المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوجه الأول: أن القصة من جهة الإسناد لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم - موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام - جـ ٦

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الحجر

- ‌1 - شبهة: حول الورود على الصراط

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: بيان المعنى الصحيح لآية الحجر وأنه خاص في حق الكفار

- ‌الوجه الثاني: بيان معاني الورود

- ‌الوجه الثالث: بيان المعتقد الصحيح في أن النار لا يخلد فيها إلا الكفار

- ‌اولًا: من الكتاب:

- ‌ثانيًا: من السنة:

- ‌ثالثًا: الإجماع:

- ‌أقوال بعض الأئمة:

- ‌2 - شبهة: حول تبشير إبراهيم عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: أن هذا ليس بتعارض

- ‌الوجه الثاني: الحكمة في تخصيص سارة بالبشرى

- ‌الوجه الثالث: في بيان معنى البشرى

- ‌القول الأول: البشرى (إسحاق):

- ‌القول الثاني: البشرى إهلاك قوم لوط

- ‌القول الثالث: البشرى نبوته

- ‌القول الرابع: أنهم بشروه بإخراج محمد صلى الله عليه وسلم من صلبه، وأنه خاتم الأنبياء

- ‌سورة النحل

- ‌شبهة: الإكراه على الكفر

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: معنى الآية وسبب نزولها

- ‌الوجه الثاني: التفصيل في مسألة الإكراه

- ‌1 - جواز التلفظ بكلمة الكفر

- ‌2 - شروط الإكراه أربعة:

- ‌3 - استعمال المعاريض

- ‌الصبر على العذاب أفضل من التلفظ بالكفر

- ‌الوجه الثالث: الحكمة من جواز التلفظ بالكفر مع اطمئنان القلب بالإيمان

- ‌الوجه الرابع: بيان الكفر البواح في الكتاب المقدس خاصة مع الأنبياء

- ‌سورة الكهف

- ‌1 - شبهة: ادعاؤهم أن قصة أهل الكهف من الخرافات

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: من فوائد القصص في القرآن

- ‌الوجه الثاني: معرفة اليهود بهذه القصة

- ‌الوجه الثالث: عدم حجية الكتاب المقدس

- ‌الوجه الرابع: شهادة علم التاريخ والآثار على وقوع هذه القصة

- ‌الوجه الخامس: العثور على قرائن ومعالم للكهف

- ‌2 - شبهة: مغيب الشمس في بئر

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: معنى قوله تعالى: {وَجَدَهَا}

- ‌الوجه الثاني: معنى حرف الجر (في)

- ‌الوجه الثالث: تعدد معاني (في) في الكتاب المقدس

- ‌الوجه الرابع: معنى العين

- ‌الوجه الخامس: تحريفهم لما نقلوه عن البيضاوي

- ‌الوجه السادس: معاني الآية الكريمة

- ‌الوجه السابع: آيات سورة (يس) تزيل الإشكال

- ‌الوجه الثامن: وماذا عن الكتاب المقدس

- ‌سورة مريم

- ‌1 - شبهة: زكريا عليه السلام يخشى من الموالي

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: العلة من سؤال زكريا ربه

- ‌الوجه الثاني: سبب خوف زكريا

- ‌الوجه الثالث: زهد الأنبياء

- ‌الوجه الرابع: الأنبياء لا يورثون

- ‌2 - شبهة: انتباذ مريم عليها السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: من إعجاز القرآن الإجمال فيما لا فائدة من التفصيل فيه

- ‌الوجه الثاني: ذكر الآراء في سبب الانتباذ

- ‌الوجه الثالث: انتباذ مريم كما في الكتاب المقدس

- ‌3 - شبهة: صيام مريم عليها السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: ولادة مريم لعيسى عليه السلام

- ‌الوجه الثاني: من المنادي في الآية

- ‌الوجه الثالث: معنى الصوم في الآية

- ‌4 - شبهة: تكلم المسيح عليه السلام في المهد

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: أدلة إثبات الكلام لعيسى عليه السلام في المهد

- ‌أولًا من القرآن:

- ‌ثانيًا من السنة:

- ‌ثالثًا من المعقول:

- ‌الوجه الثاني: بيان الحكمة في كلام عيسى في المهد

- ‌الوجه الثالث: الرد على من زعم أن عيسى لم يتكلم في المهد

- ‌الوجه الرابع: بيان الحق في كلام الرازي

- ‌5 - شبهة: عن إسماعيل عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: فضل إسماعيل عليه السلام في القرآن والسنة

- ‌الوجه الثاني: الجواب عن الشبهات المذكورة

- ‌الوجه الثالث: ذكر إسماعيل عليه السلام في الكتاب المقدس

- ‌6 - شبهة: نزول جبريل عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: السبب الصحيح لنزول الآية

- ‌الوجه الثاني: أسئلة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة طه

- ‌1 - شبهة: الأقوال المختلفة في القصة الواحدة

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌2 - شبهة: خروج موسى عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: حكاية الله تعالى أقوال المخالفين ليس معناه إقرارها

- ‌الوجه الثاني: لماذا قال فرعون: (لتخرجنا) بضمير الجمع

- ‌الوجه الثالث: من الذي خرج من مصر

- ‌3 - شبهة: إضلال السامري

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني: أنه ليس نسبًا إلى شيء إنما اسمه هكذا

- ‌الوجه الثالث: أنه نسب لطائفة من اليهود

- ‌الوجه الرابع: (السامري) نسب إلى قرية اسمها السامرة

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الوجه السادس:

- ‌الوجه السابع:

- ‌سورة الأنبياء

- ‌1 - شبهة: حكم وعلم لوط عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: فضل نبي الله لوط عليه السلام في القرآن والسنة

- ‌الوجه الثاني: معنى الحكم والعلم الذي أعطيه لوط عليه السلام

- ‌الوجه الثالث: ومتى احتجنا إلى كتابكم المقدس

- ‌2 - شبهة: حكم داود وسليمان عليهما السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: فضل داود وسليمان في القرآن والسنة

- ‌أولًا: داود عليه السلام

- ‌ثانيًا: سليمان عليه السلام

- ‌الوجه الثاني: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

- ‌الوجه الثالث ماذا قالت التوراة عن داود وسليمان

- ‌3 - شبهة: حصب جهنم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: تحقيق الرواية

- ‌الوجه الثاني: الرد على الاعتراض

- ‌سورة الحج

- ‌1 - شبهة الغرانيق

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: أن القصة من جهة الإسناد لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثاني: الراجح عند أهل العلم أن المرسل ليس بحجة

