المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثامنا: موقفه من اللغة: - التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا - جـ ٢

[محمد بن رزق الطرهوني]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثانيالتفسير في غرب إفريقية

- ‌الفصل الأولدراسة عن التفسير في هذه البلاد

- ‌المبحث الأول: نبذة عن علم التفسير ونشأته في هذه البلاد:

- ‌نشأة التفسير في المنطقة في الصدر الأول:

- ‌الطرق التي انتشر بها علم التفسير في المنطقة:

- ‌1 - المساجد:

- ‌2 - قصور الرباط:

- ‌3 - دور العلماء:

- ‌4 - حوانيت العلماء:

- ‌تطور التفسير في المنطقة بعد خراب القيروان:

- ‌المراحل التي مر بها التفسير في المنطقة:

- ‌اتجاهات التفسير بالمنطقة:

- ‌المبحث الثاني: تأثر التفسير في المنطقة بمدرسة المشرق:

- ‌الرحلة من المشرق إلى المنطقة والعكس

- ‌التفاعل بين المشارقة والمغاربة بعد توقف الرحلة:

- ‌كتب التفسير التي دخلت المنطقة

- ‌اهتمام المغاربة ببعض تفاسير المشارقة

- ‌ومن كتب التفاسير التي اختصرها أهل المنطقة أيضا:

- ‌المبحث الثالث: تأثر التفسير في المنطقة بالتفسير عند أهل الأندلس وغيرها من الدول المجاورة:

- ‌الرحلة من الأندلس إلى المنطقة والعكس:

- ‌التفاعل بين أهل المنطقة والأندلس في نتاج التفسير:

- ‌المبحث الرابع: الفقه المالكي والظاهري وأثره في التفسير بالمنطقة:

- ‌المذهب المالكي

- ‌المذهب الظاهري:

- ‌المبحث الخامس: القراءات وأثرها في التفسير بالمنطقة:

- ‌المرحلة الأولى:

- ‌المرحلة الثانية:

- ‌المرحلة الثالثة:

- ‌الفصل الثانيدراسة أمثلة للتفسير بالمأثور بالمنطقة

- ‌تفسير يحيى بن سلام من خلال تفسيره ومختصره لابن أبي زمنين

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: يذكر ابن سلام أسماء السور مجردة:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير بقي بن مخلد من خلال نقول من تفسيره وكتابه في الحوض والكوثر

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌منهج المؤلف العام في تفسيره:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثانيا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌رابعا: موقفه من القراءات:

- ‌خامسا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌الفصل الثالثدراسة أمثلة للتفسير بالرأي بالمنطقة

- ‌المبحث الأول: أمثلة الرأي المحمود

- ‌تفسير المهدوي من خلال كتابيه التفصيل والتحصيل

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: بالنسبة للمكي والمدني وعد الآي ونحو ذلك فهو يهتم به ومن ذلك:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير مكي بن أبي طالب من خلال كتبه الهداية ومشكل الإعراب وتفسير المشكل

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: موقفه من أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير ابن ظفر من خلال كتابه ينبوع الحياة

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه

- ‌تفسير ابن بزيزة من خلال كتابه البيان والتحصيل

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:لا يهتم بعد الآي ولا بالوقوف ولا المناسبات

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌خامسا: موقفه من السيرة وذكر الغزوات:

- ‌سادسا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌سابعا: موقفه من اللغة:

- ‌ثامنا: موقفه من القراءات:

- ‌تاسعا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير ابن عرفة من خلال تقييد الأبي والبسيلي

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:لقد اعتنى ابن عرفة بمجال المناسبات فبحث عن وجه مناسبة الآية لما قبلها وبين ما كان منها مكملاً للآخر، ووجه اتصال الآية بما قبلها، وما سيقت له

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير الثعالبي من خلال كتابه الجواهر الحسان

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: يهتم المصنف بذكر المكي والمدني وأسماء السورة ومن ذلك قوله في فاتحة الكتاب

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير ابن باديس من خلال مجالس التذكير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:يلاحظ أن المؤلف لا يتعرض لأسماء السور ولا عد الآي ولا للمكي والمدني

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير ابن عاشور من خلال كتابه التحرير والتنوير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير المكي الناصري من خلال كتابه التيسير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا:يهتم بذكر أسماء السور

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌تفسير أبي بكر الجزائري من خلال كتابه أيسر التفاسير وحاشيته نهر الخير

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌المبحث الثاني: أمثلة الرأي المذموم

- ‌تفسير هود بن محكم الهواري الإباضي من خلال كتابه تفسير كتاب الله العزيز

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌[المنهج التفصيلي للمؤلف:]

