الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - شبهة: غرفة أم غرفات
.
نص الشبهة:
قال تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75]، وقال تعالى:{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37]، في الآية الأولى (الغرفة)، وفي الثانية (الغرفات)، فكيف يكون الرد؟
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: هذا ليس بتعارض، فذكر المفرد وإرادة الجمع هذا من أساليب القرآن المعجز.
الوجه الثاني: بيان معاني الغرفة وأنها درجة عالية رفيعة في الجنة.
الوجه الثالث: بيان الحكمة من الإفراد والجمع في الآيتين.
الوجه الرابع: بيان أوجه القراءات في قوله: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} .
وإليك التفصيل
الوجه الأول: ذكر المفرد ويراد به الجمع، هذا أسلوب من أساليب القرآن المعجز وهذا منه
.
قال الشنقيطي: الذي يظهر لي من استقراء اللغة العربية التي نزل بها القرآن، هو أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مرادًا به الجمع مع تنكيره، وتعريفه بالألف واللام، وبالإضافة فمن أمثلته في القرآن مع التنكير قوله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)} أي: وأنهار بدليل قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} ، وقوله:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} أي: أئمة، وقوله تعالى:{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} أي: أنفسًا، وقوله تعالى:{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)} أي سامرين، وقوله تعالى:{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} أي: بينهم، وقوله تعالى:{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} أي: رفقاء، وقوله تعالى:{وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} أي: مجنبين أو أجنابًا، وقوله تعالى:{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} أي: مظاهرون. ومن أمثلة ذلك مع التنكير في كلام العرب قول عقيل بن علفة المري:
وكان بنو فزارة شرّ عم
…
وكنتُ لهم كشر بني الأَخينا
يعني: شر أَعمام.
وقول قعنب ابن أم صاحب:
ما بال قوم صديق ثم ليس لهم
…
دين وليس لهم عقل إذا ائتمنوا
يعني: ما بال قوم أصدقاء.
وقول جرير:
نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا
…
بأعين أعداء وهن صديق
يعني: صديقات.
وقول الآخر:
لعمري لئن كنتم على النأي والنوى
…
بكم مثل ما بي إنكم لصديق
أي لسن لي بأمراء، ومن أمثلته في القرآن واللفظ مضاف قوله تعالى:{أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} أي أصدقائكم: وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي أوامره: وقوله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} أَي نعم الله، وقوله:{إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي} أي أضيافي، ونظير ذلك من كلام العرب قول علقمة بن عبدة التميمي:
بها جيف الحسرى فأما عظامها
…
فبيض وأما جلدها فصليب
أي: وأما جلودها فصليبة، وقول الآخر:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا
…
فإن زمانكم زمن خميص
أي: بطونكم. وهذا البيت والذي قبله أنشدهما سيبويه في كتابه مستشهدًا بهما لما ذكرنا.
ومن أمثلة ذلك قول العباس بن مرداس السلمي:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم
…
وقد سلمت من الأحسن الصدور
أي: إنا إخوانكم.
وقول جرير:
إذا آباؤنا وأبوك عدوًا
…
أبان المقرفات من العراب