الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجعوا إلى بلادهم وعرفوا بأنهم حجاج، وهي مجرد عادات واختراعات من رجال الدين ليوظفوا هذا الحدث الارتجالي الذي لا أصل له في دينهم.
(2)
الحج إلى مدينة (تريفس):
وهي مدينة ألمانية يعتقد أن بها قميص المسيح الذي كان يرتديه، وقد جذبت هذه الإشاعة ملايين المسيحيين حتى بلغ عدد حجاجهم إليها سنة 1814 م أكثر من مليون، وما يزالون يقصدونها حتى الآن، فالشائعات تصنع المناسك وهي تضاف إلى الخبرات الوثنية والتجارب الأممية التي أدخلت طقوسها في هذه الأديان.
(3)
الحج إلى كنيسة (لودره) بفرنسا:
والحج إليها ناتج عن إشاعة تقول أن العذراء ظهرت لاثنين من رعاة مدينة لودره، وعلى مقربة من الكنيسة عين ماء يعتقدون أنه ماء مبارك يشفي المرضى وذوي العاهات، فيشربون منه ويرسلونه إلى كل أقطار الأرض ليتبرك به الشاربون ويستشفي به المرضى، وهي تشبه الخرافات التي أشاعها بعض جهلة المسلمين حول بعض مقابر أولياء الله الصالحين، وبناءً عليه أقاموا طقوسًا وعادات يأتكلون منها مستغلين عواطف البسطاء وحبهم الفطري لأهل الله، فإن حب الصالحين وأولياء الله واحترامهم من الدين، ولكن ما يقام لهم من احتفالات هي في أصلها مخالفة جوهرية لدين الإسلام، وهو أمر لا يقبله عقل ولا يسانده نص من دين الله.
مقارنة بين الحج في اليهودية والنصرانية والإسلام:
يحسن بنا أولًا أن نقرر في هذا الصدد مسألة محورية في فهم شعيرة الحج في الإسلام، فالحج في الإسلام شعيرة بدنية ومالية جوهرها الانصياع الكامل لأوامر الله ونواهيه يطوف المسلم حيث أمر الله، ولا يطوف حيث نهى ويقبل حيث أمر ولا يقبل حيث نهى، إن القضية ليست قضية جنس حتى يقال إنها إحياء وثنيات قديمة ولا هي قضية تقليد، فليس عند القوم مثل هذه الشعيرة، إنما هو التجرد الكامل والانصياع التام حيث الفعل حين نؤمر والترك حيث ننهى، وفيما يلي مقارنة بين الحج في الإسلام وما يسمى بالحج في اليهودية والنصرانية:
1 -
وأول الفوارق التي يتبين منها مدى هذا التطور أن الحج في بني إسرائيل إنما كان وسيلة لتدعيم سلطان الهيكل وكهانه، وإنما كان في أهم مناسكه فرصة لتزويد أولئك
الكهان بالضرائب والإتاوات والقرابين، وقد صرحت بذلك مأثوراتهم كما رووها في العهد القديم، وفيه: وَإِذَا قَرَّبَ أَحَدٌ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ، يَكُونُ قُرْبَانُهُ مِنْ دَقِيق. وَيَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا، وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لُبَانًا. 2 وَيَأْتِي بِهَا إِلَى بَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ، وَيَقْبِضُ مِنْهَا مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْ دَقِيقِهَا وَزَيْتِهَا مَعَ كُلِّ لُبَانِهَا، وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ تَذْكَارَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 3 وَالْبَاقِي مِنَ التَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ (اللاويين 2/ 2: 1).
والحج في الإسلام ليس لجمع الإتاوات ولا لإثراء رجال الدين، إنما هو سياحة روحية وبدنية لبيت الله الحرام وتلبية لنداء الحق على لسان إبراهيم عليه السلام {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)} [الحج: 27]، فهو إحياء للحنيفية الحقة وإقصاء ما علق بها من شوائب الوثنية الجاهلية.
فالحج في الإسلام إحياء الحنيفية الحقة وإحياء لحج الأنبياء من قبل، فلسنا بدعًا في الحج فهو شريعة الله لرسله، ولكن اليهود والنصارى ضيعوا شريعة الله وألبسوها ثوب الزور والبهتان.
2 -
ومن أكبر الفوارق بين الحج كما دان به بنو إسرائيل وبين فريضته التي دان بها الإسلام أن مواسم الحج الإسرائيلية كلها مواسم زرع وحصاد. . . وفي جميع هذه الزيارات تؤدى الإتاوة لكهان الهيكل (ولا تظهروا أمامي فارغين).
3 -
ومن سخافات المبشرين والمستشرقين أنهم يأخذون على الإسلام رمي الجمرات وينسون أن شعائر الضحية كما يرتبها الكهان الإسرائيليون تتجاوز الاعتراف بوجود الشيطان إلى تقديم القربان إليه، فإذا كان يوم الكفارة جاءوا بجديين وفضلوا أحدهما بالقرعة فتقربوا به إلى الله ثم تقربوا بالآخر إلى عزازيل أي الشيطان، وأبعد من ذلك عن نزاهة التوحيد أنهم يتصورون الذبيحة طعامًا للإله عز وجل، فيقولون إنه سبحانه يتنسم رائحة الرضى وإنها سرور له ومتاع، ومحال أن يدخل في عقل عاقل أن من التشريع الإسلامي أن يتقرب العبد بقربانين، أحدهما للإله والآخر لروح الشر المناوئة للإله، فإن الإسلام رفض