الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما موقفه من النسخ:
فيقول في قوله تعالى: {ماننسخ من آية
…
} (1) بعد أن ذكر إنكار اليهود للنسخ:
وردا عليهم وإبطالا لنظريتهم جاءت الآية الكريمة تقول {ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} تؤكد - على عكس مايدعون - إمكان النسخ في الشرائع
بل تثبت وقوعه فيها فعلا ثم توضح وجه الحكمة فيه
…
الخ (2).
وفي آية الوصية لا يرى النسخ فقال:
ولا يستغرب السامع ذكر الوالدين هنا في سياق الوصية دون الإرث فهناك من الوالدين من لاحق لهم فيه أيضا مثال ذلك الأم الكتابية التي ليست على دين ابنها المسلم والزوجة الكتابية .. الخ (3)
ومن تعرضه لبعض الأصول:
قال في قوله تعالى {ومن يشاقق الرسول
…
} (4): وعلى هذه الآية نفسها اعتمد الشافعي رضي الله عنه في الحكم بحجية الإجماع ومايجب له من الاتباع (5).
حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:
لا يظهر على تفسير المكي الناصري تركيز على هذا الجانب أو اهتمام به إلا أنه قد تعرض لشيء من الظواهر الكونية (6).
ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:
هذا هو الجانب الذي اهتم به المكي الناصري اهتماما بينا وركز عليه في تفسيره وهو ملائم لكون التفسير أحاديث إذاعية تدخل بيوت عامة الناس ويرجى تأثيرها على المجتمع، ومن القضايا الاجتماعية التي اهتم بها:
نبه على مضار الزواج في الوقت الحاضر من الكتابية مما يؤكد تأثره بأمراض المجتمع الإسلامي وتحذيره من سلبياته (7).
واهتم بشأن اليتامى (8).
(1) البقرة: 106.
(2)
التيسير1/ 72.
(3)
التيسير1/ 114.
(4)
النساء: 115.
(5)
التيسير1/ 383.
(6)
انظر التيسير5/ 61، 62.
(7)
التيسير1/ 140.
(8)
التيسير1/ 308 - 311.
وتكلم عن الاعتقادات في الجن (1).
وعن محاربة العنصرية والشعوبية (2).
وغير ذلك من القضايا الاجتماعية الكثيرة (3).
وقال في قوله تعالى: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى} (4)
يستفاد منه أمران:
الأمر الأول: أن الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون مصحوبة بالتفاؤل والرجاء لا بالتشاؤم والإياس بحيث يكون الداعي قوي الثقة بالله قوي الثقة بفعالية الدعوة وتأثيرها في النفوس والوصول بها إلى النتيجة المرجوة.
الأمر الثاني: أن الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون لغتها لغة مهذبة وأن يكون أسلوبها أسلوبا لينا فلا فحش ولا غلظة ولا جفوة. ونفس التوجيه الذي تلقاه موسى وهارون عليهما السلام تلقاه خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه، إذ خاطبه ربه قائلا {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (5) قال القرطبي: القول اللين هو القول الذي لا خشونة فيه وإذا كان موسى أمر بأن يقول لفرعون قولا لينا فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه وأمره بالمعروف في كلامه قال تعالى {وقولوا للناس حسنا} . (6)
(1) التيسير5/ 177 - 178.
(2)
التيسير5/ 31.
(3)
انظر التيسير 1/ 148، 152، 160، 161، 170، 188، 218 - 221، 250، 308، 375، 392.
(4)
طه: 43.
(5)
النحل: 125.
(6)
التيسير4/ 66 - 67 والآية من سورة البقرة رقم: 83.