- ‌الوجه الثالث: الأدلة من القرآن على بطلان هذه القصة

- ‌الوجه الرابع: الأدلة من السنة على بطلان واستحالة هذه القصة

- ‌الوجه الخامس: الأدلة من المعقول على بطلان القصة

- ‌الوجه السادس: في ذكر بعض كلام المحققين على هذه القصة:

- ‌الوجه السادس [*]: الاضطراب في متن الرواية

- ‌الوجه السابع: ولكن أهل العلم أجابوا عنها على فرض صحتها وقد أعاذنا الله من صحتها وهذه أجوبتهم عنها على فرض الصحة

- ‌2 - شبهة: ادعاؤهم أن الحج شعائره وثنية

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الإسلام جاء ليُحافظ على جناب التوحيد، ويقضي على الشرك خاصةً في الحج

- ‌الوجه الثاني: أن الله عز وجل هو الذي أمر بهذه الأعمال فكيف تكون وثنية

- ‌الوجه الثالث: لا ينبغى دائمًا البحث عن الحكمة من وراء العبادة بل الأصل السمع والطاعة

- ‌الوجه الرابع: توضيح حقيقة العبادة وماهيتها

- ‌الوجه الخامس: الوثنية ليست أمرًا أصليَّا عند العرب - ظلوا عليه آلاف السنين منذ نشأتهم - حتى يخاف محمد صلى الله عليه وسلم خوفًا شديدًا على تغييرها في الحج وغيره، بل هي أمر طارئ على العرب والأصل ملة إبراهيم

- ‌الوجه السادس: أعمال الحج عند الأنبياء عليهم السلام

- ‌الوجه السابع: مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لأمور الجاهلية في بعض أعمال الحج يدل على أن أعمال الحج محض عبادة

- ‌الوجه الثامن: النبي صلى الله عليه وسلم يلغي أمور الجاهلية في حجته صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه التاسع: التماس بعض الحكم من أعمال الحج

- ‌تقبيل الحجر:

- ‌الوجه العاشر: مقارنة بين‌‌ الحج في اليهوديةوالنصرانية والإسلام

- ‌ الحج في اليهودية

- ‌مقارنة بين الحج في اليهودية والنصرانية والإسلام:

- ‌خصوصية الحج في الإسلام:

- ‌سورة الفرقان

- ‌1 - شبهة: أساطير الأولين

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: إثبات كذبهم في هذا الادعاء من نفس كلامهم في الآية

- ‌الوجه الثاني: الضمير عائد على القرآن، وليس إلى أساطير الأولين حتى نقول أنه أثبت ذلك

- ‌الوجه الثالث: أن في الآية جوابًا وإنكارًا، وردًا على هذه الشبهة

- ‌الوجه الرابع: بيان كذبهم على الإمام الرازي، وأن هذا ليس من الأمانة في نقل الأخبار

- ‌2 - شبهة: إنكار أصحاب الرس

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: قصة أصحاب الرس ثابتة بالقرآن

- ‌الوجه الثاني: تحقيق القول في أصحاب الرس

- ‌الوجه الثالث: القصة في القرآن وأهميتها

- ‌أولًا: صفة القصص في القرآن:

- ‌ثانيًا: أقسام القصص في القرآن:

- ‌ثالثًا: أهمية (فوائد) القصص:

- ‌3 - شبهة: غرفة أم غرفات

- ‌الوجه الأول: ذكر المفرد ويراد به الجمع، هذا أسلوب من أساليب القرآن المعجز وهذا منه

- ‌الوجه الثاني: بيان معاني الغرفة، وأنها درجة عالية في الجنة

- ‌الوجه الثالث: بيان الحكمة في الجمع والإفراد في الآيتين

- ‌الوجه الرابع: بيان أن قوله تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} تقرأ {وَهمْ فِي الغرفة آمِنُونَ} فلا تعارض

- ‌سورة النمل

- ‌1 - شبهة آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار

- ‌الوجه الأول

- ‌بعض معاني (لعل) في اللغة العربية:

- ‌2 - شبهة: سليمان والجن والطير

- ‌الوجه الثاني: أقوال المفسرين في الآيات

- ‌الوجه الأول: التوراة والإنجيل محرفان

- ‌الوجه الثالث: منطق الطير

- ‌أولًا: أقوال المفسرين:

- ‌ثانيًا: تنزيه سليمان عليه السلام عن الكذب

- ‌1 - فضل سليمان عليه السلام في القرآن:

- ‌2 - فضل سليمان عليه السلام في السنة:

- ‌3 - وما العجب في أن يتكلم غير الإنسان

- ‌4 - كل الكائنات تسبح بحمده

- ‌الوجه الرابع: الجن من جنود سليمان عليه السلام

- ‌أولًا: من القرآن:

- ‌ثانيًا: من السنة:

- ‌3 - شبهة: الهدهد أعلم من سليمان النبي

- ‌الوجه الأول: أن التوراة والإنجيل محرفان

- ‌الوجه الثاني: تفسير الآيات، وبيان أن ما حدث من الهدهد وملكة سبأ صحيح

- ‌الوجه الثالث: هل الهدهد أعلم من سليمان عليه السلام

- ‌الوجه الرابع: بيان مدى علم سليمان عليه السلام

- ‌الوجه الخامس: سليمان عليه السلام في القرآن والسنة، وسليمان عليه السلام في الكتاب المقدس

- ‌4 - شبهة: خروج الدابة

- ‌الوجه الأول: التوراة والإنجيل محرفان. فكيف يحتج بهما

- ‌الوجه الثاني: أن الدابة ستخرج وتكون من علامات الساعة بنص القرآن

- ‌الوجه الثالث: إثبات خروج الدابة من السنة

- ‌الوجه الرابع: ما ورد في صفة الدابة

- ‌سورة القصص

- ‌1 - شبهة: قتل الصبيان واستحياء النساء

- ‌الوجه الثاني: القرآن أثبت أن القتل كان مرتين، وبيان الحكمة من ذلك

- ‌الوجه الأول: أن كتابكم محرف فلا يجوز الاعتراض به على القرآن

- ‌2 - شبهة: فرعون وهامان

- ‌الوجه الأول: الكتاب الذي بأيديكم محرف فلا يجوز الاعتراض به على القرآن المعجز المتواتر

- ‌الوجه الثاني: الإمام الرازي لم يقر هذا الكلام كما زعموا

- ‌الوجه الثالث: هامان كان في زمن فرعون بالقرائن الواضحة البالغة من القرآن والسنة

