الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا} (1) وكقوله: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (2)(3)
رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:
ومن الأحاديث المرفوعة التي ذكرها يحيى في قوله في تفسير قوله تعالى {قل نار جهنم أشد حرا} (4):
وحدثني حماد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " قيل: يارسول الله! إن كانت لكافية. قال: "فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا."(5)
وقال في قوله {له معقبات} (6):
عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار فيجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون"(7).
وقال في تفسير قوله تعالى {وجئتك من سبأ} (8)
وحدثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن وعلة أنه سمع ابن عباس يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ أرجل أم امرأة؟ فقال: "بل هو رجل ولد عشرة فباليمن منهم ستة وبالشام أربعة، فأما اليمانيون فمذحج وحمير وكندة وأنمار والأزد والأشعريون، وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان "(9)
(1) هود: 52.
(2)
الأعراف: 96.
(3)
ق: 357.
(4)
التوبة: 81.
(5)
ق: 598، أخرجه بنحوه البخاري - بدء الخلق - باب صفة النار 4/ 90 والترمذي - كتاب صفة جهنم - باب ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا 4/ 709.
(6)
الرعد: 11.
(7)
أخرجه البخاري - التوحيد - باب قوله تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه} 9/ 154، ومسلم - المساجد ومواضع الصلاة - باب فضل صلاة الصبح والعصر 1/ 439.
(8)
النمل: 22.
(9)
ق: 23، أخرجه أحمد 1/ 316 والحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - سورة سبأ 2/ 423 وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. وله شاهد من حديث فروة بن مسيك (انظر مرويات الإمام أحمد في التفسير 3/ 445).
وقال في تفسير قوله تعالى {إني وجدت امرأة تملكهم} (1)
وحدثني المبارك عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يفلح قوم تملكهم امرأة"(2)
وقال في تفسير قوله تعالى {ونفخ في الصور} (3)
عثمان عن نعيم به عبد الله عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من تنشق عنه الأرض فأجد موسى متعلقا بالعرش فلا أدري أصعق فيمن صعق أم
أجزأته الصعقة الأولى" (4)
وقال: وقال بعضهم {وتقلبك في الساجدين} (5) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى في الصلاة من خلفه كما يرى من بين يديه قال يحيى: سمعت سعيدا يذكر عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحسنوا الركوع والسجود إذا ماركعتم وإذا ماسجدتم والذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري كما أراكم من بين يدي". حماد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استووا والذي نفسي بيده إني لأراكم من ورائي كما أراكم من بين يدي". (6)
وقد اشتمل تفسير يحيى من ذلك على ثروة كبيرة من الحديث حتى إن ابن أبي زمنين قد صرح في مقدمة المختصر أن الدافع لاختصاره هو كثرة ما اشتمل عليه من الأحاديث.
وهو لا يلتزم بإخراج الصحيح بل ربما أورد أحاديث ضعيفة بل وموضوعة كما تقدم، ومن ذلك أيضًا قوله: {الذين يأكلون الربا لا يقومون
…
.} (7)
نا حماد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عن ليلة أسري به فكان في حديثه أنه أتي به على سابلة آل فرعون حيث ينطلق بهم إلى النار يعرضون عليها
(1) النمل: 23.
(2)
ق: 24، أخرجه البخاري - كتاب الفتن - باب 13/ 53 من طريق الحسن به بلفظ: ولوا أمرهم امرأة.
(3)
الزمر: 68.
(4)
ق: 39، أخرجه مسلم - كتاب الفضائل - باب من فضائل موسى عليه السلام4/ 1844 بأطول منه.
(5)
الشعراء: 219.
(6)
ق: 18، أخرجه البخاري - كتاب الصلاة - باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف 2/ 208 وباب إلزاق المنكب بالمنكب 2/ 211 وباب الخشوع في الصلاة 2/ 225، ومسلم - كتاب الصلاة - باب الأمر بتحسين الصلاة 1/ 319.
(7)
البقرة: 275.
