الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو أنواع منه حذف المفعول، وحذف المضاف، وحذف الجواب (1).
ومن أمثلة الحذف ماذكره المهدوي في تفسير قوله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض ..} (2) فأوضح أن الجواب محذوف، كأنه قال: هذا القرآن، ثم أورد رأي الفراء في تعيين الجواب المحذوف وهو: لو فعل لهم هذا لكفروا. كما نقل عن بعض النحاة رده لتعيين الجواب المحذوف الذي هو: هذا القرآن. وذلك لأن الآية لم تأت لتفضيل القرآن، بل سيقت في معرض ذم الكفار، والدليل ما جاء قبلها في القرآن، وهو قوله تعالى {وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي} (3)، وما جاء بعدها {أفلم ييأس الذين آمنوا} (4)(5)
تاسعا: موقفه من القراءات:
ورغم كثرة تآليف المهدوي في القراءات إلا أنه خصص لها بابا في التفسير بكتابيه التفصيل والتحصيل، وهو الباب الثالث كما أدمجها مع الإعراب، في الباب الرابع ثم جعل لها في آخر التفسير قسما خاصا بأصولها.
وقد قال في مقدمة كتابه:
وأذكر القراءات السبع في الروايات التي اقتصر عليها أهل الأمصار، سوى من لم يبلغ مبلغهم في الاشتهار إلا مالا اختلاف بين السبعة القراء، فإني أذكره منسوبا إلى بعض من روي عنه من القراء، ليعرف من هذا الاختصار ما هو من القراءات المروية مما لم يقرأ بها قارئ، وإن كان جائزا في العربية (6).
وإن القسم الخاص بالقراءات من تفسير المهدوي ليشكل كتابا بمفرد في القراءات واختلاف أوجهها يمكن أن يضاف إلى كتبه الأخرى التي أفردها للتأليف في القراءات خاصة إذا أضيف إليها ما ألحقه بآخر التفسير من عناية بأصول القراءات. وجاء في آخر كتابه قوله: قد أتيت في جميع سور القرآن على ما شرطته في صدر الديوان وأنا أذكر على أثر ذلك أصول القراءات وأجمل منها ما بسطته في الكبير (7).
(1) انظر البرهان 3/ 103.
(2)
الرعد: 31.
(3)
الرعد: 30.
(4)
الرعد: 31.
(5)
التحصيل 1/ 151.
(6)
التحصيل 4/ 200.
(7)
التحصيل 4/ 218.
وقد ذكرت صاحبة التفسير واتجاهاته خلاصة لخصائص معالجة المهدوي لفن القراءات في تفسيره وهي:
1 -
له اهتمام كبير بالقراءات، إذ هو من أئمة هذا العلم.
2 -
ماذكره في التفسير بقسم القراءات يمثل كتابا خاصا منفردا فيها.
3 -
يعتمد منهجه في القراءات على قواعد أساسية ثابتة هي:
أ - أخذ جملة آيات وعرض القراءات المختلفة فيها.
ب - جمع القراءات وذكر الاختلاف بين القراء حول الحرف الواحد.
ت - تعليل القراءة والاحتجاج لها بالشعر وأقوال العرب.
ث - تفسير القرآن بحسب اختلاف القراءة.
ج - رده بعض القراءات المخالفة للرسم القرآني.
ح - التنصيص على القراءة الشاذة.
خ - العناية بالوقف.
د - عدم التخلي عن ذكر تخلف القراء، أو الإعراب في السورة، والتنصيص على الاستثناءات في كل ذلك (1).
ومن الأمثلة التطبيقية على بعض ماتقدم قال:
سورة الأنعام:
تقدم القول في قوله {ميتا} (2) و {رسالاته} (3)
ابن كثير: {يجعل صدره ضَيْقا حرجا} بالتخفيف وشدد الباقون، وكذلك الاختلاف في الفرقان (4).
نافع وأبوبكر: {حرِجا} بكسر الراء وفتح الباقون.
ابن كثير: {كأنما يَصْعَد في السماء} أبوبكر {يصّاعَد} الباقون {يَصَّعَّد} (5)
ابن هرمز والحسن:
…
.الخ وذكر فيمن ذكر من القراء: أبا رجاء وطلحة بن مصرف وأبا السمال وابن رئاب والنخعي.
(1) التفسير واتجاهاته ص: 253.
(2)
الأنعام: 122.
(3)
الأنعام: 124.
(4)
يعني قوله: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقًا} آية: 15، وآية الأنعام رقمها125.
(5)
الأنعام: 125وقراءة ابن كثير بإسكان الصاد المهملة وتخفيف العين بدون ألف وقراءة أبي بكر شعبة بتشديد الصاد والألف أصلها "يتصاعد" أدغمت التاء في الصاد (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 216).
ثم تكلم عن توجيهها جميعا
وقال: فيها عشر ياءات إضافة فذكرها وفيها محذوفتان فذكرهما.
وبعد أن انتهى من تفسير سورة الكهف قال: القراءات.
كان حفص عن عاصم يسكت على قوله {عوجا} (1) سكتة خفيفة وكذلك {مرقدنا} (2)
نافع وابن عامر: {مَرفِقا} ، والباقون:{مِرفَقا} (3).
