الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضًا: وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ها هنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولًا واحدًا (1).
وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: (يغزو الرجال، ولا يغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث، فأنزل الله:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ. . .} .
قال مجاهد: فأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ. . .} ، وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة) (2).
وعن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت (3).
ومن فضائل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أنهن كن يؤثرن على أنفسهن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُن يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ الله"(4).
الوجه الرابع: لماذا لم تخاطب زوجات الأنبياء من قبل بمثل هذه الأمور
؟
(1) تفسير ابن كثير (3/ 653).
(2)
أخرجه الترمذي (3022) قال أبو عيسى: هذا حديث مرسل، وأخرجه عن بعضهم عن أبي نجيح عن مجاهد مرسل؛ أن أم سلمة قالت. . . . وهو عند أحمد (6/ 305، 301)، وقال الألباني: صحيح الإسناد (صحيح الترمذي 3022).
(3)
أخرجه الترمذي (3211) قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2565).
(4)
أخرجه البخاري (2593)، مسلم (1463).
فنقول: أولًا إن الأمر للتشريف لا للإهانة، فعندما يأمرهن الله عز وجل وينهاهن عن أشياء فهذا تشريف لهن ورفعة لمكانتهن، ثم إنه مَنْ قال: إن الله لم يخاطب النساء قبل ذلك بمثل هذه الأشياء؟ أليس قد قال لمريم: {يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43]، أليس قد ذم امرأة نوح وامرأة لوط لعدم استجابتهما لشرع الله فقال:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10].
فانظر لصنيع سودة رضي الله عنها وابتغائها رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإيثاره على نفسها وعلى ما فيه سعادتها. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في (حديث الإفك): "من يعذرنا في رجل بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت من أهل بيتي إلا خيرًا"(1).
وبعدُ، فأي امرأة في الكتاب المقدس تشرفت بهذا الذكر بما تشرفت به نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ونساء المؤمنين عامةً، ولكنك حينما تنظر في هذا الكتاب - المحرف - تجد فيه إهانةً للمرأة، وإذلالًا، واحتقارًا، وغير ذلك للأهمية (2).
انظر كيف كان عيسى يخاطب أمه في أكثر كلامه، كان يقول لأمه:(يا امرأة)، كما في إنجيل يوحنا (2/ 5: 3): (وَلمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ. 4 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. 5 قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ).
* * * *
(1) أخرجه البخاري (2637).
(2)
راجع (شبهات حول المرأة) في هذه الموسوعة، وما ذُكِرَ عن المرأة في الكتاب المقدس.