غدوا وعشيا فإذا رأوها قالوا: ربنا لاتقيمن الساعة لما يرون من عذاب الله قال: "فإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم فيأتي عليهم آل فرعون
…
. بأرجلهم
…
قلت: من هؤلاء ياجبريل؟ فقال: هؤلاء أكلة الربا " ثم تلا هذه الآية {الذين يأكلون الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} (1)
ومارواه أيضا عن أبي الأشهب والمبارك عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة من حفظهن هو عبد لي حقا، ومن ضيعهن فهو عدو لي؛ ائتمن الله ابن آدم على ثلاث: الصلاة، ولو شاء قال: قد صليت. وعلى الصوم، ولو شاء قال: قد صمت. وعلى الغسل من الجنابة، ولو شاء قال: قد اغتسلت." ثم تلا هذه الآية {يوم تبلى السرائر} (2). (3)
وأما أسباب النزول فهو يهتم بذكرها وأمثلتها كثيرة ومن ذلك:
قال في تفسير قوله عز وجل {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} (4): حدثني الفرات عن طاووس أن رجلا قال: يا رسول الله! إني رجل أقف المواقف، أريد وجه الله، وأحب أن يرى مكاني، فلم يرد عليه رسول الله شيئا، فنزلت هذه الآية (5). (6)
(1) أخرجه ابن إسحاق (انظر سيرة ابن هشام 2/ 38) وابن جرير 15/ 11 والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 390 وابن عدي في الكامل 6/ 2123 وابن عساكر في تاريخ دمشق 1/ 581 من طريق أبي هارون به مطولا ولم يسمه ابن إسحاق وقد ضعفه ابن كثير والذهبي (انظر البداية 3/ 111، السيرة النبوية ص: 181) وأبو هارون اسمه عمارة بن جوين قال الحافظ: متروك ومنهم من كذبه، شيعي (التقريب 4840)(انظر صحيح السيرة النبوية 2/ 404).
(2)
الطارق: 9.
(3)
ق: 92، وهو حديث قدسي إسناده ضعيف لإرساله وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء نحوه وزاد: الزكاة. وأخرج ابن المنذر عن عطاء نحو ذلك من قوله (انظر الدر المنثور 6/ 375).
(4)
الكهف: 110.
(5)
ق: 21.
(6)
ضعيف لإرساله أخرجه ابن أبي حاتم وابن أبي أبي الدنيا في كتاب الإخلاص عن طاووس به، وقال السيوطي: مرسل. وأخرجه الحاكم من طريق طاوس عن ابن عباس موصولاً وصححه على شرط الشيخين وله شواهد عن مجاهد وغيره (انظر لباب النقول ص: 22) ولم يذكره صاحب الصحيح المسند من أسباب النقول.
وقال يحيى: عاصم بن حكيم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} (1) قال أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت هذه الآية {إن الشرك لظلم عظيم} (2). (3)
وعند تفسيره لقوله تعالى {أم اتخذ عند الرحمن عهدا} (4)، قال: أخبرني صاحب عن الأعمش عن أبي الضحاك عن مسروق عن خباب بن الأرت قال: كنت قينا في الجاهلية، فعملت للعاصي بن وائل حتى اجتمع لي عنده دراهم فأتيته أتقاضاه، فقال: والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لمبعوث؟. قلت: نعم. قال: فسيكون لي ثَمّ مال وولد فأقضيك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية إلى قوله {ويأتينا فردا} (5). (6)
وأما تعرضه لفضائل السور والآيات فمن أمثلته:
ذكر في آخر آية من سورة البقرة وهي قوله {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما كسبت} (7)، أنها دعاء غفر الله به للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم نقل حديثا من طريق قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي سنة، فوضعه تحت العرش فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة، لا تقرآن في بيت، فيقربه الشيطان ثلاث ليال {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} (8) إلى آخر السورة.
(1) الأنعام: 82.
(2)
لقمان: 13.
(3)
ق: 82، أخرجه البخاري - كتاب التفسير: تفسير سورة لقمان - {لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} رقم 4776، ومسلم - كتاب الإيمان - باب صدق الإيمان وإخلاصه رقم 124 كلاهما من طريق الأعمش به.
(4)
مريم: 78.
(5)
مريم: 80.
(6)
ق: 24.
(7)
البقرة: 28.
(8)
البقرة: 285، 286إسناده ضعيف لإرساله ولكن أخرج أحمد 4/ 274 والترمذي - كتاب فضائل القرآن - باب ماجاء في سورة البقرة 5/ 160، والدارمي - كتاب فضائل القرآن - باب في فضل سورة البقرة 2/ 449 وابن حبان باب قراءة القرآن - ذكر البيان بأن آخر سورة البقرة إذا قرئ في دار
…
2/ 110، والحاكم في المستدرك - كتاب فضائل القرآن - باب أخبار في فضل سورة البقرة 1/ 562، كتاب التفسير - باب من سورة البقرة 2/ 260 وغيرهم عن النعمان بن بشير مرفوعا الجزء الأول منه وصححه ابن حبان والحاكم وقال الترمذي: حسن غريب. وله طرق أخرى وشواهد (انظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن 1/ 186 - 188) وأما الجزء الثاني فهو عند ابن حبان وغيره وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ص: 91 عن أبي قلابة مرسلا. وأخرج الطبراني 2/ 161 عن معاذ ابن جبل في حديث طويل معناه وأخرجه أيضا الحاكم 1/ 563 وصححه وسكت الذهبي.