ابن عامر: {تَزْورّ (4) عن كهفهم} (5)، عاصم وحمزة والكسائي:{تَزَاوَر} بالتخفيف، والباقون:{تَزَّاور} بالتشديد، وروى الجحدري:{تَزْوَارّ} (6).
وفي سورة الأنبياء بعد أن انتهى من التفسير قال: القراءات.
معاذ بن جبل: "وبالله لأكيدن أصنامكم"(7)، الكسائي:{فجعلهم جِذاذا} (8) بكسر الجيم، وابن عباس وأبو نهيك وأبو السمال بفتحها.
أبو حيوة: " ثم نكِّسوا على رؤوسهم"(9) بتشديد الكاف.
وقال أيضا: القراءات الواردة في سورة (ص:) من قوله تعالى {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} (10) إلى آخر آية من السورة.
ابن كثير {واذكر عبدنا إبراهيم} على التوحيد. والباقون {عبادنا} بالجمع.
الحسن وعيسى الثقفي والأعمش: "أولي الأيد والأبصار"(11)، بغير ياء.
نافع وهاشم عن ابن عامر {بخالصةِ ذكرى الدار} (12) بالإضافة والباقون بتنوين خالصة.
ابن كثير وأبو عمرو {هذا ما يوعدون ليوم الحساب} (13) بياء (14)
(1) الكهف: 1.
(2)
يس: 52.
(3)
قراءة نافع وابن عامر بفتح الميم وكسر الفاء والباقين بكسر الميم وفتح الفاء. وهما بمعنى واحد (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 288، الغاية في القراءات العشر ص: 194).
(4)
بإسكان الزاي وتشديد الراء بدون ألف كتحمر (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: 288).
(5)
الكهف: 17.
(6)
بألف بعد الواو على وزن تحمارّ ووافقه على ذلك أبو رجاء وأيوب السختياني وابن أبي عبلة وهي قراءة شاذة (انظر البحر المحيط 6/ 107 وإملاء مامن به الرحمن ص: 100).
(7)
وهي قراءة شاذة وقرأ الجمهور {وتالله لأكيدن أصنامكم} الأنبياء: 57.
(8)
الأنبياء: 58.
(9)
وهي قراءة شاذة وقرأ الجمهور {ثم نكسوا} الأنبياء: 65 بالتخفيف.
(10)
ص: 45.
(11)
قراءة شاذة والجمهور قرأها {أولي الأيدي والأبصار} ص: 45.
(12)
ص: 46.
(13)
ص: 35.
(14)
يعني تحتية.
والباقون بتاء (1).
حفص وحمزة والكسائي {حميم وغسّاق} (2) بالتشديد، وكذلك الذي في {عم يتساءلون} (3)، والباقون بالتخفيف.
أبو عمرو: {وأُخر من شكله أزواج} (4) جمع أخرى. والباقون {وآخر} مفرد مذكر.
الخ ماذكره من القراءات.
ثم ذكر بعد هذه القراءات المختلفة، أن سورة ص: تضمنت ست ياءات إضافة، وقع الاختلاف فيها، فأما حفص فقد فتح {وليَ نعجة واحدة} (5) {ما كان
ليَ من علم} (6) الخ
ثم أشار إلى أن في السورة يائين محذوفتين وهما قوله تعالى {بل لما يذوقوا عذاب} (7) وقوله {فحق عقاب} (8) وقد أثبت الياء سلام ويعقوب (9).
وفي سورة المسد قال: القراءات.
ابن كثير: {يدا أبي لَهْب} (10) بإسكان الهاء، وفتح الباقون، الأعمش:"وما اكتسب"(11) وهو خلاف المرسوم.
ومن مواضع اهتمامه بتوجيه القراءات:
قوله تعالى {بل عجبت ويسخرون} (12) قال: من فتح التاء فهو على الخطاب للنبي عليه السلام، ومن ضم، جاز أن يكون على معنى أن حالهم إذا تأملتموها كانت مما يقول القائل منكم: عجبتُ.
ويجوز أن يكون على إضمار القول كأنه قال: قل يامحمد: عجبت. وإضمار القول كثير (13).
وقد رد المهدوي عدة قراءات لمخالفتها للمصحف ومن ذلك قراءة من حذف الكاف في قوله تعالى {ونادوا يا مالك} (14)، وقراءة:"وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله"(15).
وربما أحال القارئ على القسم المخصص لأصول القراءات في آخر الكتاب، فقد ذكر في إشباع كسرة الكاف في قراءة قوله تعالى {مالك يوم الدين} (16)، أن
(1) يعني فوقية.
(2)
ص: 57.
(3)
يقصد قوله: {إلا حميما وغساقا} النبأ: 25.
(4)
ص: 58.
(5)
ص: 23.
(6)
ص: 69.
(7)
ص: 8.
(8)
ص: 14.
(9)
التحصيل 4/ 28.
(10)
المسد: 1.
(11)
قراءة شاذة وقراءة الجمهور {وماكسب} المسد: 2.
(12)
الصافات: 12.
(13)
التحصيل 4/ 25.
(14)
الزخرف: 48.
(15)
التحصيل 4/ 67، وقراءة الجمهور {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} الزخرف:84.
(16)
الفاتحة: 4.