الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأوّل حقيقة المال وما يتعلّق به
المطلب الأوّل التعريف بالمال
وفيه فرعان:
الفرع الأوّل تعريف المال في اللُّغة
المال في اللُّغة، مأخوذ من مادة (مَوَلَ)، والميم، والواو، واللام كلمة واحدة، تقول: تموَّل الرَّجلُ؛ أي: اتخذ مالًا، ومال: يَمَال: إذا كثر ماله (1)، هذا ما يتعلّق بأصل الكلمة.
وبالرجوع إلى معاجم اللُّغة العربيّة، يتبين أنّه لايوجد تعريف دقيق، ومحدد لهذه الكلمة، وهذا يُعطي دلالة واضحة على أن العرف له مدخل كبير في تحديد مفهوم هذه الكلمة، فكل ما عُدّ مالًا في العرف فهو داخل تحت مفهوم هذه الكلمة.
ومن أجل ذلك قد تفاوتت عبارات أصحاب المعاجم عند تعريفهم للمال ، فمرة يقولون في تعريفه: المال معروف (2)، وأخرى يقولون: المال: ما ملكته من كلّ شيء (3)، أو من جميع الأشياء (4).
(1) معجم مقاييس اللُّغة لابن فارس: مادة (مول) 5/ 285. دار الجيل - بيروت، بتحقيق/ عبد السلام هارون.
(2)
كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: 8/ 344، تحقيق د. مهدي المحزومي وآخرون. دار الحرية بغداد طبعة سنة 1406 هـ مختار الصحاح لأبي بكر الرازي: مادة "مول"، ص: 639، لسان العرب لابن منظور: مادة "مول" 11/ 635 - 636، المصباح المنير للفيومي: مادة "مول"، ص 586.
(3)
القاموس المحيط للفيروز آبادي: مادة "مول"، ص:1368. مؤسسة الرسالة.
(4)
لسان العرب لابن منظور، مادة: مول، 11/ 635 - 636.
وبعضهم يعرّف المال بذكر أنواعه ، قال ابن الأثير (1):"المال في الأصل: ما يُملك من الذهب، والفضة، ثمّ أطلق على كلّ ما يُقتنى، وُيملك من الأعيان، وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل ، لأنّها كانت أكثر أموالهم"(2).
وقيل: "المال: كلّ ما يملكه الفرد، أو تملكه جماعة من متاع، أو عروض تجارة، أو عقار، أو نقود، أو حيوان ، وجمعه أموال، وأطلق في الجاهلية على الإبل"(3).
هذا ما ذكره علماء اللُّغة، والذي يظهر أن تحديد مفهوم المال في اللُّغة إنّما هو راجع إلى عرف النَّاس في معاشهم بحسب ما يفهمون، ويألفون، والذي يدلُّ على ذلك ما يأتي؟
أوَّلًا: أن لفظة (مال) من الكلمات القديمة، والمشهورة في لغة العرب، فلا يعقل أن تترك كلّ هذه المدة دون أن يكون لها معنى، أو مفهوم واضح في حياة النَّاس، إذ المال قِوام الجماعة، وعصب حياتها.
ثانيًا: أن لفظة (مال) قد تكررت في الكتاب والسُّنَّة عشرات المرات، ولم يأت من الشارع تحديد مفهوم لها ، فعُلِمَ من ذلك أنّه تركها لعرف النَّاس، وفهمهم،
(1) هو المبارك بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم، أبو السعادات الشيباني مجد الدِّين ابن الأثير الجزري الموصلّي المحدث اللغوي المفسر، عرضت عليه الوزارة فرفضها، وعزف عن الدنيا، وأقبل على العلم، من مؤلفاته: النهاية في غريب الحديث، جامع الأصول في أحاديث الرسول، تجريد أسماء الصّحابة، وغيرها، توفي بالموصل سنة: 606 هـ: طبقات الشّافعيّة الكبرى لابن السبكي: 8/ 366، بغية الوعاة في تراجم النحاة للسيوطي: 2/ 274.
(2)
النهاية في غريب الحديث لابن الأثير الجزري: 4/ 373 طبع المكتبة الإسلامية.
(3)
المعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى وجماعة: ص: 892 دار الدّعوة - تركيا.