الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا على سبيل المثال لا الحصر فكيف يحتج علينا بما هو محرف.
الوجه الثاني: القرآن لم يثبت أن امرأة فرعون هي التي أخذته من البحر
.
فقد اعترض علينا بفهم خاطئ للآية فالله عز وجل قال: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)} [القصص: 9].
فالآية لا تتحدث عن الذي أخذه من البحر؛ وإنما هي في موقف آخر لما أراد فرعون أن يقتله. كذلك القرآن لم يثبت صراحة أن امرأة فرعون هي التي أخذته كما ادعى وإنما الله عز وجل يقول: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)} [القصص: 8].
فمن هم آل فرعون كما في الآية، والجواب عليه في الوجه الثالث.
الوجه الثالث: من الذي التقطه من آل فرعون
؟
وقد اختلف أهل العلم في ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول جواري امرأة فرعون:
الدليل:
1 -
كما في حديث الفتون الطويل وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفيه "فانتهى الماء به حتى أوفي به عند فرضه مستقى جواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه. . ."(1).
قال ابن كثير: هكذا رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى، وأخرجه أبو جعفر بن جرير، وابن أبي حاتم في تفسيريهما كلهم من حديث يزيد بن هارون به، وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه (ابن عباس رضي الله عنه) مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره، والله أعلم. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضًا. (2)
(1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (11326)، وأبو يعلى في مسنده (2610)، والطبري في تفسيره (16/ 164)، كلهم من حديث يزيد بن هارون أنبأنا أصبع بن يزيد حدثنا الفاسم بن أبي أيوب أخبرني سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس. . . . الحديث. وهو حديث حسن، فيه أصبع بن يزيد صدوق يغرب.
(2)
تفسير ابن كثير (9/ 337) والحديث أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير مختصرًا كما أشار (16735).
2 -
قال السدي: أقبل الموج بالتابوت يرفعه مرة ويخفضه أخرى حتى أدخله بين أشجار عند بيت فرعون فخرج جواري آسية امرأة فرعون يغتسلن فوجدن التابوت فأدخلنه إلى آسية وظنن أن فيه مالًا فلما نظرت إليه آسية وقعت عليها رحمته فأحبته فلما أخبرت به فرعون أراد أن يذبحه فلم تزل آسية تكلمه حتى تركه لها قال: إني أخاف أن يكون هذا من بني إسرائيل وأن يكون هذا الذي على يديه هلاكنا فذلك قول الله: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا} (1).
القول الثاني: بنت فرعون.
محمد بن قيس قال: كانت بنت فرعون برصاء فجاءت إلى النيل فإذا التابوت في النيل تخفقه الأمواج فأخذته بنت فرعون فلما فتحت التابوت فإذا هي بصبي فلما اطلعت في وجهه برأت من البرص فجاءت به إلى أمها فقالت: إن هذا الصبي مبارك لما نظرت إليه برئت فقال فرعون: هذا من صبيان بني إسرائيل هلم حتى أقتله فقالت: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ} . (2)
القول الثالث: أعوان فرعون.
عن ابن إسحاق قال: لما ولدت موسى أمه أرضعته حتى إذا أمر فرعون بقتل الولدان من سنته تلك عمدت إليه فصنعت به ما أمرها الله تعالى جعلته في تابوت صغير ومهدت له فيه ثم عمدت إلى النيل فقذفته فيه، وأصبح فرعون في مجلس له كان يجلسه على شفير النيل كل غداة فبينا هو جالس إذ مر النيل بالتابوت فقذف به وآسية ابنة مزاحم امرأته جالسة إلى جنبه فقال: إن هذا لشيء في البحر فأتوني به فخرج إليه أعوانه حتى جاءوا به
(1) الطبري في تفسيره (20/ 31 - 32) فيه أسباط: صدوق كثير الخطأ يغرب.
(2)
ضعيف. أخرجه الطبري في التفسير (20/ 32) فيه محمد بن قيس ضعيف أبو معشر نجيح ضعيف وقال البخاري: منكر الحديث.