الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأثرم عن أحمد: هذا الحديث ليس بصحيح، والعمل عليه.
وأعله بتفرد معمر بوصله، وتحديثه به في غير بلده هكذا.
وقال ابن عبس البر (1): طرقُه كلّها معلولة.
وقد أطال الدارقطني في "العلل" تخريج طرقه.
ورواه ابن عيينة ومالك عن الزهري مرسلًا. وكذا رواه عبد الرزاق (2) عن معمر، وقد وافق معمرًا على وصله بحر بن كثير السقّا، عن الزهري، لكن بحر ضعيفٌ. وكذا وصله يحيى بن سلام، عن مالك، ويحيى ضعيف.
فائدة
قال النّسائي: أخبرنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي، أنا سيف بن عبد الله، عن سرار بن مجشر، عن أيوب، عن نافع، وسالم عن ابن عمر: أنّ غيلان بن سلمة الثققي أسلم، وعنده عشر نسوة
…
الحديث. وفيه: فأسلم وأسلمن معه. وفيه: فلما كان زمن عمر طلّقهن، فقال له عمر: راجعهن، ورجال إسناده ثقات.
ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني (3). واستدل [به](4) ابن القطان (5) على
(1) التمهيد (12/ 58)، وعبارته:"الأحاديث المروية في هذا الباب كلها معلولة، وليست أسانيدها بالقوية، ولكنها لم يرد شيء يخالفها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأصول تعضدها، والقول بها والمصير إليها أولى. وبالله التوفيق".
(2)
مصنف عبد الرزاق (رقم 12621).
(3)
سنن الدارقطني (3/ 271).
(4)
في الأصل: (له)، وصوابه في "م" و "هـ".
(5)
بيان الوهم والإيهام (3/ 499).
صحة حديث معمر.
قال ابن القطان (1): وإنّما اتّجهت تخطئتهم حديثَ معمر؛ لأن أصحاب الزهري اختلفوا عليه، فقال مالك وجماعة عنه: بلغني، فذكره. وقال (2) يونس عنه: عن عثمان بن محمّد بن أبي سويد.
وقيل: عن يونس، عنه، بلغني عن عثمان بن أبي سويد.
وقال شعيب: عنه، عن محمَّد بن أبي سويد.
ومنهم من رواه عن الزّهري قال: أسلم غيلان
…
فلم يذكر واسطة. قال: فاستبعدوا أن يكون عند الزهري عن سالم عن ابن عمر مرفوعًا، ثم يحدّث به على تلك الوجوه الواهية، وهذا عندي غير مستبعَد. والله أعلم.
قلت: ومما يقوي نظر ابن القطان: أنّ الإمام أحمد أخرجه في "مسنده"(3) عن ابن عليّة ومحمد بن [جعفر](4) جميعا: عن معمر، بالحديثين معا؛ حديثِه المرفوع، وحديثِه الموقوف على عمر، ولفظه: أن ابن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"اخْتَر مِنهُنّ أربعًا". فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه، وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر فقال: إني لأظن الشّيطان مما يسترق من السمع، سمع بموتك فقذفه في تفسك، وأعلمك أنك لا تمكث إلا قليلًا، وايْم الله، لتُرَاجعنّ نساءَك، ولَترجِعنّ مالَك، أو لأورثهن منك، ولآمُرنّ بقبرك فَيُرجَم كما رُجم قبر أبي رِغال.
(1) بيان الوهم والإيهام (3/ 498) وتصرّف المصنِّف في نقل كلامه تصرّفًا ظاهرًا.
(2)
[ق/507].
(3)
مسند الإمام أحمد (2/ 14، 44، 83).
(4)
في الأصل: (حفص)، وصوابه:"م" و "هـ".