- ‌أولا:لا يهتم بعد الآي، ولكنه يذكر المكي والمدني

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات وتوجيهها:

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌تفسير ابن حيون الشيعي من خلال كتابيه أساس التأويل وتأويل الدعائم

- ‌تعريف مختصر بالإمامية الإسماعيلية:

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌تفسير ابن برجان الصوفي من خلال كتابه الإرشاد

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌تفسير ابن عربي الصوفي من خلال التفسير المنسوب إليه وكتابيه فصوص الحكم والفتوحات المكية

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌تفسير ابن عجيبة الصوفي من خلال كتابه البحر المديد

- ‌التعريف بالتفسير:

- ‌المنهج العام للتفسير:

- ‌المنهج التفصيلي للمؤلف:

- ‌أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:

- ‌ثانيا: موقفه من العقيدة:

- ‌ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

- ‌خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:

- ‌سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:

- ‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات

- ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

- ‌تاسعا: موقفه من القراءات

- ‌عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:

- ‌حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

- ‌ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ثامنا: موقفه من اللغة:

‌سابعا: موقفه من الإسرائيليات:

وليس المهدوي من المكثرين من ذكر الإسرائيليات في تفسيره إلا أنه ربما تعرض لها لاسيما عند تعيين بعض من أبهم ومن ذلك قوله تعالى: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه} (1) حيث ذكر أن الرجل عند الحسن: قبطي ابن عم لفرعون، وأما السدي فيجعله إسرائيليًا يكتم إيمانه من آل فرعون، وذكر بعض المفسرين أن اسم هذا الرجل حبيب، وقيل: سمعان وقيل: حزقيل.

ثم يعلق المهدوي على هذه الروايات بقوله: ومن جعل الرجل قبطيًا فمن عنده متعلقة بمحذوف، صفة لرجل، والتقدير: وقال رجل مؤمن منسوب من آل فرعون، ومن جعله إسرائيليًا فمن متعلقة بيكتم في موضع مفعول ثان ليكتم.

ويختار المهدوي التفسير الأول وهو تفسير الحسن محتجًا لذلك بقوله تعالى {ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض} (2)، قال: وفي قول الرجل ياقوم دليل على أنه قبطي (3).

‌ثامنا: موقفه من اللغة:

يتضح لدارس تفسير المهدوي أحاطته الواسعة بفنون اللغة وأساليبها واستعمالاتها، وامتلاكه لقواعد اشتقاقها وتصريفها، ومعرفة غريبها، وقدرته الفائقة على توجيهه القراءات القرآنية، وحل مشاكل الإعراب الخفية.

ويتسم منهج المهدوي في تناول شرح المفردات اللغوية في التفسير باعتماد علماء اللغة والنحو، الذين سبقوه في الظهور، وخاصة من اشتهر منهم بالعناية بالتفسير اللغوي للقرآن كسيبويه والفراء وأبي عبيدة والأصمعي والمبرد وغيرهم

.

قال في تفسير قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (4): وأصل اسم الله الذي هو "الله" عند سيبويه (لاه) دخلت عليه الألف واللام للتعظيم، لا للتعريف ولسيبويه أيضا قول آخر: أن أصله (إله) فحذفت الهمزة .. الخ. (5)

(1) غافر: 28.

(2)

غافر: 29.

(3)

التحصيل 4/ 40 - 41.

(4)

الفاتحة: 1.

(5)

التحصيل 1/ 5.

ص: 595

وفي قوله تعالى {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة} (1) ذكر أن اشتقاق آدم من الأدمة في اللون، وهي السمرة فلا يصرف على هذا الوجه، إذا سمي به، ثم نكر عند سيبويه. وقيل: هو مشتق من أديم الأرض: وهو وجهها فيصرف إذا سمي به في المعرفة والنكرة (2).

وفسر السبات بأنه الراحة في قوله تعالى {وجعلنا نومكم سباتا} (3)، وقال: يقال: سبتت المرأة شعرها: إذا حلته وأرسلته. وقيل: إن أصل السبات الانقطاع عن العمل من أجل الراحة. ومنه يوم السبت (4).

وفي شرح قوله تعالى: {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم} (5) قال ثعلب: التعس: الشر.

وقيل: هو البعد.

ابن السكيت: التعس، أن يخر على وجهه، والنكس أن يخر على رأسه. والتعس أيضا: الهلاك (6).

وقال في قوله تعالى {لافيها غول ولا هم عنها ينزفون} (7):

والغول في اللغة: الأذى والمكروه. يقال غاله الشراب واغتاله، إذا أذاه وذهب بعقله، والنزيف: السكران، وهو المنزف أيضًا، يقال: نزف الرجل: إذا ذهب عقله من السكر. وحكى أبو عبيدة: أنزف، إذا سكر.