- ‌الوجه الرابع: هامان لقب وليس اسمًا لشخص

- ‌الوجه الخامس: الرموز الهيروغلوفية تثبت أن هامان كان في زمن فرعون

- ‌3 - شبهة: من التي التقطت موسى من اليم

- ‌الوجه الأول: التوراة التي بين أيديكم محرفة فلا يجوز الاحتجاج بها

- ‌الوجه الثاني: القرآن لم يثبت أن امرأة فرعون هي التي أخذته من البحر

- ‌الوجه الثالث: من الذي التقطه من آل فرعون

- ‌الوجه الرابع: التوراة لم تثبت أن ابنة فرعون هي التي التقطته وإنما أثبت أن الجواري هن اللواتي أخذنه

- ‌4 - شبهة: وجود امرأتين عند البئر

- ‌الوجه الأول: الكتاب الذي بين أيديكم محرف فلا يجوز الاحتجاج به

- ‌الوجه الثاني: القرآن أثبت أنهما امرأتان، والعبرة بما في القرآن، ولا عبرة بالمحرف الذي وقع في التوراة

- ‌الوجه الثالث: الآثار الواردة في الباب تدل على أنهما امرأتان

- ‌الوجه الرابع: قد يكون له أكثر من بنت، ولكن اثنتان منهما هما اللتان كانتا تسقيان

- ‌الوجه الخامس: القرآن الكريم أثبت صفة الصداق فالعبرة بما في القرآن

- ‌الوجه السادس: السنة النبوية دلت على ما دل عليه القرآن الكريم من صفة الصداق

- ‌5 - شبهة: حول قارون

- ‌الوجه الأول: الكتاب الذي بأيديكم محرف فلا يجوز الاعتراض به على القرآن

- ‌الوجه الثاني: قورح واحد أم اثنان

- ‌الوجه الثالث: القرآن أثبت أنه قارون فالعبرة بما في القرآن

- ‌الوجه الرابع: لا فرق بين قارون وقورح هما واحد

- ‌الوجه الخامس: من هو قارون

- ‌المبحث الأول: نبذة عنه

- ‌المبحث الثاني: درجة قرابته من موسى عليه السلام

- ‌سورة العنكبوت

- ‌شبهة: قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: إثبات أن قارون من قوم موسى

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث

- ‌الوجه الرابع

- ‌فائدة مهمة:

- ‌سورة لقمان

- ‌شبهة: إنكار شخصية لقمان الذي ذكر في القرآن

- ‌الوجه الأول: القرآن أثبت قصة لقمان فوجب الإيمان بها

- ‌الوجه الثاني: لا يجوز الاحتجاج بالتوراة والإنجيل وقد ثبت تحريفهما

- ‌الوجه الثالث: الصحيح أن لقمان كان حكيمًا وليس نبيًا، ولم يثبت عن حاله أو حياته أو تاريخه شيء سوى ما قصه علينا القرآن

- ‌الوجه الرابع: وماذا عن لقمان الذي في الإنجيل واسمه (لوكيوس)

- ‌سورة الأحزاب

- ‌1 - شبهة: مخاطبة الله عز وجل لنساء النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن

- ‌الوجه الأول: تفسير الآيات

- ‌الوجه الثاني: لماذا يأمر الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمور

- ‌الوجه الثالث: فضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم على سائر النساء

- ‌الوجه الرابع: لماذا لم تخاطب زوجات الأنبياء من قبل بمثل هذه الأمور

- ‌2 - شبهة: النهي عن دخول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الأول: التفسير الصحيح للآية

- ‌الوجه الثاني: سبب نزول هذه الآية

- ‌الأمر الأول: سبب نزول الحجاب:

- ‌الأمر الثاني: سبب نزول قوله: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ

- ‌الوجه الثالث: الرد على مزعوماتهم الباطلة

- ‌أولًا: يقولون: لماذا هذا الكلام؟ أليس يدل على تصرفات زوجاته مع الرجال بأمور لا تليق

- ‌ثانيًا: يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يقوم بالاهتمام بزوجاته جميعًا في آن واحد؛ فلا بد أن يحصل ما لا يحمد عقباه

- ‌ثالثًا: يقولون: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يستغيبون النبي ويدخلون بيوت نسائه

- ‌رابعًا: يقول: إنه لا يجوز للوحي أن يشتغل بمثل هذه الأمور وهل هذا كان في اللوح المحفوظ

- ‌3 - شبهة: كيف يضع الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه مع الله عز وجل

- ‌الوجه الأول: التفسير الصحيح للآية، ومعنى الأذى

- ‌الوجه الثاني: ذكر بعض الأمثلة من أذية المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر عقوبتهم

- ‌الوجه الثالث: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأعدائه وبأمته ورحمته في دعوته وأنه صلى الله عليه وسلم كان يتحمل الأذى إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله عز وجل

- ‌1 - رحمته صلى الله عليه وسلم بأعدائه:

- ‌2 - رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته:

- ‌3 - رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته:

- ‌الوجه الرابع: المسيح عليه السلام والمهتدون في الكتاب المقدس

- ‌سورة ص

- ‌1 - شبهة: قصة الخصم مع داود عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: ذكر هذه الروايات وبيان ضعفها

- ‌الوجه الثاني: تفسير الآيات

- ‌الوجه الثالث: فضل داود عليه السلام في القرآن والسنة

- ‌الوجه الرابع: داود وسليمان في التوراة والإنجيل

- ‌2 - شبهة: فتنة سليمان عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الثالث: أقوال المفسرين في معنى الآيات

- ‌الوجه الأول: لا ينبغي أن يحتج بما هو محرف ومبدل

- ‌الوجه الثاني: لا يجوز للإنسان أن يحتج بما لا يعتقده

- ‌الوجه الرابع: مكانة سليمان عليه السلام في الكتاب والسنة، مقارنة بما جاء عنه في الكتاب المقدس

- ‌3 - شبهة: ملك سليمان

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: أن التوراة والإنجيل محرفان

- ‌الوجه الثاني: لا يجوز احتجاجكم بالقرآن

- ‌الوجه الثالث: التفسير الصحيح للآية

- ‌الوجه الرابع: إثبات الملك لسليمان عليه السلام من القرآن والسنة

- ‌الوجه الخامس: لا غرو أن يأتي القرآن بشي، لم يذكره الكتاب المقدس

- ‌الوجه السادس: سليمان عليه السلام في الكتاب المقدس

- ‌4 - شبهة: أيوب عليه السلام حول الآية: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا}

