الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يذكر غير هذا القول في تفسير الآية.
وفي قوله تعالى {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم} (1) ذكر قصتهم مع نبيهم حزقيل عن وهب بن منبه، وبعضها عن مقاتل.
وذكر فصلا مستقلا بعد أن فسر الآيات المتعلقة بطالوت فقال:
ذكر قصة التابوت وتمليك طالوت وقتل داود جالوت فقال: قال الطبري وغيره
…
فذكر أكثر من ثمان صفحات في ذلك.
وكذا في قوله تعالى {أو كالذي مر على قرية} (2) قال: ذكر ما قاله المفسرون في القصة
…
فذكر فصلا مستقلا فيها حوالي سبع صفحات.
وفي قوله {كلما دخل عليها زكريا المحراب} (3)
قال: ذكر القصة: كانت حنة بنت فاقود علت في السن
…
الخ
وذكر فصلا قال فيه:
ذكر جمل من أمر زكريا ويحيى عليهما السلام
…
فنقل فيه عن ابن إسحق وغيره حوالي ست صفحات.
ثامنا: موقفه من اللغة
(4):
وأما موقفه من اللغة فقد قدمنا أن تفسيره يعد من التفاسير اللغوية لأن الصناعة اللغوية تغلب عليه.
وهو يكثر النقل عن الفراء وأبي عبيدة والزجاج ونحوهم من أئمة اللغة.
قال في قوله تعالى {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم} (5):
وانتصبت {يتوب} لأن {أو} عاطفة على قوله {ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم} (6) وقيل {أو} هي التي تأتي بمعنى: حتى، في مثل قولك: لأدعون أو يستجاب لي. وليس بجيد لأن ذلك يقتضي نفي ملك الأمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غاية وأمد، وقوله سبحانه {ولله ما في السموات وما في الأرض} (7) تأكيد بيان لانفراده سبحانه بملك الخلق والأمر.
وفي تفسير قوله {ولا تلبسوا الحق بالباطل} (8) تكلم عن اللبس لغويا وفسر الآية بناء عليه.
وهو يطنب في المسائل اللغوية ويستدل بالشعر،
(1) البقرة: 243.
(2)
البقرة: 259.
(3)
آل عمران: 37.
(4)
انظر ابن ظفر الصقلي ص: 190 - 199.
(5)
آل عمران: 128.
(6)
آل عمران: 127.
(7)
آل عمران: 129.
(8)
البقرة: 42.
وقلما تخلو صفحة من بيت شعر أو أكثر، ومن ذلك قوله:
وسمي الدعاء عبادة لتذلل الداعي، والطريق المعبد هو الذي ذلل بالوطىء، والإبل إذا جربت عبدت جلودها بالهناء (1) قال الشاعر:
. . . . . . . .
…
وأقردت أقراد البعير المعبد
وقوله:
وأصل {نستعين} نستعون أي نسأل العون فنقلت كسرة الواو إلى العين فسكنت الواو وانقلبت لسكونها وانكسار ما قبلها ياء.
ويقول: ومن صنوف الفصاحة تقلب وجه الخطاب بين لفظي الغيبة والحضور قال الشاعر:
يالهف نفسي كان جدة خالد
…
وبياض وجهك للتراب الأعفر
وأطال في بيان لغويات الهدى واستشهد لبعض معانيه بقول الشاعر:
. . . . . . . .
…
وهادية الصوار قوامها
قال: والصوار القطيع من بقر الوحش
ويقول: وقال جرير:
أمير المؤمنين على صراط
…
إذا اعوج الموراد مستقيم
ومن ذلك قوله في معنى "آمين":
يارب لا تسلبني حبها أبدا
…
ويرحم الله عبدا قال آمينا
وهو يكثر من الرجز كقوله في تفسير {رزقوا منها من ثمرة رزقا} (2):
شبهت بالفاروق فافرق فرقه
…
وارزق عيال المسلمين رزقه
وقد تكلم عن الحروف التي في أوائل السور وعن موقعها من الإعراب وفائدتها في بداية سورة البقرة.
ومن كلامه عن وقوع المعرب في القرآن قال:
{والقناطير المقنطرة} (3) والقناطير جمع قنطار، فزعموا أنه بلسان الروم: ألف دينار، ولا ينكر توافر اللغتين في كلمات، ولا أعتقد أن في القرآن كلمة فما فوقها ليست عربية سوى الأسماء الأعلام العجمية، وإن صح أن العرب نطقت بكلمات من غير لغتها وفشا استعمالهم إياها فقد صارت بذلك الاستعمال الفاشي كلاما للعرب.
(1) الهِناء: القطران تقول هَنأت البعير بالفتح أهنؤه إذا طليته بالهناء (لسان العرب 6/ 4708).
(2)
البقرة: 25.
(3)
آل عمران: 14.