وقال في قوله تعالى {ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم} (8): إن (أو) عند الفراء تدل على حتى، وتدل على (إلا أن) وذهب إلى نفس المعنى الكسائي واستدل بقول العرب: لا نلتقي أو تقوم الساعة.

أما عند الأخفش فهي عاطفة على {ولا تؤمنوا} أي ولا تصدقوا أن يحاجوكم عند ربكم (9).

وفي قوله تعالى {وفتحت أبوابها} (10)، قال:

الواو إثباتها عطف جملة وحذفها للضمير العائد من الجملة الثانية.

وقيل: الواو في قصة أهل الجنة زائدة، وقيل: زيادة الواو دليل على أن الأبواب، فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله عز وجل، والتقدير: حتى إذا جاؤوها وأبوابها مفتحة. وحذف الواو في قصة أهل النار، لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد

(1) البقرة: 31.

(2)

التحصيل 1/ 19.

(3)

النبأ: 9.

(4)

التحصيل 4/ 170.

(5)

محمد: 9.

(6)

التحصيل 4/ 83.

(7)

الصافات: 47.

(8)

آل عمران: 73.

(9)

التحصيل 1/ 175.

(10)

الزمر: 73.

ص: 596

وقوفهم، إذلالا وترويعا لهم وهو قوله تعالى {حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} (1)، ثم ذكر أن الواو زيدت في قصة أهل الجنة الذين فتحت لهم الأبواب {وفتحت أبوابها} ، لأن أبواب الجنة ثمانية. أما أبواب جهنم فهي سبعة، ووقع التفريق بينهما - الجنة وجهنم - بزيادة الواو (2).

وفسر قوله تعالى {وإذا العشار عطلت} (3) بأن العشار من النوق: الحامل التي بلغت عشرة أشهر في حملها وواحدها عشراء، وقد تسمى بذلك إلى أن تلد، وبعيد ذلك. والعشار أعز مايكون عند العرب، واهتمامهم بها أشد فأخبر أنها تعطل يوم القيامة (4).

وهو لا يكثر من الاستدلال بالشعر ففي قرابة ستين صفحة لم يذكر سوى بيتين من الشعر تقريبا.

ومن مواضع استدلاله بالشعر في قوله سبحانه {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من

الذل ينظرون من طرف خفي} (5)

قال: وقيل: إن الطرف هاهنا العين، والمعنى ينظرون من عين ضعيف النظر، والعرب تستعمل هذا في المريب ومنه قول الشاعر:

فغض الطرف إنك من نمير

. . . . . . . .

وقال في تفسير آية {ولتعرفنهم في لحن القول} (6)، أي في فحواه ومعناه، ومنه قول الشاعر:

وخير الكلام ما كان لحنا

. . . . . . . .

أي ما عرف بالمعنى ولم يصرح به.

وقد ذكرنا أنه يفرد فصلا يقول فيه: الإعراب ويرتبه بناء على القراءات التي ذكرها، ويمثل قسم الإعراب جانبا هاما من تفسير المهدوي.

والمهدوي في حل مشكل إعراب القرآن يعرض الوجوه المختلفة، وينتقد بعضها أحيانا، مع تعليل سبب الاعتراض، ولا يكتفي بإعراب مشكل الآية بل يعلل الإعراب ويختار مايراه أسلم في الذوق العربي، وأقرب إلى منطق القواعد النحوية.

(1) الزمر: 71.

(2)

التحصيل 4/ 37.

(3)

التكوير: 4.

(4)

التحصيل 4/ 178.

(5)

الشورى: 45.

(6)

محمد: 30.

ص: 597

ففي سورة الكهف بعد أن انتهى من ذكر فضلها والتفسير والقراءات قال: الإعراب: قوله: {قيما} (1) منصوب على الحال من الكتاب. وقوله: {ولم يجعل له عوجا} (2) اعتراض بين الحال وبين ذي الحال الذي هو الكتاب. وقيل إن {قيمًا} منصوب بإضمار فعل، المعنى: ولكن جعله قيمًا فهو مفعول ثان لجعل المضمر فيوقف على هذا التقدير على الكتاب ولا يوقف عليه على التقدير الأول وقيل: انتصابه على تقدير: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} (3) أنزله قيمًا. فهو منصوب على الحال من الهاء المضمرة في الفعل المضمر.

وسكوت حفص على {عوجا} إيذان بأن الجملة معترضة وفرار من أن يتوهم في وصله أن {قيمًا} وصف لعوج. وسكوته على {مرقدنا} (4) ليدل على أن هذا ماوعد الرحمن.