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الثاني: لا يجوز احتجاجكم بالقرآن

- ‌الوجه الأول: التوراة والإنجيل محرفان

- ‌الوجه الثالث: أيوب عليه السلام في القرآن والسنة

- ‌أولًا: أيوب عليه السلام في القرآن

- ‌ثانيًا: فضل أيوب عليه السلام في السنة:

- ‌الوجه الرابع: أقوال المفسرين في هذه الآية

- ‌الوجه الخامس: بيان معنى الغضب ودرجاته، وما يذم منه وما لا يذم

- ‌الوجه السادس: أيوب عليه السلام في الكتاب المقدس

- ‌سورة غافر

- ‌شبهة: قتل الصبيان واستحياء النساء

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌سورة فصلت

- ‌1 - شبهة: بأي شيء أهلكت ثمود

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: في قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5)}

- ‌الوجه الثاني: (الطاغية) عاقر الناقة، والتاء فيه للمبالغة كرجل راوية وأهلكوا كلهم لرضاهم بفعله

- ‌الوجه الثالث: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5)}

- ‌الوجه الرابع: قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)}

- ‌الوجه الخامس: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)}

- ‌الوجه السادس: الصعقة: الهلاك يكون معها في الأحيان قطعة نار

- ‌2 - شبهة اختلاف الشرائع

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: التفسير الصحيح للآية

- ‌الوجه الثاني: بيان أن أصل الدين واحد والدليل على اختلاف الشرائع

- ‌المبحث الأول: إن الدين عند الله الإسلام

- ‌المبحث الثاني: أهداف الرسالات السماوية

- ‌أولًا: الدعوة إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، وهو توحيد الله

- ‌ثانيًا: الإيمان بالبعث والجزاء، وهو الهدف الثاني في دعوة الأنبياء والرسل

- ‌ثالثًا: الدعوة إلى العمل الصالح

- ‌المبحث الثالث: لكل أمة شرعةً ومنهاجًا

- ‌الوجه الثالث: ذكر بعض خصائص القرآن الكريم والإسلام

- ‌الوجه الرابع: بيان بعض أوجه الاتفاق والاختلاف في الشرائع

- ‌أولًا: الصلاة

- ‌1 - الصلاة في الشريعة الإسلامية:

- ‌ثانيًا: الصوم

- ‌1 - الصوم في الشريعة الإسلامية:

- ‌ثالثًا: الحج

- ‌1 - الحج في الشريعة الإسلامية:

- ‌2 - الحج عند اليهودية (العهد القديم):

- ‌3 - الحج في المسيحية (العهد الجديد):

- ‌الوجه الخامس: ما هي فائدة الإنجيل بعد التوراة؟ وما هي فائدة تكرار الأناجيل

- ‌سورة الشورى

- ‌1 - شبهة: استغفار الملائكة للبشر

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: أهمية إرسال الأنبياء والرسل

- ‌المبحث الأول: حاجة الناس للأنبياء والرسل:

- ‌المبحث الثاني: لماذا كان الرسل من البشر

- ‌المبحث الثالث: وظائف الرسل:

- ‌الوجه الثاني: علاقة الملائكة مع الصالحين من بني آدم

- ‌الوجه الثالث: آية الشوري خصصت بآية بغافر فلا تعارض

- ‌الوجه الرابع: الملائكة في سورة الشورى أعم من الملائكة في سووة غافر

- ‌الوجه الخامس: الاستغفار بمعنى طلب الهداية لهم، وليس لمغفرة ذنوبهم

- ‌الوجه السادس: لا يجوز الاستغفار للمشركين إذا ماتوا على الشرك

- ‌الوجه السابع: إثبات علاقة الملائكة بالبشر عندهم من الكتاب المقدس

- ‌2 - شبهة: هل سيُبصر العصاة والظالمون يوم القيامة أم لا

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الجمع بين قوله تعالى: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} وبين قوله تعالى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}

- ‌الوجه الثاني: الجمع بين قوله: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا}، وبين قوله سبحانه: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} وما في الباب من آيات

- ‌الوجه الثالث: أن أحوال ومواقف الناس تختلف يوم القيامة

- ‌سورة النجم

- ‌شبهة: حول قول الله {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: معنى اللمم

- ‌الوجه الثاني: تفسير الآية

- ‌الوجه الثالث: ليس في الآية دليل على الإباحة

- ‌الوجه الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من التهاون في اللمم وصغار الذنوب، وسماها (محقرات الذنوب)

- ‌الوجه الخامس: أن اللمم هي الصغائر دون الإصرار عليها

- ‌الوجه السادس: معنى الآية متكامل

- ‌الوجه السابع: الفواحش في الكتاب المقدس

- ‌سورة القمر

- ‌1 - شبهة: إنكار معجزة انشقاق القمر

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: القرآن أثبت وقوع معجزة انشقاق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثاني: قوله: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} دليل على وقوع هذه المعجزة

- ‌الوجه الثالث: تواتر هذه المعجزة عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الرابع: الإجماع على وقوع هذه المعجزة

- ‌الوجه الخامس: ذكر المعجزة في القرآن دليل على ثبوتها

- ‌الوجه السادس: ذكر الكتاب المقدس لأحداث لم يذكرها التاريخ

- ‌الوجه السابع: ماذا عن المعجزات ومعجزات يسوع كما في الكتاب المقدس

- ‌2 - شبهة: كيف كان هلاك عاد

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: لا تعارض بين اللفظين في اللغة (منقعر)، (خاوية) وما تعود عليهما:

- ‌معنى المنقعر في اللغة:

- ‌شبهة أخرى: هل النخل مذكر أم مؤنث

- ‌الوجه الثاني: لم يقل الله عز وجل (منقعرة)

- ‌الوجه الثالث: في قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} إنما ذكر رعاية للفواصل

- ‌سورة الرحمن

- ‌شبهة: تكرار {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: التكرار في لغة العرب

- ‌الوجه الثاني: التكرار في القرآن

- ‌الوجه الثالث: التكرار في سورة الرحمن

- ‌الوجه الرابع: النظر إلى التكرار في الكتاب المقدس

- ‌سورة الواقعة

- ‌شبهة: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: تفسير الآيات

- ‌الوجه الثاني: الرد على القول المزعوم

- ‌الوجه الثالث: إثبات الأفضلية للأولين على الآخرين

- ‌الوجه الرابع: التناقض في الكتاب المقدس

- ‌سورة الجمعة

- ‌شبهة: لماذا يجتمع المسلمون يوم الجمعة

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌أول من سمى يوم الجمعة وسبب تسميته

