الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعر وآية (1)
الإعجاز وتعلقه بسورة أو آيات (2)
وقد أطال في الحديث عن الإعجاز تحت قوله {ولن تفعلوا} (3). (4)
تاسعا: موقفه من القراءات:
وقد جعل المصنف المقدمة السادسة في القراءات وبين فيها سبب إعراضه عن ذكر كثير من القراءات في أثناء التفسير. (5)
وقال رحمه الله:
(تنبيه) أنا أقتصر في هذا التفسير على التعرض لاختلاف القراءات العشر المشهورة خاصة في أشهر روايات الراوين عن أصحابها لأنها متواترة، وإن كانت القراءات السبع قد امتازت على بقية القراءات بالشهرة بين المسلمين في أقطار الإسلام.
وأبني أول التفسير على قراءة نافع برواية عيسى بن مينا المدني الملقب بقالون لأنها القراءة المدنية إماما وراويًا ولأنها التي يقرأ بها معظم أهل تونس، ثم أذكر خلاف بقية القراء العشرة خاصة. (6)
ولم يلتزم بما قال، بل أطنب إطنابا غريبا في بعض المواضع ومن ذلك قوله:
والصراط: الطريق وهو بالصاد والسين وقد قرئ بهما في المشهورة وكذلك نطقت به بالسين جمهور العرب إلا أهل الحجاز نطقوه بالصاد مبدلة عن السين لقصد التخفيف في الانتقال من السين إلى الراء ثم إلى الطاء قال في لطائف الإشارات عن الجعبرى: إنهم يفعلون ذلك في كل سين بعدها غين أو خاء أو قاف أو طاء وإنما قلبوها هنا صادًا لتطابق الطاء في الإطباق والاستعلاء والتفخم مع الراء استثقالا للانتقال من سفل إلى علو أ. هـ. أى بخلاف العكس نحو طست لأن الأول عمل والثاني ترك. وقيسٌ قلبوا السين بين الصاد والزاي وهو إشمام وقرأ به حمزة في رواية خلف عنه. ومن العرب من قلب السين زايًا خالصة قال القرطبي: وهي لغة عذرة وكلب وبني القين وهي مرجوحة ولم يقرأ بها، وقد قرأ باللغة الفصحى (بالصاد) جمهور القراء وقرأ بالسين ابن كثير في رواية قنبل، والقراءة بالصاد هي الراجحة لموافقتها
(1) 2/ 1 / 84.
(2)
1/ 1 / 103.
(3)
البقرة: 24.
(4)
انظر 1/ 1 / 343، 350.
(5)
1/ 51.
(6)
1/ 63.
رسم المصحف وكونها اللغة الفصحى. (1)
وقال: واختلفوا أيضا في حركة ميم ضمير الجمع الغائب المذكر في الوصل إذا وقعت قبل متحرك فالجمهور قرأوا {عليهم غير المغضوب عليهم} (2) بسكون الميم وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون في رواية عنه بضمة مشبعة {غير المغضوب عليهمو} (3) وهي لغة لبعض العرب وعليها قول لبيد:
وهمو فوارسها وهم حكامها
فجاء باللغتين وقرأ ورش بضم الميم وإشباعها إذا وقع بعد الميم همز دون نحو {غير المغضوب عليهم} (4) وأجمع الكل على إسكان الميم في الوقف.
وفي قوله {فمن اضطر غير باغ} (5) قال:
وقرأ أبو جعفر: فمن اضطر بكسر الطاء، لأن أصله اضطرر براءين أولاهما مكسورة فلما أريد إدغام الراء الأولى في الثانية نقلت حركتها إلى الطاء بعد طرح حركة الطاء. (6)
وانظر أيضا في تعرضه للأصول في القراءات كلامه في قوله تعالى {ءأنذرتهم} (7)
وهذا خروج سافر عما أخذه على نفسه من عدم الإطالة في القراءات فجل المفسرين إنما يتكلمون في الخلاف المؤثر في المعنى أو المتعلق به لا في الأداء ونحوه.
وقد أخطأ خطأ فاحشا في عزو القراءات في قوله تعالى {يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون} (8) حيث قال:
ويؤيد هذا التأويل قراءة ابن عامر ومن معه: يخدعون الله. وهذا إنما يدفع الإشكال عن إسناد صدور الخداع من الله والمؤمنين مع تنزيه الله والمؤمنين عنه، ولا يدفع إشكال صدور الخداع من المنافقين لله.
وأما التأويل في فاعل {يخادعون} المقدر وهو المفعول أيضا فبأن يجعل المراد أنهم يخادعون رسول الله فالإسناد إلى الله تعالى إما على طريق المجاز العقلي لأجل الملابسة بين الرسول ومرسله، وإما مجاز بالحذف
(1) 1/ 190.
(2)
الفاتحة: 7.
(3)
الفاتحة: 7.
(4)
الفاتحة: 7.
(5)
البقرة: 173.
(6)
2/ 1 / 121.
(7)
البقرة: 6 وانظر: 1/ 1 / 251.
(8)
البقرة: 9.