وفي سورة طه: بدأ بعد التفسير الإعراب فقال قوله: {إلا تذكرة لمن يخشى} (5): مفعول له على تقدير فعل مضمر، التقدير: ما أنزلنا القرآن لتشقى، ما أنزلناه إلا تذكرة، ولا يجوز حمله على الفعل الأول، لأن ثم مفعولاً آخر، فلا يكونان لفعل واحد.

وأجاز بعض النحويين أن يكون بدلاً من {لتشقى} (6) وأنكره أبو علي (يعني الكسائي) من أجل أن التذكرة ليست بتشقى. ويجوز أن ينتصب على أنه مصدر على التقدير: أنزلناه به تذكرة.

وفي سورة المسد بعد أن تكلم عن التفسير والقراءات قال: الإعراب:

فتح الهاء وإسكانها من أبي لهب لغتان، {وامرأته حمالة الحطب} (7) يجوز أن تكون ابتداء وخبره فيمن رفع {حمالة} يكون:{في جيدها حبل من مسد} (8) فيوقف على ماتقدم على {ذات لهب} ويجوز أن تكون "وامرأته" معطوفة على المضمر في {سيصلى} (9) فلا يوقف على {ذات لهب} ويوقف على {امرأته} وتكون {حمالة الحطب} خبر مبتدأ محذوف ومن نصب {حمالة} فعلى الذم كأنها اشتهرت بذلك فجاءت الصفة للذم لا للتخصيص.

وفي إعرابه لقوله تعالى {قل اللهم مالك الملك} (10)، نقل عن سيبويه أن الميم من {اللهم} هي عوض عن ياء النداء، ولا توصف لفظة {اللهم} ، وقوله:{مالك الملك} منصوب على النداء. ونقل عن الزجاج والمبرد

(1) الكهف: 2.

(2)

الكهف: 1.

(3)

الكهف: 1.

(4)

يس: 52.

(5)

طه: 3.

(6)

طه: 2.

(7)

المسد: 4.

(8)

المسد: 5.

(9)

المسد: 2.

(10)

آل عمران: 26.

ص: 598

وغيرهما أنه صفة. وأشار المهدوي إلى أن أبا علي اختار رأي سيبويه لأنه أبين ولأنه ليس في الأسماء الموصوفة شيء على حد اللهم، فإذ خالف أصل ما عليه الأسماء الموصوفة، ودخل في حيز الأصوات وجب ألا يوصف. ثم نقل المهدوي تعليل أبي علي لهذا الإعراب المتمثل في أن {اللهم} اسم منادى، وأن الأصل عدم وصف المنادى المعرفة المفرد، فلما وصف بسماع كما حكى سيبويه عن العرب من قولهم: ياتميم أجمعين، وضم إلى اسم الله تعالى صوت، وصيغ معه، وكان حكم الأصوات ألا توصف، وكان قياس المضموم إليه هذا الصوت قبل ضمه، ألا يوصف، صار بمنزلة صوت مضموم إلى صوت

(1)

وقال في إعراب قوله عز وجل: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} (2): في {مفتحة} ضمير الجنات، والأبواب بدل منها، بدل البعض من الكل أو بدل الاشتمال، لأن الأبواب بعض الجنات، وهي مشتملة عليها.

والفراء يذهب إلى أن {الأبواب} مرفوعة بلفظة مفتحة والألف واللام في مقام الضمير والتقدير: مفتحة لهم أبوابها.

وأنكر أبو علي القولين معا وقال: لو جاز ماذهب إليه الفراء لم يقولوا: هند حسنة الوجه، ولقالوا هند حسن الوجه. كما قالوا: هند حسن وجهها، ففي ذلك دليل على أن الألف واللام لا تسد مسد الضمير في اللفظ، وإن كان المعنى عليه

الخ (3)

وهو لا يهتم كثيرا بالنكات البلاغية، وإنما يشير إلى بعضها أثناء تفسيره بايجاز، ففي أسلوب التمثيل تناول تفسير قوله تعالى {وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} (4) فأوضح أن هذا مثل ضربه الله للحق في ثباته، والباطل في زواله ليعلم أن الباطل وإن قوي وعلا، فإنه إلى اضمحلال واندثار كالزبد الذي يذهب جفاء والماء في الآية هو الحق والزبد الرابي هو الباطل، والأودية مثل القلوب

الخ (5)

وعني المهدوي بأسلوب الحذف في القرآن، وأشار إلى ماورد في ذلك، والحذف حسب رأي سيبويه وابن عطية والزركشي وغيرهم، من مجاز القرآن،

(1) التحصيل 1/ 167.

(2)

ص: 50.

(3)

التحصيل 4/ 29.

(4)

الرعد: 17.

(5)

التفصيل 2/ 147.

ص: 599