المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كِتَابُ القَدَرِ 4612 - (1) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ القَدَرِ

- ‌كتَابُ العِلْمِ

- ‌كِتَابُ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ

- ‌حَدِيثُ الغَارِ

- ‌بَابٌ في التَّوْبَةِ

- ‌بَابٌ في سَعَةِ رَحْمَةِ الله عز وجل

- ‌ باب

- ‌حَدِيثُ الثلَاثةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

- ‌حَدِيثُ الإِفْكِ وكَانَ فِي غَزْوَةِ الْمَرَيسِيعِ، والْمَرَيسِيعُ مَاءٌ لِبَنِي الْمُصْطَلَقِ

- ‌بَابٌ

- ‌بِابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌[بَابُ الْخَلْقِ الأَوَّلِ مِنْ آدم]

- ‌بَابٌ

- ‌بَّابَ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ القَبْرِ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ والأَشْرَاطِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ ابْنِ صَيَّادٍ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ الزُّهْدِ

- ‌بَابٌ

- ‌ باب

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بابٌ

- ‌بابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌‌‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌كِتَابُ التفْسِيرِ

- ‌[كِتَابُ الْجَمْع بَينَ الصَّحِيحَينِ أَيضًاعَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الكتَابِ

- ‌كَيفَ كَان بَدْءُ الوَحْي

- ‌كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌كِتَابُ العِلْمِ

- ‌كتَابُ الوُضُوءِ

- ‌كتَابُ الصَّلاةِ

- ‌كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌كتَابُ الزَكَاةِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌كِتَابُ الصِّيامِ

- ‌كِتَابُ البُيُوعِ

- ‌كِتَابُ السَّلَمِ

- ‌كِتَابُ الشُّفْعَةِ

- ‌كِتَابُ الإِجَارةِ

- ‌كِتَابُ الحَوَالاتِ

- ‌كِتَابُ الوَكَالةِ

- ‌كِتَابُ الْحَرْثِ

- ‌كِتَابُ الشُّرْبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِقْرَاضِ

- ‌كِتَابُ الْخُصُومَاتِ

- ‌كِتَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌كِتَابُ الْمَظَالِمِ

- ‌كِتَابُ الشَّرِكَةِ

- ‌كِتَابُ الرَّهْنِ

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌كِتَابُ الْهِبَةِ

- ‌كِتَابُ الشَّهَادَاتِ

- ‌كِتَابُ الصُّلْحِ

- ‌كِتَابُ الشَّرُوطِ

- ‌كِتَابُ الوَصَايَا

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌كِتابُ بدْءِ الخَلْقِ

- ‌كِتابُ الْمَغازِي

- ‌كِتابُ التفْسِيرِ

- ‌وَفِي سُورَة البَقَرَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَان

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الْمَائِدَةِ

- ‌وَمنْ سُورَةِ الأنْعَامِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأعْرَافِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الأنْفَال

- ‌ومِنْ سورَةِ بَراءَة

- ‌مِنْ سُورَةِ يُونُسَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ هُودٍ عليه السلام

- ‌وَمِن سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سورَةِ الرَّعْدِ

- ‌مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ

- ‌مِنْ سُورَةِ الْنحْلِ

- ‌وَمِن سُورَةِ بَنِي إِسرَائِيل

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْكهْفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ طه

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْحَجِّ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ النُّورِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ الْفُرْقَانِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ النَّمْلِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الرُّومِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الأحْزَابِ وَسُورَةِ سَبَإِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمَلائكَةِ ويس وَالصَّافاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ ص وَسورَةِ الزُّمَرِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ وَحم السَّجْدَةِ

- ‌وَمِنْ سورَةِ {حم عسق} وَحم الزُّخْرُفِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ وَالْجَاثِيَة وَالأحْقَافِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَالْحُجُرَاتِ وَق

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ وَالطُّورِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ وَالنَّجْمِ وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {الرَّحْمَن} جل جلاله

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالحَدِيدِ وَالُمجَادَلَةِ والحَشْرِ والمُمْتَحِنَةِ وَالصَّفِّ وَالمُنَافِقِينَ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ التَّغَابُنِ وَالطَّلاقِ والتَّحْرِيمِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْمُلْكِ وَ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌ومِنْ سُورَةِ الْحَاقَّةِ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} وَسُورَةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌وَمِنْ سُورَةِ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} وَالْمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَالقِيَامَةِ وَ {هَلْ أَتَى} وَالمُرْسَلاتِ وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُون} وَالنَّازِعَاتِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ عَبَسَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الإِنْفِطَارِ والمُطَفِّفِينَ وَالإِنْشِقَاقِ

