الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الانفطار: قد تقدم الكلام فيه وفي نظيره في الحاقة والواقعة وغيرهما.
المنهج التفصيلي للمؤلف:
أولا: موقفه من أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:
يتعرض مكي لذكر السورة هل هي مكية أم مدنية فقط ولا يتعرض لعد الآي ولا المناسبات ونحو ذلك مثل قوله:
سورة طه مكية.
الأنبياء مكية.
وقال في سورة مريم بعد البسملة والتصلية:
وكان نزولها قبل أن يهاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة.
ثانيا: موقفه من العقيدة:
يلاحظ أن موقف مكي من قضية الصفات هو موقف السلف الصالح من إثباتها من غير تشبيه أو تأويل أو تحريف أو تعطيل:
قال في قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} (1): أي على عرشه ارتفع وعلا قال أبو عبيدة: استوى: علا، وقال غيره: استقر وقيل: معناه استولى وأحسن الأقوال في هذه: علا. والذي يعتقده أهل السنة ويقولونه في هذا أن الله جل ذكره فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه وله تعالى ذكره كرسي وسع السموات والأرض كما قال جل ذكره وكذلك ذكر شيخنا أبو محمد ابن أبي زيد رحمه الله وقد سأل رجل مالكا عن هذا
…
.فذكر أثر مالك المشهور في الاستواء. (2)
وقال مكي في معرض تفسير قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} (3): ما جاء في القرآن والأحاديث من النزول والمجيء غير ذلك مضافا إلى الله - جل ذكره - فلا يجب أن يتأول فيه انتقال ولا حركة على الله، إذ لا يجوز عليه ذلك، والحركة والنقلة إنما هما من صفات المخلوقين، وكل ما جاء من هذا، فإنما هو صفة من صفات الله لا كما هي من المخلوقين فأجرها على ما أتت، ولا تعتقد ولا تتوهم في ذلك أمرا مما شاهدته في الخلق، إذ ليس كمثله شيء.
(1) طه: 5.
(2)
الهداية 3/ 28.
(3)
الحاقة: 17.
ثم يقول: وقد قال جماعة من العلماء في وصف الله - جل ذكره - بالمجيء والإتيان والتنزل، إنها أفعال يحدثها الله متى شاء، سماها بذلك فلا تقدم بين يديه، ولا تكيف ولا تشبه، وتقول كما قال، وتنفي عنه - جل ذكره - التشبيه، ولا تعترض في شيء مما أتى في كتابه من ذلك، وما روي عن نبيه صلى الله عليه وسلم. (1)
وربما سلك مسلك التأويل فيما أشكل مثلما قال عند قوله {قدم صدق} (2)
ومعنى {قدم صدق} قال الضحاك: ثواب صدق، وقال مجاهد: الأعمال الصالحات، وهو اختيار الطبري، قال ابن عباس: أجرًا حسنا قدموا من أعمالهم وعن ابن عباس {قدم صدق} : ماتقدم لهم من السعادة في اللوح المحفوظ. وقال قتادة والحسن وزيد بن أسلم {قدم صدق} : هو محمد صلى الله عليه وسلم شفيع لهم.
والقدم في اللغة: على أربعة أوجه:
1 -
قدم الإنسان مؤنثة.
2 -
والقدم: السابقة والعامل الصالح مؤنثة أيضًا.
3 -
والقدم: الشجاع مذكر.
4 -
والقدم: المتقدم، مذكر أيضًا.
وفي الحديث "أن جهنم لاتسكن حتى يضع الجبار فيها قدمه"(3)
وفي رواية أخرى "حتى يضع الله فيها قدمه" قال الحسن: معناه حتى يجعل فيها الذين قدمهم لها، فيمن قدم الله إلى النار. والمؤمنون قدمهم إلى الجنة. ومن رواه:"حتى يضع الجبار" فمعناه ماذكرنا إن جعلت الجبار اسمًا لله، وقيل:
(1) الهداية ق: 226.
(2)
يونس: 2.
(3)
أخرجه البخاري - كتاب التفسير سورة ق: - باب {وتقول هل من مزيد} 8/ 594 - 595، عن أنس بلفظ:"حتى يضع قدمه فتقول: قط قط". وعن أبي هريرة بلفظ: "فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط". وعنه أيضًا بلفظ: "حتى يضع رجله فتقول قط قط قط".