- ‌الوجه الثاني: لماذا اختار اليهود يوم السبت والنصاري يوم الأحد

- ‌سورة المنافقون

- ‌شبهة: {لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس:

- ‌سورة التغابن

- ‌شبهة: التقوى

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: تفسير الآيتين

- ‌الوجه الثاني: قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ناسخة لقوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}

- ‌الوجه الثالث: أن قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} بمعزل مما دل عليه قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}

- ‌الوجه الرابع: قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} محمول على التوحيد، وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} محمول على الأعمال

- ‌الوجه الخامس: الإسلام دين يسر وسعة

- ‌الوجه السادس: التكليف بالمستحيل ممنوع شرعًا

- ‌سورة التحريم

- ‌1 - شبهة: آية التحريم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: سياق ما ثبت في هذا

- ‌الوجه الثاني: سبب نزول الآية وتعدد السبب

- ‌الوجه الثالث: القصة المذكورة ليس فيها غدر بحفصة

- ‌الوجه الرابع: للرجل حق في أن يجامع زوجته في غير يومها

- ‌الوجه الخامس: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في عدم القسمة بين النساء

- ‌الوجه السادس: عدل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

- ‌الوجه السابع: الحكمة من عتاب النبي صلى الله عليه وسلم وبيان أنه حرامة وقربة وليس ذمًا

- ‌الرد على قولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما أحل الله

- ‌2 - شبهة: إسرار النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: كلمة بعض في اللغة

- ‌الوجه الثاني: المغزى الروحي من هذه القصة

- ‌الوجه الثالث: سبب نزول الآياتِ

- ‌الوجه الرابع: كل شيء في اللوح المحفوظ

- ‌3 - شبهة: مصير امرأة نوح عليه السلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: معنى كلمة (الأهل)

- ‌الوجه الثاني: معنى الأهل في قوله: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}

- ‌الوجه الثالث: القرآن بَيَّنَ عاقبة امرأة نوح عليه السلام

- ‌الوجه الرابع: المراد بالخيانة في قوله: {فَخَانَتَاهُمَا}

- ‌الوجه الخامس: مصير امرأة نوع ولوط عليهما السلام في الكتاب المقدس

- ‌سورة الحاقة

- ‌شبهة: معنى كلمة (الحاقة)

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: التفسير الصحيح للآيات

- ‌الوجه الثاني: علاقتها بما قبلها

- ‌الوجه الثالث: وماذا عن الكلام الغريب الموجود في الكتاب المقدس

- ‌سورة نوح

- ‌شبهة: أنَّ نوحًا عليه السلام يدعو للضلال

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الأصل في دعوة الأنبياء هداية الناس

- ‌الوجه الثاني: مدة دعوة نوح عليه السلام قومه استمرت دعوته تسعمائة وخمسين (950) سنة قبل الطوفان

- ‌الوجه الثالث: بيان معاملة قوم نوح له عند دعوتهم إلى عبادة الله وحده وطاعته

- ‌الوجه الرابع: شكاية نوح عليه السلام قومه لربه، وبيان إعراضهم مع علم الله بذلك

- ‌الوجه الخامس: بيان تكذيب قوم نوح له، وبيان عاقبة المكذبين

- ‌الوجه السادس: ما دعا نوح على قومه إلا بعد أن أعلمه الله أنهم لا يؤمنون

- ‌الوجه السابع: أنَّ للآية الكريمة عدة معانٍ يصح حمل الآية على أي معنى منها

- ‌الوجه الثامن: فضل نوح عليه السلام

- ‌الوجه التاسع: دعاء الأنبياء على الظالمين في الكتاب المقدس

- ‌سورة البلد

- ‌شبهة: القسم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول (إثبات قراءة):

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الوجه السادس:

- ‌الوجه السابع: (في قراءة لأقسم):

- ‌الوجه الثامن:

- ‌سورة الكوثر

- ‌شبهة: إن شانئك هو الأبتر

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني: معنى الأبتر:

- ‌الوجه الثالث: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- ‌الوجه الرابع: بيان بعض الأدلة على رحمة الله سبحانه وتعالى من القرآن والسنة

- ‌أولًا: من القرآن:

- ‌ثانيًا: من السنة:

- ‌الوجه الخامس: بيان بعض هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان خلقه لمن تعرض له بالأذي وكيف عامله صلى الله عليه وسلم

- ‌النموذج الأول: في رحلته إلى الطائف:

- ‌النموذج الثاني: الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم اعدل:

- ‌النموذج الثالث: الرجل الذي أخذ سيف النبي صلى الله عليه وسلم وهدده:

- ‌حكم الله عليهم بالكفر:

- ‌أولا: صفات الرب:

- ‌الرب جاهل:

- ‌‌‌الرب يسيئالأمانة:

- ‌الرب يسيئ

- ‌الرب شتام:

- ‌رب ينتقم بالزنا:

- ‌يسوع يأمر بالنفاق:

- ‌ثانيًا: بعض أمثلة في السب والشتم:

- ‌سفر اللعنات:

الفصل: ‌الوجه الأول: أن القصة من جهة الإسناد لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

‌1 - شبهة الغرانيق

‌نص الشبهة:

تحت عنوان: (وحي من الشيطان) كتب أعداء الإسلام ما يلي:

جاء في سورة الحج: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)} [الحج: 52]، حيث قالوا: قال المفسرون: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم لما كان في مجلس قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ، فألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدث به نفسه ويتمناه - وهو: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، فلما سمعت قريش فرحوا به، ومضى محمد صلى الله عليه وسلم في قراءته، فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها، وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين، وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت؛ ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده! .

قالوا: ونحن نسأل: كيف يقر محمد صلى الله عليه وسلم لوحدانية الله عز وجل ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم، ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان الشيطان ينطق على لسان كليهما؟

والجواب من وجوه:

‌الوجه الأول: أن القصة من جهة الإسناد لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

-.

الوجه الثاني: الراجح عند أهل العلم أن المرسل ليس بحجة.

الوجه الثالث: الأدلة من القرآن على بطلان هذه القصة.

الوجه الرابع: الأدلة من السنة على بطلان واستحالة هذه القصة.

الوجه الخامس: الأدلة من المعقول على بطلان القصة.

الوجه السادس: في ذكر بعض كلام المحققين على هذه القصة.

