الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشّريعة، وحجة الله على عباده، فعدم القول يحواز الاستئجار عليه يؤدِّي إلى تضييعه، وذهابه.
ثانيًا: أدلة أصحاب القول الثّالث:
استدل أصحاب هذا القول وهم المجوزون مطلقًا بأدلة من السُّنَّة والمعقول:
أ- أدلتهم من السُّنَّة:
الدّليل الأوّل:
عن عبد الله بن مُحيريز (1)، وكان يتيمًا في حجر أبي محذورة (2)، حتّى جهزه إلى الشّام، قال: قلت لأبي محذورة: إنِّي خارج إلى الشّام، وأخشى أن أُسأل عن تأذينك؟ فأخبرني أن أبا محذورة قال له: خرجت في نفر، فكنا ببعض طريق حنين، فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعنا صوت المؤذن، ونحن عنه متنكبون، فظللنا نحكيه ونهزأ به، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت، فأرسل إلينا حتّى وقفنا بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أيكم الّذي سمعت صوته قد ارتفع؟)، فأشار القوم إليَّ، وصدقوا، فأرسلهم كلهم وحبسني؛ فقال:
(قم فأذن بالصلاة)، فقمت، فألقى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه قال:
(1) هو: عبد الله بن محيريز بن جنادة بن وهب الجُمحي، المكي، كان يتيمًا في حجر أبي محذورة بمكة، ثمّ نزل بيت المقدس، ثقة عابد من الثّالثة، مات سنة 99 هـ، وقيل: قبلها، وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك. انظر (الإصابة لابن حجر: 3/ 140 (6635)، شذرات الذهب لابن العماد: 1/ 398، تقريب التهذيب: ص 544 (3629).
(2)
أبو محذورة هو: أبو محذورة الجمحي، المكي المؤذن، صحابي مشهور، اختلف في اسمه؛ فقيل: أوس، وقيل: سمرة، وقيل: سلمة، وقيل: سلمان، كان من أحسن النَّاس أذانًا، وأنداهم صوتًا، علمه النّبيّ صلى الله عليه وسلم الأذان؛ اسم أبيه مِعْير، وقيل: عمير بن لوذان، مات بمكة سنة 59 هـ، وقيل: 79 هـ. انظر (الإصابة لابن حجر: 4/ 175 (1018)، تهذيب التهذيب: 12/ 222 (1019)، تقريب التهذيب: ص 1200 (8407).