الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير المكي الناصري من خلال كتابه التيسير
مؤلف هذا التفسير هو محمد المكي الناصري ت 1414 هـ وهو من أهل المنطقة ولد بالرباط وعاش وتوفي بالمغرب (1).
التعريف بالتفسير:
وكتاب "التيسير في أحاديث التفسير " تفسير مطبوع طبعته دار الغرب الإسلامي ببيروت في ستة مجلدات ط 1 سنة 1405 هـ، وهو عبارة عن دروس يومية إذاعية في التفسير كان يلقيها المؤلف في إذاعة المغرب في الستينات الميلادية، وقد أذيعت أيضا في إذاعة المملكة العربية السعودبة خلال سنة 1418 هـ.
المنهج العام للتفسير:
هو تفسير اجتماعي يقوم على الإنشاء. وقد قدم له مؤلفه بمقدمة بين فيها المقصد من تلك الأحاديث التفسيرية فقال:
ولتقدم (أي هذه الأحاديث) للجمهور المسلم معاني القرآن خالصة من جميع الشوائب التي تتنافى مع روح القرآن، ولتبرئ ساحة القرآن من كل ما يمت بسبب ولا نسب إلى القرآن أو السنة الصحيحة التي هي بيان القرآن، ولتستعن على بسط ما هو مجمل، وتقييد ما هو مطلق، وتخصيص ما هو عام، وتوضيح ما قد يعرض في فهمه إشكال أو غموض بمقارنة الآيات القرآنية الواردة في كل موضوع موضوع وكل ميدان ميدان، فكتاب الله من بدايته إلى نهايته كتاب واحد، يفسر بعضه بعضا
…
(1) سبقت ترجمته في أهل المنطقة برقم 233.
أقدم بين يدي الآيات
…
مدخلا تمهيديا لتلك الآيات ونظرة عامة عليها
…
وفي هذا المدخل أدرج
…
ما يصح أن يكون شرحا لبعض المفردات
…
وحتى لا يتشعب القول في هذه الأحاديث
…
لم أجعل منها معرضا للمصطلحات العلمية ولا مرجعا للخلافات المذهبية
…
ولم أشحنها بذكر القواعد العلمية
…
إذ الغاية الأولى والأخيرة من هذه الأحاديث هي المساهمة العملية واليومية في التثقيف الشعبي والديني
…
وإعداد برنامج إذاعي خاص للتعريف كل يوم برسالة القرآن الجامعة وهدايته النافعة، ولكل مقام مقال.
أما الأسلوب الذي اخترته لإملاء هذه الأحاديث، فهو أسلوب مبسط وسط يفهمه الأمي، ويرتاح له المتعلم، بحيث لا ينزل حتى يتبذل عند الخاصة، ولا يعلو حتى يصعب على العامة.
قال: وعسى أن تكون هذه الأحاديث فاتحة عهد جديد بصفتها أول تفسير إذاعي للمصحف الكريم عرفته الإذاعات العربية والإسلامية. (1)
وقد اعتمد الناصري في تفسيره تقسيما لم يسبق إليه وهو تفسير القرآن ربعا ربعا فيبدأ بالربع الأول من الحزب الأول (2) ثم الربع الثاني من الحزب الأول وهكذا حتى ينتهي من الأحزاب الستين للقرآن الكريم، ويتم ذلك إذاعيا بعد تلاوة الربع المعتزم تفسيره كاملا برواية قالون عن نافع المدني بصوت القارئ أبي سنينة.
ويلاحظ في تفسير المكي الناصري كثرة الاعتذار عن عدم تفسير الآيات وإرجاءها إلى مناسبات قادمة. (3)
وهو تفسير مختصر جدا لا يوفي بحاجة طالب التفسير. وقد فسر الربع الأول مثلا جميعه في صفحتين بالخط الكبير وبكلام عام عبارة عن سوق الآيات مرة ثانية وسوف أنقل هنا ما ذكره لإعطاء
(1) مقدمة التيسير 1/ 8 - 10، وقد تزامن مع إذاعته بالمملكة، إذاعة خواطر الشعراوي حول تفسير القرآن، وتفسير التفاسير لأبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري إلا أن الأخير قد توقف بثه.
(2)
انظر التيسير 1/ 14، 15.
(3)
انظر التيسير 1/ 140، 202، 295.
الصورة بدقة فقال:
والآن نلقي نظرة سريعة بالخصوص على الآيات الأولى من سورة البقرة:
لقد وصف القرآن الكريم في هذه الآيات ثلاث طوائف، عايش بعضها بعضا في بدء الهجرة المحمدية إلى المدينة، وهذه الأصناف من البشر وجدت في كل جيل مضى وتوجد في كل جيل لاحق فوصف القرآن الكريم لها وصف كاشف لها في جميع الأجيال والعصور.