الوجه السابع: ولكن أهل العلم أجابوا عنها على فرض صحتها، وقد أعاذنا الله من صحتها.

وإليك التفصيل

الوجه الأول: أن القصة من جهة الإسناد لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 115

فالطريق المسندة عن ابن عباس رضي الله عنه شديدة الضعف وبقية الطرق مرسلة، وإليك بيان كل طريق وما فيه من علة.

أولا الرواية المسندة: عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى فلما بلغ آخرها سجد، وسجد المسلمون، والمشركون فأنزل الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} إلى قوله {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} يوم بدر. (1)

(1) ضعيف جدًا، وله طرق عن ابن عباس رضي الله عنه:

الطريق الأول: أخرجه الطبراني في الكبير (12450)، ، ومن طريقه الضياء في المختارة (84) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، وعبدان بن أحمد.

وأخرجه الضياء في المختارة (83) من طريق ابن مردويه، عن محمد بن أحمد بن إبراهيم عن علي بن الحسين بن الجنيد، عن أحمد بن محمد بن عاصم، وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/ 72) من طريق يوسف بن حماد، جميعهم (الحسين، وعبدان، وأحمد بن محمد بن عاصم، ويوسف بن حماد) عن أمية بن خالد، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فيما أحسب وذكره بهذا الشك فيه واختلف على شعبة في وصل الحديث وأرسله، فأخرجه عنه أمية بن خالد كما تقدم متصلًا، وخالفه جماعة فرووه عن شعبة بهذا الإسناد إلى ابن جبير مرسلًا وها هم:

1 -

محمد بن جعفر (وهو أثبت الناس في شعبة) أخرجه الطبري في تفسير سورة الحج آية (52) من طريق محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة به مرسلًا.

2 -

عبد الصمد، أخرجه الطبري من طريق ابن المثنى، حدثني عبد الصمد، عن شعبة به مرسلًا.

3 -

أبو داود الطيالسي، أخرجه ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير من طريق يونس بن حبيب، عن أبي داود عن شعبة به، فهؤلاء أصحاب شعبة الأثبات فيه، ومحمد بن جعفر هو ربيب شعبة، وهو المشهور بغندر، قال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم.

قلت: وتابعه اثنان من الأثبات على الإرسال، فثبت شذوذ أمية بن خالد ووهمه في الرواية.

الطريق الثاني: أخرجه الضياء في المختارة، فقال: أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم الخباز، أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم أخبرهم ابن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن موسى بن مردويه حدثني إبراهيم بن =

ص: 116

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= محمد حدثني أبو بكر محمد بن علي المقرئ البغدادي، ثنا جعفر بن محمد الطيالسي، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.

وهذا إسناد ضعيف فيه أبو بكر المقريء؛ واسمه محمد بن على بن الحسن أبو بكر المقريء ترجم له الخطيب في التاريخ (3/ 68) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال الألباني: مجهول الحال واختلف على عثمان بن الأسود، فأخرجه عنه أبو عاصم النبيل كما سبق متصلًا وأخرجه عنه يحيى القطان مرسلًا.

أخرجه الواحدي في أسباب النزول (1/ 209) فقال: أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو بكر بن حيان قال: أخبرنا أبو يحيى الرازي قال: أخبرنا سهل العسكري قال: أخبرنا يحيى (هو القطان) عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير به مرسلًا.

وإسناده صحيح إلى سعيد بن جبير، والقطان أحفظ من أبي عاصم ورواية أبي عاصم مقدمة على روايته، ثم إن إسناد الطريق الأول ضعيف.

الطريق الثالث: أخرجه الطبري فقال: حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس بنحوه،

قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري 1/ 263: هو إسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة، إن صح هذا التعبير! وهو معروف عند العلماء بـ "تفسير العوفي"، لأن التابعي - في أعلاه - الذي يرويه عن ابن عباس، هو "عطية العوفي". اهـ

ففي الإسناد محمد بن سعد قال الخطيب: كان لينًا (التاريخ 5/ 322، 323)

والده سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي ضعيف (تاريخ بغداد 9/ 126)

وعمه الحسين بن الحسن بن عطية متفق على ضعفه (تاريخ بغداد 8/ 29)

وأبوه الحسن بن عطيه وجده عطية العوفي ضعيفان مشهوران بالضعف (تهذيب التهذيب 2/ 272). فالطريق واهي لا يصلح للاعتبار.

الطريق الرابع: أخرجه ابن مردويه - نقلًا عن فتح الباري 8/ 439 من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وقال البزار: وإنما يروى هذا عن أبي صالح عن ابن عباس.

قلت: وإسناده ضعيف جدًا، والكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض كما قال الحافظ في التقريب (5901)، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

الطريق الخامس: عن ابن عباس ذكرها الحافظ بعد ذكر الطريق السابقة فقال فيما يعزوه لابن مردويه: وعن أبي بكر الهذلي، وأيوب عن عكرمة، عن ابن عباس.

وهذا إسناد ضعيف جدًا أبو بكر الهذلى إخباري متروك الحديث؛ كما في التقريب (8283)

ص: 117

ثانيًا: الروايات المرسلة:

أولًا: مرسل سعيد بن جبير وهو صحيح إليه، وقد سبق تخريجه مع طريق ابن عباس.

ثانيًا: مرسل محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا: "جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه فأنزل الله عليه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)} [النجم: 1، 2] فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} [النجم: 19، 20] ألقى عليه الشيطان كلمتين: تلك الغرنقة العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم بها ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد في آخر السورة وسجد القوم جميعا معه ورفع الوليد بن المغيرة ترابًا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخًا كبيرًا لا يقدر على السجود فرضوا بما تكلم به وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت وهو الذي يخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده إذ جعلت لها نصيبا فنحن معك قالا: فلما أمسى أتاه جبرائيل عليه السلام فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال: ما جئتك بهاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} [الإسراء: 73] إلى قوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)} [الإسراء: 75] فما زال مغمومًا مهمومًا حتى نزلت عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)} قال: فسمع من كان من المهاجرين بأرض

= وأيوب هو السختياني والظاهر أن الراوي قرن أيوب مع أبي بكر في رواية أصل الحديث لا في هذه الزيادة ومما يبين ذلك أن البخاري أخرج رواية أيوب للحديث برقم (4862: 1071) من غير ذكر ولا إشارة لقصة الغرانيق فظهر بهذا أنها ليست من رواية أيوب ولكن الراوي قرنه معه في قصة السجود فقط.