- ‌وَمِنْ سُورَةِ الْبُرُوجِ وَالطَّارِقِ والغَاشِيَةِ والفَجْرِ وَالبَلَدِ إِلَى آخِرِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ

- ‌كِتَابُ النِّكَاحِ

- ‌كتَابُ الطَّلاقِ

- ‌كِتَابُ النَّفَقَاتِ

- ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

- ‌كتَابُ العَقِيقَةِ وَكِتَابُ الذَّبَائح وَالصَّيدِ

- ‌كِتَابُ الأَضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

- ‌كِتَابُ المَرْضَى

- ‌كِتابُ الطِّبِ

- ‌كِتابُ الْلِّباسِ

- ‌كِتابُ الأَدَبِ

- ‌كِتَابُ الاسْتِئْذانِ

- ‌كِتابُ الدَّعَواتِ

- ‌كِتاب الرِّقَاقِ

- ‌كتابُ القَدَرِ

- ‌كِتابُ الأَيمانِ والنُّذُورِ

- ‌كِتابُ الكَفاراتِ

- ‌كِتَابُ الفَرَائِضِ

- ‌كِتَابُ الحُدُودِ

- ‌كِتَابُ المُحَارِبِينَ

- ‌كِتَابُ الدَّيِّاتِ

- ‌كِتَابُ اسْتِتَابَةِ الْمُرتَدِّينَ والْمُعَانِدِينَ وَقِتَالُهُم

- ‌كِتَابُ الإِكْرَاه

- ‌كِتَابُ الحِيَلِ

- ‌كتَابُ الرؤْيَا

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌كِتَابُ الأحكام

- ‌كِتَابُ التَّمَنِّي

- ‌كِتَابُ إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ

- ‌كتَابُ الاعتِصَامِ

- ‌كِتَابُ التَّوحِيدِ

الفصل: ‌ ‌كِتَابُ القَدَرِ 4612 - (1) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ

‌كِتَابُ القَدَرِ

4612 -

(1) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ في ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ في ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ الله الْمَلَكَ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ ويؤْمَرُ بِأَرْبَع كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعيد، فَوَالذِي لا إِلَهَ غَيرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنّةِ حَتى مَا يَكُونُ بَينَهُ وَبَينَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النارِ حَتى مَا يَكُونُ بَينَهُ وَبَينَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنةِ فَيَدْخُلُهَا)(1).

وَفِي طَرِيقِ أخْرَى: (إِنَّ خَلْقَ ابْنِ آدَمَ (2) يُجْمَعُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَربعِينَ لَيلَةً).

وفِي آخَر: "أَرْبَعِينَ لَيلَةً، أَرْبَعِينَ يَوْمًا". وقال البخاري: (أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيلَةً". وَفِي أخْرَى: "أَرْبَعِينَ يَوْمًا". وفي بعض طرقه: (ثُمَّ يَبْعَثُ الله مَلَكًا بِأَرْبَع كَلِمَاتٍ (3) فيكتبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ .. ). الحديث.

4613 -

(2) مسلم. عَنْ حُذَيفَةَ بْنِ أَسِيدٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (يدخلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَستقِرُّ (4) في الرحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ لَيلَةً،

(1) مسلم (4/ 2036 رقم 2643)، البخاري (6/ 303 رقم 3208)، وانظر (3332، 6594، 7454).

(2)

في (أ): "إن خلق ابن أحدكم آدم" ووضع الناسخ فوق "أحدكم" و"آدم" حرف (خ)، للدلالة على اختلاف النسخ. ففي نسخة:"إن خلق أحدكم"، وفي أخرى:"إن خلق آدم".

(3)

في (أ): "ويؤمر بأربع كلمات ويقال: كتب".

(4)

في (ك): "يستقر".

ص: 1

فَيَقُولُ: يَا (1) رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعيد فيكْتَبَانِ، فَيَقُولُ: أَي رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ (2) أُنْثَى فيكْتَبَانِ، وفي كْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلا يُزَادُ فِيهَا وَلا يُنْقَصُ) (3). لم يخرج البخاري عن حذيفة بن أسيد في هذا شيئًا.

