الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثالث: القصة المذكورة ليس فيها غدر بحفصة رضي الله عنها.
الوجه الرابع: للرجل حق في أن يجامع زوجته في غير يومها.
الوجه الخامس: خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في عدم القسمة بين النساء.
الوجه السادس: عدل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
الوجه السابع: الحكمة من عتاب النبي صلى الله عليه وسلم وبيان أنه كرامة وقربة وليس ذمًا.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: سياق ما ثبت في هذا
.
عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه فأنزل الله عز وجل {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلى آخر الآية. (1)
وعن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة: "لا تخبري أحدًا وإن أم إبراهيم علي حرام فقالت: أتحرم ما أحل الله لك؟ قال: فوالله لا أقربها قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة قال: فأنزل الله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (2).
الوجه الثاني: سبب نزول الآية وتعدد السبب
للآية أكثر من سبب نزول وهذا لا مانع فيه مطلقًا
1 -
تحريم النبي صلى الله عليه وسلم مارية على نفسه وقد سبق بيان ذلك.
2 -
تحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه العسل.
وقد حدث ذلك في أكثر من واقعة:
1 -
عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها
(1) صحيح. أخرجه النسائي في الكبرى (8907)، وفي الصغرى (3959)، والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن حجر في الفتح (9/ 288)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (3959).
(2)
أورده ابن كثير في تفسيره (4/ 495) بإسناده للهيثم بن كليب وقال: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
عسلًا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد فيك ريح مغافير (1) أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقلت له ذلك فقال: "بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} لعائشة وحفصة إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه. لقوله بل شربت عسلًا". (2)
2 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العسل والحلواء وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت فسألت عن ذلك؛ فقيل أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح التي أجد منك؛ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحلة العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة: فو الله ما هو إلا أن أقام على الباب فأردت أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: لا. قالت في هذه الريح التي أجد منك؟ قال: سقتني حفصة شربة عسل. فقالت: جرست نحلة العرفط فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال لا حاجة لي فيه. قالت: تقول سودة: والله لقد حرمناه قلت لها: اسكتي"(3).
(1) قال النووي في شرح مسلم (5/ 333)(مغافير) هو جمع مغفور وهو صمغ حلو كالناطف وله رائحة كريهة ينضحه الشجر يقال له العرفط يكون بالحجاز، وقيل: إن العرفط نبات له ورقة عريضة تفترش على الأرض له شوكة حجناء وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر القميص خبيث الرائحة قال أهل اللغة: العرفط من شجر العضاة وهو شجر له شوك، وقيل: رائحته كرائحة النبيذ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن توجد منه رائحة كريهة.
(2)
أخرجه البخاري (4966)، ومسلم (1474).
(3)
أخرجه البخاري (4967)، ومسلم (1474).