الطريق السادس: ذكرها الحافظ وعزاها لابن مردويه من طريق سليمان التيمي عمن حدثه عن ابن عباس به، وهذه رواية ظاهرة الانقطاع ومن ثم قال الحافظ في الفتح 8/ 439 بعد ذكر هذه الطرق: وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع.

وكلام ابن حجر هذا يؤيد ما رجحناه من شذوذ الطريق الموصولة، وأن المحفوظ الطريق المرسل.

ص: 118

الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا كلهم فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا: هم أحب إلينا فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان" (1)

ثالثًا: مرسل محمد بن كعب القرظي:

قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه، وشق عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من عند الله تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب به بينه وبين قومه وكان يسره مع حبه وحرصه عليهم أن يلين له بعض ما غلظ عليه من أمرهم حين حدث بذلك نفسه وتمنى وأحبه فأنزل الله:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 1، 2]، فلما انتهى إلى قول الله {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} [النجم: 19، 20] ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمنى أن يأتي به قومه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتضى فلما سمعت قريش ذلك فرحوا وسرهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم فأصاخوا له والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم ولا يتهمونه على خطأ ولا وهم ولا زلل فلما انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها فسجد المسلمون بسجود نبيهم تصديقًا لما جاء به واتباعًا لأمره وسجد من في المسجد من المشركين من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة فإنه كان شيخًا كبيرًا فلم يستطع فأخذ بيده حفنة من البطحاء فسجد عليها ثم تفرق الناس من المسجد وخرجت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم يقولون: قد ذكرنا محمد آلهتنا بأحسن الذكر وقد زعم فيما يتلو أنه الغرانيق العلى وأن شفاعتهن ترتضى وبلغت السجدة من بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله

(1) ضعيف. أخرجه الطبري 9/ 174، قال: حدثنا القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثنا حجاج عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس به.

وهو مع الإرسال إسناده ضعيف فيه أبو معشر اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي قال الحافظ في التقريب (ت 7100): ضعيف من السادسة أسن واختلط والحسين بن داود المصيصي يلقب سُنَيد ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 236) وقال: قال النسائي: الحسين بن داود ليس بثقة، وقال أبو داود لم يكن بذاك.

والقاسم بن الحسن ذكره صاحب معجم شيوخ الطبري (47) وقال: لم أعرفه. ولم يعرفه الشيخ أحمد شاكر.

ص: 119

- صلى الله عليه وسلم وقيل: أسلمت قريش فنهضت منهم رجال وتخلف آخرون وأتى جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله وقلت ما لم يقل لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وخاف من الله خوفًا كبيرًا فأنزل الله تبارك وتعالى عليه وكان به رحيمًا يعزيه ويخفض عليه الأمر ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبي تمنى كما تمنى ولا أحب كما أحب إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته أي فأنت كبعض الأنبياء والرسل فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية فأذهب الله عن نبيه الحزن وأمنه من الذي كان يخاف ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه من ذكر آلهتهم أنها الغرانيق العلى وأن شفاعتهن ترتضى يقول الله حين ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إلى قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [النجم: 26] أي فكيف تنفع شفاعة آلهتكم عنده فلما جاءه من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه قالت قريش: ندم محمد على ما كان من منزلة آلهتكم عند الله فغير ذلك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسوله قد وقعا في فم كل مشرك فازدادوا شرًا إلى ما كانوا عليه". (1)

رابعًا: مرسل أبي العالية قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك فإنه يأتيك أشارف العرب فإذا رأوا

(1) ضعيف. أخرجه الطبري 9/ 174، فقال: حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب به.

قلت: وإسناده ضعيف جدًّا، وفيه محمد بن حميد بن حيان الرازي (ضعفه جمهور النقاد)، قال أبو نعيم بن عدي: سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدًا وأنه يحدث بما لم يسمعه وأنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين وقال النسائي: ليس بشيء، وقال مرة: كذاب، وقال ابن حجر: حافظ ضعيف. اهـ من تهذيب التهذيب 9/ 114، وتقريب التهذيب (5834)، وفيه أيضًا محمد بن إسحاق: مدلس؛ وقد عنعن.

ص: 120

جلساءك أشراف قومك كان أرغب لهم فيك قال: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترجى مثلهن لا ينسى قال: فسجد النبي صلى الله عليه وسلم حين قرأها وسجد معه المسلمون والمشركون، فلما علم الذي أجري على لسانه كبر ذلك عليه فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)} (1)

خامسًا: مرسل الضحاك قال الضحاك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} الآية: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنزل الله عليه في آلهة العرب فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها فسمع أهل مكة نبي الله يذكر آلهتهم ففرحوا بذلك ودنوا يستمعون فألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم: "تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فأنزل الله عليه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} إلى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (2)

سادسًا: مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن: عن ابن شهاب أنه سئل عن قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} ، قال ابن شهاب: ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} [النجم: 1]، فلما بلغ

(1) مرسل صحيح الإسناد. أخرجه الطبري 9/ 174، فقال حدثنا ابن عبد الأعلى، قال ثنا المعتمر، قال: سمعت داود (هو ابن أبي هند)، عن أبي العالية به.

وأخرجه من وجه آخر عن حماد بن سلمة، عن داود به، وإسناده صحيح إلى أبي العالية، وأبو العالية هو رفيع بن مهران ثقة من الطبقة الثانية وهو كثير الإرسال والمرسل كما هو معلوم ضعيف لكن ثبت هذا القول إلى أبى العالية ولم يتعده.

(2)

موضوع. أخرجه الطبري 9/ 174، قال: حُدِّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك، وذكره.

وهذا إسناد منقطع فالطبري لم يذكر شيخه، والحسين هو ابن الفرج يعرف بابن الخياط، قال ابن معين: كذاب يسرق الحديث، وقال في رواية ابن أبي حاتم: كذاب صاحب سكر شاطر، وقال أبو زرعة: ذهب حديثه اهـ، وقال ابن حجر: وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة أيام أبي الوليد ثم تركه وقول الذهبي مشاه غيره ما علمت من عنى. اهـ من لسان الميزان (2/ 307).

