الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال: وفي العَيْنِ عِرْقٌ إذا قُطِعَ ذَهَبَ بَصَرُها، أو أَشَلَّها.
وقال شَمِرٌ: انْسَلَّ السَّيْلُ، وانْشَلَّ، وذلك أَوَّلَ ما يَبْتَدِئُ حَتَّى يَسِيلَ، قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ.
وأُشِلَّتْ يَدُهُ إشْلالًا، وشُلَّتْ، على ما لم يُسَمَّ فَاعِلُه، لُغَةٌ رَدِيئةٌ في " شَلَّتْ " بالفتحِ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ: المُشَلِّلُ: الحِمَارُ النِّهايةُ في العِنَايَةِ بِآتُنِهِ.
والمُشَلَّلُ: جَبَلٌ يُهْبَطُ مِنْهُ إلى قُدَيْدٍ.
وقال الجوهريُّ: قال الرَّاجِزُ:
* مُهْرُ أبِي الحَبْحَابِ لا تَشَلِّ *
وهكذا أنشدَ ابنُ السِّكِّيتِ. والرِّوايةُ: " مُهْرُ أبي الحَارِثِ "، وهو أبو الحارثِ بِشْرُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ بِشْرِ بنِ مَرْوانَ، الذي يقولُ فيه بَشِيرُ بنُ النَّكْثِ:
بِشْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ بِشْرِ
كالنِّيلِ يَسْقِي قُرَيَاتِ مِصْرِ
والرَّجَزُ لأبي الخُضْرِيِّ اليَرْبُوعِيِّ.
وأبو الشُّلَيْلِ النُّفَاثِيُّ: شَاعِرٌ مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ. وشُلَيْلُ بنُ إِسْحَاقَ الزِّنْبَقِيُّ، مِمَّنْ حَدَّثَ؛ كِلاهما مُصَغَّرٌ.
* * *
(ش م ل)
ابنُ الأعرابيِّ: أُمُّ شَمْلَةَ، بالفتحِ: كُنْيَةُ الدُّنْيَا؛ وأنشدَ:
* مِنْ أُمِّ شَمْلَةَ تَرْمِينَا بِذَائِفِهَا *
وقال أبو عَمْرٍو: أُمُّ شَمْلَةَ: كُنْيَةُ الخَمْرِ.
والشِّمْلُ: العِذْقُ؛ قالَه الدِّينَوَرِيُّ، وأنشدَ للطِّرِمَّاحِ:
أو بِشِمْلٍ شَالَ مِنْ خُصْبَةٍ
…
جُرِّدَتْ لِلنَّاسِ بَعْدَ الكِمَامِْ
وقال ابنُ بُزُرْجَ: الشَّمَالِيلُ: حِبَالُ رِمَالٍ مُتَفَرِّقَةٌ بنَاحِيَةِ مَعْقُلَةَ؛ قال ذُو الرُّمَّةِ:
فوَدَّعْنَ أَقْوَاعَ الشَّمَالِيلِ بَعْدَ مَا
…
ذَوَى بَقْلُهَا أَحْرَارُها وذُكُورُهَا
وقال أبو عَمْرٍو: الشِّمْلالُ: اليَدُ الشِّمَالُ.
وقال أبو عُبَيْدَةَ، في قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:
كأَنِّي بفَتْخَاءِ الجَنَاحَيْنِ لِقْوَةٍ
…
عَلَى عَجَلٍ مِنْهَا أُطَأْطِئُ شِيمَالِي
فمَنْ رَوَى بزيادةِ ياءٍ بَيْنَ الشينِ والميمِ أَنَّهُ أرادَ " الشِّمَالَ "، فزادَ ياءً، كما قالوا: رَجُلٌ أَلَدُّ، وأَلَنْدَد، فزادوا نُونًا، وقالوا: ذُبَّالٌ، وإنَّما هو ذُبَالٌ.
والرِّيحُ الشَّمَالُ، فيها لُغاتٌ، ذَكَرَ منها الجوهريُّ سِتًّا، والسَّابعةُ: شَوْمَلٌ، مثال " حَوْمَلٍ "، والثامنةُ: شَمُولٌ، مثال " شَكُورٍ "، والتَّاسِعَةُ: شَيْمَلٌ، مِثالُ " خَيْفَقٍ ".
وقال ابنُ السِّكِّيتِ؛ في قولِ زُهَيْرٍ:
جَرَتْ سُنُحًا فقُلْتُ لَهَا أَجِيزِي .... نَوًى مَشْمُولَةً فمَتَى اللِّقَاءُ
أي: سَرِيعَةُ الانْكِشَافِ؛ أَخَذَه مِنْ أَنَّ الرِّيحَ الشَّمَالَ إذا هَبَّتْ بالسَّحَابِ لم يَلْبَثْ أَنْ يَنْحَسِرَ ويَذْهَبَ.
وقال، في قَوْلِ أبي وَجْزَةَ:
مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُها
…
مِنَ الهِجَانِ الجِمَالِ الشَّطْبَةِ القَصَبِ
قَوْلُه " مَجْنُوبةُ الأُنْسِ "؛ أي: أُنْسُها مَحْمُودٌ؛ لأنَّ الجَنُوبَ مَعَ المَطَرِ تُشْتَهَى لِلْخِصْبِ. وقَوْلُه " مَشْمُولٌ مَوَاعِدُها "؛ أي: لَيْسَتْ مَوَاعِدُها بِمَحْمُودَةٍ.
وفي حَديثِ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، أنَّه ذَكَرَ القُرْآنَ، فقالَ:" يُعْطَى صَاحِبُة يَوْمَ القِيَامَةِ المُلْكَ بيَمِينِه والخُلْدَ بشِمَالِه ": لم يُرِدْ أَنَّ شَيْئًا يُوضَعُ في يَمِينِه ولا في شِمَالِه، وإنَّما أرادَ أنَّ المُلْكَ والخُلْدَ يُجْعَلانِ له، وكُلُّ مَنْ يُجْعَلُ لَهُ شَيْءٌ فمَلَكَه فقد جُعِلَ في يَدِه وفي قَبْضَتِه، ومِنْه يُقال: الأَمْرُ في يَدِكَ؛ أي: هو في قَبْضَتِكَ؛ ومِنُه قَوْلُ اللهِ، عز وجل:(بِيَدِكَ الخَيْرُ)؛ أي: هُوَ لَهُ وإِلَيْهِ. وقالَ اللهُ: عز وجل: (الَّذِي بِيَدِه