تلك الطوائف الثلاث هي طائفة المؤمنين الذين أكرمهم الله بالإيمان فساروا على هدي الأنبياء والرسل وطبقوا التعاليم الإلهية على حياتهم الخاصة وحياتهم العامة.
ثم طائفة الكافرين الذين تمردوا على طاعة الله وتنكروا الهداية وأشهروا الحرب بالقول والفعل على دعوته.
وأخيرا طائفة المنافقين الذين هم أخطر على المؤمنين من الكافرين والذين يلعبون أدوارا شيطانية ملتوية ولشدة خطر هذه الطائفة جعل الله عقابها أشد عقاب فقال تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا} (1)
فهذه الطوائف الثلاث التي عايشت حمل الرسالات، وعاصرت جميع الدعوات، ألقى عليها التنزيل الحكيم من أضوائه القوية ما كشف عنها القناع فوضح سمات المؤمنين التي لا لبس فيها ولا غموض في أربع آيات
…
فذكرها.
ووضح سمات الكافرين المعلنين بالكفر في آيتين
…
.. فذكرهما.
قال: ثم تطرق كتاب الله لوصف الطائفة الثالثة طائفة المنافقين فأطال الحديث عنها وخصص للكشف عن نفاقها ثلاث عشرة آية كاملة
…
. فذكرها.
ثم ذكر ما يأتي من النكتة في الإطالة في الحديث عن المنافقين ثم قال:
ومن معجزات القرآن الكريم التي وصف بها هذه الطوائف الثلاث (المؤمنين والكافرين والمنافقين) كانت ولا تزال هي السمات البارزة والثابتة في كل طائفة منهم تحقيقا لمدلول هذه الآيات البينات التي أوصى بها خالق النفوس العليم الخبير بخلجات القلوب. صدق الله العظيم وبلغ رسوله المصطفى الكريم (2).
(1) النساء: 145.
(2)
التيسير1/ 24، 26.
ثم دخل في الربع الثاني.
كما فسر الربع الأخير من الحزب الأول من أول قوله تعالى {وإذ استسقى موسى} (1) إلى قوله {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم} (2) في ثلاث صفحات بالخط الكبير الموسع (3).
وكذا الربع الأول من الحزب الثاني وهكذا جل الكتاب.
فلا تحليل لمعاني الكلمات ولا تعرض للإعراب إلا نادرا ولا استدلال بالأحاديث إلا قليلا.
وهو قليل النقل عن المفسرين السابقين وغيرهم وممن نقل عنهم:
ابن العربي في أحكام القرآن (4) وابن جرير الطبري في تفسيره (5) وابن كثير (6)
والرازي (7) والقرطبي (8) والقاضي عبد الجبار (9) والقشيري (10)
ومما تميز به بالإضافة إلى سهولة أسلوبه، ما يعرضه من نظرة شاملة لموضوعات كل سورة وبيان لمحورها الذي يضمها ويربط بينها جميعا فقال مثلا في سورة البقرة متحدثا عن محورها:
ذلك هو الحديث عن الجماعة الإسلامية الناشئة التي أخذت تنمو وتقوى بالمدينة وعن الجماعات الأخرى المناهضة للإسلام
…
وعلى رأسها الجالية الإسرائيلية
…
فهذه السورة تشرح كيف استقبل بنو إسرائيل الدعوة الإسلامية وكيف كان موقفهم من الرسول وأتباعه المهاجرين والأنصار ويمتد الحديث في نفس الموضوع حتى يشمل الأطوار التي مر بها بنو إسرائيل عبر التاريخ
…
كما يتناول الحديث فيها توضيح المنهج الذي اختاره الله لسلوك المسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم وتحديد النظام الإسلامي الذي شرعه لتنظيم حياتهم الخاصة وحياتهم العامة فيما بينهم وبعضهم مع بعض وفيما بينهم وبين الملل الأخرى
…
الخ (11).
وانظر أيضا محور سورة آل عمران (12).
وهناك آيات أضرب عنها صفحا
(1) البقرة: 60.
(2)
البقرة: 75.
(3)
التيسير1/ 48 - 51.
(4)
التيسير1/ 114، 120، 132، 186، 198، 212، 240.
(5)
التيسير1/ 140، 478.
(6)
التيسير1/ 151، 190، 191، 475.
(7)
التيسير1/ 93.
(8)
التيسير1/ 94.
(9)
التيسير2/ 304.
(10)
التيسير1/ 475، 478.
(11)
التيسير1/ 23.
(12)
التيسير1/ 201.