الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالقرآن إماما. فنزلت الآية. (1)
وقال علي بن أبي طالب: لما نزلت هذه الآية {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} فقالوا: يارسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: أفي كل عام؟ فسكت، ثم قال:"لا، ولو قلت نعم، لوجب " فأنزل الله الآية.
وروي أنه قال - لما كرر عليه القول -: "والذي نفسي بيده لو قلت: نعم، لوجبت ولو وجبت عليكم ما أطقتموه، ولو تركتموه لكفرتم " فأنزل الله {لا تسألوا عن أشياء} الآية. (2) وروي عنه أنه قال: "لو قلت لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لهلكتم اسكتوا عني ما سكت عنكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم " فأنزل الله الآية. (3)
وفي شرح مشكل الغريب لم يكثر الاستشهاد بالحديث الشريف واقتصر على حديث واحد فقط في الكتاب كله وهو في تفسير قوله تعالى {فمن اعتدى بعد ذلك} (4) قال: أي قتل بعد أن أخذ الدية من الجاني روي عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية"(5).
خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:
قال: قوله تعالى ذكره {كهيعص} (6)
وهذه الحروف عند ابن عباس مأخوذة من أسماء دالة على ذلك. فالكاف يدل على
كبير. وقيل: الكاف يدل على كافٍ. قاله ابن جبير والضحاك، وروى أيضا ابن جبير أن الكاف تدل على كريم.
(1) أخرجه ابن جرير 7/ 82 وقال الوادعي: رجاله رجال الصحيح إلا محمد ابن علي شيخ
ابن جرير وهو ثقة. (الصحيح المسند من أسباب النزول ص: 63).
(2)
أخرجه الترمذي - كتاب تفسير القرآن - باب ومن سورة المائدة 5/ 256 وقال: حديث حسن غريب.
(3)
الهداية 1/ 375 - 376.
(4)
البقرة: 178.
(5)
شرح مشكل الغريب ص: 108، أخرجه أحمد 3/ 363 وأبو داود - كتاب الديات - باب من قتل بعد أخذ الدية 4/ 646 عن جابر، وقال المنذري: الحسن لم يسمع من جابر فهو منقطع. وأخرجه ابن جرير 2/ 112 عن قتادة مرسلاً وهو ضعيف لإرساله وعزاه السيوطي أيضًا لابن المنذر وذكر أن سمويه أخرجه في فوائده عن سمرة موصولاً (الدر 1/ 181) وضعفه الألباني (ضعيف الجامع 5/ 6173) والفريوائي (لحظ الألحاظ 1/ 767).
(6)
مريم: 1.
قال ابن عباس وابن جبير: الهاء تدل على هاد. كذلك قول الضحاك.
قال ابن جبير: الياء من حكيم
…
وقال ابن عباس وابن جبير: العين من عالم. وعن ابن عباس أيضًا: العين من عزيز وقال الضحاك: العين من عدل. وقال ابن عباس وابن جبير: الصاد من صادق. وعنه أيضا: الكاف كافٍ والهاء هاد والياء يد من الله على خلقه والعين عالم والصاد صادق. وعنه أيضًا أنه كان يقول: كهيعص اغفر لي.
وعن ابن عباس أنه قال: هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله. وقال أبو العالية: كل حرف على حدته ليس من أسماء الله. وقال قتادة: كهيعص من أسماء القرآن.
وقوله تعالى {نداء خفيا} (1) أي: دعاء سرًا كراهية الرياء قاله ابن جريح وغيره وقال السدي: رغب زكريا في الولد فقام يصلي ثم دعا ربه سرًا.
{أولى الأيدي
…
} (2) قال ابن عباس: أولى القوة والعبادة، {والأبصار}: الفقه في الدين. قال مجاهد: {أولي الأيدي} القوة في أمر الله {والأبصار} العقول. وقال قتادة: أعطوا قوة في العبادة وبصرا في الدين. وقال السدي: {الأيدي} القوة في طاعة الله {والأبصار} التبصر بعقولهم في دينهم.
وقال في قوله تعالى {أقم الصلاة لدلوك الشمس} (3): قال علي بن أبي طالب دلوكها: غروبها. وهو قول ابن مسعود، وروي عن ابن عباس: دلوكها: زوالها، وقاله ابن عمر وأبو هريرة.
{وقرآن الفجر} صلاة الصبح، وقال قتادة:{وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس} (4) هي صلاة الفجر، {وقبل غروبها} هي صلاة العصر، {ومن آناء الليل} صلاة المغرب والعشاء الآخرة (5).
وقال في تفسير قوله تعالى {اهبطوا مصرًا} (6): إن قتادة ومجاهد وغيرهما يرون أن ذلك يعني مصرًا من الأمصار بالتنكير. وأما أبو العالية فيرى أنها مصر التي بها فرعون وهو قول الكسائي أيضًا. وذكر مكي أن
(1) مريم: 3.
(2)
ص: 45.
(3)
الإسراء: 78.
(4)
طه: 135.
(5)
الهداية 1/ 49.
(6)
البقرة: 61.