم وممن نقل عنهم:

ابن العربي في أحكام القرآن (4) وابن جرير الطبري في تفسيره (5) وابن كثير (6)

والرازي (7) والقرطبي (8) والقاضي عبد الجبار (9) والقشيري (10)

ومما تميز به بالإضافة إلى سهولة أسلوبه، ما يعرضه من نظرة شاملة لموضوعات كل سورة وبيان لمحورها الذي يضمها ويربط بينها جميعا فقال مثلا في سورة البقرة متحدثا عن محورها:

ذلك هو الحديث عن الجماعة الإسلامية الناشئة التي أخذت تنمو وتقوى بالمدينة وعن الجماعات الأخرى المناهضة للإسلام

وعلى رأسها الجالية الإسرائيلية

فهذه السورة تشرح كيف استقبل بنو إسرائيل الدعوة الإسلامية وكيف كان موقفهم من الرسول وأتباعه المهاجرين والأنصار ويمتد الحديث في نفس الموضوع حتى يشمل الأطوار التي مر بها بنو إسرائيل عبر التاريخ

كما يتناول الحديث فيها توضيح المنهج الذي اختاره الله لسلوك المسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم وتحديد النظام الإسلامي الذي شرعه لتنظيم حياتهم الخاصة وحياتهم العامة فيما بينهم وبعضهم مع بعض وفيما بينهم وبين الملل الأخرى

الخ (11).

وانظر أيضا محور سورة آل عمران (12).

وهناك آيات أضرب عنها صفحا

(1) البقرة: 60.

(2)

البقرة: 75.

(3)

التيسير1/ 48 - 51.

(4)

التيسير1/ 114، 120، 132، 186، 198، 212، 240.

(5)

التيسير1/ 140، 478.

(6)

التيسير1/ 151، 190، 191، 475.

(7)

التيسير1/ 93.

(8)

التيسير1/ 94.

(9)

التيسير2/ 304.

(10)

التيسير1/ 475، 478.

(11)

التيسير1/ 23.

(12)

التيسير1/ 201.

ص: 770