ص: 121

{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} [النجم: 19، 20]، قال: إن شفاعتهن ترتجى وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا بذلك فقال لهم: إنما ذلك من الشيطان فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} حتى بلغ فينسخ الله ما يلقي الشيطان. (1)

سابعًا: مرسل ابن شهاب قال: أنزلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم، والشر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم، وأحزنه ضلالهم فكان يتمنى هداهم فلما أنزل الله سورة النجم قال:{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21)} ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وذلت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا: إن محمدًا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلًا كبيرًا فرفع على كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الآية الذي ألقى الشيطان في مسامع المشركين فاطمأنت أنفسهم لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثهم به الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السورة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين عثمان بن مظعون، وأصحابه، وتحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم

(1) مرسل صحيح الإسناد. إلى قائله أخرجه الطبري 9/ 175، قال: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب به، وهذا إسناد صحيح، وأبو بكر تابعي من الطبقة الثالثة مرسله واهي. ومراسيل الزهري واهية كما قال ابن أبي حاتم.

ص: 122

وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه وحدثوا أن المسلمين قد أمنوا بمكة فأقبلوا سراعًا، وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته، وحفظه من الفرية، وقال الله:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)} فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم، وعداوتهم المسلمين واشتدوا عليهم. (1)

ثامنًا: عن موسى بن عقبة في قصة الذين خرجوا إلى أرض الحبشة وفيها:

وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل ما يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله هو وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم وأحزنته ضلالتهم وكان يتمنى هداهم، فلما أنزل الله عز وجل سورة النجم قال:{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله عز وجل آخر الطواغيت فقال: وإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى.

وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة، وزلت بها ألسنتهم وتباشروا بها، وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد، وسجد كل من حضر من مسلم أو مشرك، غير أن الوليد بن المغيرة وكان شيخًا كبيرًا رفع ملء كفيه ترابًا فسجد عليه، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود بسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين، وأما المشركون

(1) مرسل. أخرجه ابن أبي حاتم (كما قال ابن كثير في التفسير 3/ 308): فقال: حدثنا موسى بن أبي موسى الكوفي، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب به. قلت: ومراسيل ابن شهاب واهية.

ص: 123

فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما ألقي في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم وحدثهم الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة، فسجدوا لتعظيم آلهتهم، وفشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة، ومر بها من المسلمين عثمان بن مظعون وأصحابه، وحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه، وحدثوا أن المسلمين قد آمنوا بمكة، فأقبلوا سراعًا وقد نسخ الله عز وجل ما ألقى الشيطان وأحكم الله آياته وحفظها من الباطل، فقال الله عز وجل:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} فلما بين الله عز وجل قضاءه وبرأه من سجع الشيطان، انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم على المسلمين واشتدوا عليهم. (1)

تاسعًا: مرسل قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أن لا يعيب الله آلهة المشركين فألقى الشيطان في أمنيته فقال: إن الآلهة التي تدعي أن شفاعتها لترتجي وإنها للغرانيق العلى فنسخ الله ذلك وأحكام الله آياته {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19)} حتى بلغ {مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 23]، قال قتادة: لما ألقى الشيطان ما ألقى قال المشركون: قد ذكر الله آلهتهم بخير ففرحوا بذلك فذكر قوله: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (2)

(1) معضل، وإسناده حسن إلى موسى بن عقبة. أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد قال: أنبأنا أبو بكر بن عتاب قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة في كتاب المغازي، وذكره مطولًا.

قلت: وموسى بن عقبة من الطبقة الخامسة، فجُلّ روايته عن التابعين وأتباع التابعين، فأنَّى له برواية مثل هذا، وقد حدّث بهذا على طريقة الإخباريين وأصحاب المغازي، ولم يسند ما قاله، فالإعضال في الرواية شديد.

(2)

معضل، وهو صحيح الإسناد إليه. أخرجه الطبري من طريق ابن عبد الأعلى، عن أبي ثور. ومن طريق الحسن، عن عبد الرزاق كلاهما - أبو ثور، وعبد الرزاق - عن معمر، عن قتادة به، وإسناده إلى قتادة ظاهره الصحة ولكنه مرسل، وقتادة من الطبقة الرابعة ومراسيله واهية.

ص: 124

عاشرًا: مرسل عروة بن الزبير: عن عروة بن الزبير في قصة مهاجري الحبشة قال: وقال المشركون من قريش: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه، وأصحابه فإنه لا يذكر أحدًا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، فلما أنزل الله عز وجل السورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهن لمن الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى، وذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك، وذلت بها ألسنتهم، واستبشروا بها، وقالوا: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد رجع إلى دينه الأول، ودين قومه، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التي فيها النجم سجد، وسجد معه كل من حضر من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلًا كبيرًا فرفع على كفه ترابًا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين على غير إيمان ولا يقين، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين، وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثهم الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة فلما سمع عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مسعود، ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس قد أسلموا وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه أقبلوا سراعًا، وكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه، فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها جبريل عليه السلام وقال: معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال: أطعت الشيطان، وتكلمت بكلامه، وشركني في أمر الله فنسخ الله عز وجل ما ألقى الشيطان وأنزل عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ

ص: 125

وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)}، فلما برأه الله من سجع الشيطان، وفتنته انقلب المشركون بضلالهم، وعداوتهم، وبلغ المسلمين ممن كان بأرض الحبشة، وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم، والجوع، والخوف خافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار. . . . الحديث. (1)

الحادى عشر: مرسل المطلب بن عبد الله بن حنطب ومحمد بن فضالة الظفري

قالا: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفًا عنه فجلس خاليًا فتمنى فقال ليته لا ينزل علي شيء ينفرهم عني وقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يومًا مجلسًا في نادٍ من تلك الأندية حول الكعبة، فقرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} حتى إذا بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم رسول صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها، وسجد وسجد القوم جميعًا، ورفع الوليد بن المغيرة ترابًا إلى جبهته فسجد عليه، وكان شيخًا كبيرًا لا يقدر على السجود، ويقال إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ ترابًا فسجد عليه رفعه إلى جبهته، وكان شيخًا كبيرًا فبعض الناس يقول إنما الذي رفع التراب الوليد، وبعضهم يقول أبو أحيحة، وبعضهم يقول كلاهما جميعًا فعل ذلك فرضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، وأما إذ جعلت لها نصيبًا فنحن معك، فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم حتى جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه السورة فقال جبريل: جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله

(1) ضعيف مع إرساله. أخرجه الطبراني في الكبير (8316) فقال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة به. قلت: وإسناده ضعيف، وفيه علتان: الإرسال، وابن لهيعة ضعيف، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 172): أخرجه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة.

ص: 126