الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الخامس: بيان بعض هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان خلقه لمن تعرض له بالأذي وكيف عامله صلى الله عليه وسلم
-.
وفي هذا الوجه أسوق بعض الأمثلة لترى كيف كانت معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لمن تعرض له بالأذى سواء بالكلام أو بالفعل وتستطيع من خلالها أن ترى خلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان لا ينتقم لنفسه وكان يصبر ويتحمل الأذى في مقابل دعوة الله عز وجل إلا أن تنتهك محارم الله فكان غضبه لله سبحانه.
النموذج الأول: في رحلته إلى الطائف:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهُ [عروة] أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ: "لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ الله قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الجبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ لَا يُشركُ بِهِ شَيْئًا"(1).
النموذج الثاني: الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم اعدل:
في حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه قَالَ أَتَى رَجُل رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِالجعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلَالٍ فِضَّة وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا يُعطِي النَّاسَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ قَالَ ويلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رضي الله عنه دَعْنِي يَا رَسُولَ الله فَأَقْتُلَ هَذَا المنافِقَ فَقَالَ مَعَاذَ الله أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي إِنًّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يجاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ" (2).
النموذج الثالث: الرجل الذي أخذ سيف النبي صلى الله عليه وسلم وهدده:
(1) أخرجه البخاري (3231)، مسلم (1795).
(2)
أخرجه البخاري (3610)، مسلم (1063) واللفظ له.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاة فَنَزَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَالَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ قَالَ فَقَالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِم فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِم عَلَى رَأْسِي فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ فَقَالَ لِي مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ قُلْتُ الله ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ قُلْتُ الله قَالَ فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم". (1)
النموذج الرابع: الرجل الذي جذب النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أثَرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ مُرْ لِي مِنْ مَالِ الله الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. (2)
الوجه السادس: أن من تكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم بشىء فيه ذم فقد حول الله ذلك كرامة وقربة لصاحبه شريطة أن يكون مسلمًا، لأنه لا يستحق ذلك اللعن، وهذا من خصوصيته صلى الله عليه وسلم.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
1 -
من طريق أَبِي صَالِحٍ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأيُّمَا رَجُلٍ مِنْ المُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْته أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكاةً وَرَحْمَةً"(3).
2 -
من طريق الْأَعْرَجِ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللهمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ فَإِنَّمَا أَنَا بَشرٌ فَأَيُّ المُؤْمِنِينَ آذَيْته شَتَمْتُهُ لَعَنْته جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكاةً وَقُرْبَةً تُقَرُّبهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(4)
3 -
من طريق سَالِمٍ مَوْلَى النَّصْرِيِّينَ عنه أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهمَّ إِنَّمَا مُحَمَّد بَشرٌ يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ وَإِنِّي قَدْ اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ آذَيْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ
(1) أخرجه البخاري (4135)، مسلم (843) واللفظ له.
(2)
أخرجه البخاري (5809)، مسلم (1057).
(3)
أخرجه مسلم (2601).
(4)
أخرجه مسلم (2601).
أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (1).
من طريق سَعِيدُ بْنُ المسَيَّبِ عَنْه أَنَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللهمَّ فَأيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(2).
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّما أَنَا بَشَرٌ وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي عز وجل أَيُّ عَبْدٍ مِنْ المسْلِمِينَ سبَبْته أَوْ شَتَمْته أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ زَكاةً وَأَجْرًا"(3).
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كانت عند أم سليم يتيمة، وهي أم أنس، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة، فقال:"آنت هيه؟ لقد كبرت، لا كبر سنك" فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك؟ يا بنية قالت الجارية: دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم، أن لا يكبر سني، فالآن لا يكبر سني أبدا، أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها، حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لك يا أم سليم" فقالت: يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال: "وما ذاك؟ يا أم سليم" قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها، ولا يكبر قرنها، قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه، من أمتي، بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهورا وزكاة، وقربة يقربه بها منه يوم القيامة". (4)
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا، فَلَمّا خَرَجَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي، قُلْتُ: اللهمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ المُسْلِمِينَ لَعَنْته أَوْ سَبَبْته فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكاةً وَأَجْرًا" (5).
(1) أخرجه مسلم (2601).
(2)
أخرجه البخاري (6361)، مسلم (2601).
(3)
أخرجه مسلم (2602).
(4)
أخرجه مسلم (2603).
(5)
أخرجه مسلم (2600).
الوجه السابع: جزاء من يتعرض بالأذى للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} [الأحزاب: 57].
قال ابن كثير: يقول تعالى مهددا ومتوعدا من آذاه بمخالفة أوامره وارتكاب زواجره وإصراره على ذلك وآذى رسوله بعيب أو تنقص، عياذا بالله من ذلك.
ثم قال: والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء ومن آذاه فقد آذى الله ومن أطاعه فقد أطاع الله (1).
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)} [التوبة: 61].
قال القاضى عياض: قد تقدم من الكتاب والسنة وإجماع الأمة ما يجب من الحقوق للنبي صلى الله عليه وسلم وما يتعين من له بر وتوقير وتعظيم وإكرام وبحسب هذا حرم الله تعالى أذاه في كتابه وأجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابِّه قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} وقال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53](2).
قال القاضى عياض: اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كما نبينه ..... وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه
(1) تفسير ابن كثير 11/ 240.
(2)
الشفا 2/ 225.
أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائز والمعهودة لديه وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جر.
وقال أبو بكر بن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وممن قال ذلك مالك بن أنس والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي.
قال القاضي أبو الفضل: وهو مقتضى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولا تقبل توبته عند هؤلاء المذكورين وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأهل الكوفة والأوزاعي في المسلم لكنهم قالوا: هي ردة روى مثله الوليد بن مسلم عن مالك.
وحكي الطبري مثله عن أبي حنيفة وأصحابه فيمن تنقصه صلى الله عليه وسلم أو برئ منه أو كذب، وقال سحنون فيمن سبه: ذلك ردة كالزندقة.
وعلى هذا وقع الخلاف في استتابته وتكفيره وهل قتله حد أو كفر
…
ولا نعلم خلافًا في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره وأشار بعض الظاهرية - وهو أبو محمد علي بن أحمد الفارسي إلى الخلاف في تكفير المستخف به.
والمعروف ما قدمناه قال محمد بن سحنون: أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر.
وقال أحمد بن أبي سليمان صاحب سحنون: من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسود يقتل. وقال في رجل قيل له: لا وحق رسول الله فقال فعل الله برسول الله كذا وكذا - وذكر كلاما قبيحا فقيل له: ما تقول يا عدو الله؟ فقال أشد من كلامه الأول ثم قال: إنما أردت برسول الله العقرب فقال ابن أبي سليمان للذي سأله: اشهد عليه وأنا شريكك - يريد في قتله وثواب ذلك.
قال حبيب بن الربيع: لأن ادعاءه التأويل في لفظ صراح لا يقبل لأنه امتهان وهو غير معزز لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا موقر له فوجب إباحة دمه.
وأفتى أبو عبد الله بن عتاب في عشار قال لرجل: أد واشك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن سألت أو جعلت فقد جهل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم - بالقتل.
وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم التفقه الطليطلي وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم وختن حيدرة وزعمه أن زهده