4614 -

(3) مسلم. عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بَطنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيرِهِ. فَأَتَى رَجُلًا (4) مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ حُذَيفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الْغِفَارِيُّ فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَال: وَكَيفَ يَشْقَى رَجُلٌ بِغَيرِ عَمَلٍ؟ ! فَقَال لَهُ الرَّجُلُ: أَتَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَإني سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِذَا مَرَّ بِالنطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعونَ لَيلَةً بَعَثَ الله إِلَيهَا مَلَكًا فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا (5)، ثُمَّ قَال: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنثى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ فَيَكْتُبُ (6) الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ (7) الْمَلَكُ، تمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ رِزْقُهُ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ (7) الْمَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ في يَدِهِ فَلا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلا يَنْقُصُ) (8). وفِي لَفْظٍ آخر: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِأُذُنَيَّ هَاتَينِ يَقُولُ: (إِن النطْفَةَ تَقَعُ (9) في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيلَةً، ثُمَّ يَتَصَوَّرُ (10) عَلَيهَا الْمَلَكُ). قَال [زُهَيرٌ](11)، هُوَ ابْنُ

(1) قوله: "يا" ليس في (ك).

(2)

في (أ): "أم".

(3)

مسلم (4/ 2037 رقم 2644).

(4)

في (ك): "رجل".

(5)

في (أ): "وعضامها".

(6)

في (ك): "ثم يكتب".

(7)

في (أ): "فيكتب".

(8)

مسلم (4/ 2037 رقم 2645).

(9)

في (ك): "يقع".

(10)

"يتصور" كذا هو، وذكر القاضي يتسور، قال: والمراد ينزل، فيحتمل أن تكون الصاد مبدلة من السين.

(11)

في (أ): "زهير" ثم صوبت إلى "وهب"، وفي (ك):"وهب"، والمثبت من "صحيح مسلم"، وانظر "تهذيب الكمال"(9/ 312).

ص: 2

مُعَاويَةَ: حَسِبْتُهُ قَال الذِي يَخْلُقُهَا (1) فَيَقُولُ: يَا رَبّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَجْعَلُهُ اللهُ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَسَويّ أَوْ غَيرُ سَوي؟ فَيَجْعَلُهُ الله سَويًّا أَوْ غَيرَ سَوي، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ مَا رِزْقُهُ مَا أَجَلُهُ مَا خُلُقُهُ؟ ثُمَّ يَجْعَلُهُ الله شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا). وفِي لَفْظٍ آخر: (أَنَّ مَلَكًا مُوَكلًا بِالرَّحِمِ إِذَا أَرَادَ الله أَنْ يَخْلُقَ شَيئًا بِإِذْنِ (2) الله لِبِضْعٍ وَأَربعِينَ لَيلَةً). ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَه. قد تقدم (3) أن البخاري لم يخرج عن حذيفة بن أسيد في هذا شيئًا.

4615 -

(4) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَاكٍ وَرَفَعَ الْحَدِيثَ أَنهُ قَال: (إِنَّ الله قَدْ وَكلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَي رَبّ نُطْفَة، أَي رَبِّ عَلَقَة، أَي رَبّ مُضْغَة، فَإِذَا أَرَادَ الله أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَال الْمَلَكُ: أَي رَبِّ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى شَقِيٌّ، أَوْ سَعيد؟ فَمَا الرّزْقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيُكتبُ كَذَلِكَ في بَطْنِ أُمِّهِ)(4).

4616 -

(5) وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَال: كُنا في جَنَازَةٍ في بَقِيع الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ (5)، فَنَكسَ (6) فَجَعَلَ (7) يَنْكُتُ (8) بِمِخْصَرَتِهِ (9)، ثُمَّ قَال:(مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وَقَدْ كَتَبَ الله مَكَانَهَا مِنَ الْجَنةِ وَالنارِ، وَإِلا (10) وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً).

(1) كتب في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "خُلِّقُها".

(2)

في (ك): "يأذن".

(3)

في "ك): "يقدم".

(4)

مسلم (4/ 2038 رقم 3646)، البخاري (1/ 418 رقم 318)، وانظر (3333، 6595).

(5)

المخصرة: ما أخذه الإنسان بيده واختصره من عصا لطيفة وعكاز لطيف وغيرهما.

(6)

"فنكس" أي: خفض رأسه وطأطأ إلى الأرض على هيئة المهموم.

(7)

في (أ): "وجعل".

(8)

"ينكت" أي: يخط بها خطًّا يسيرًا مرة بعد مرة.

(9)

في (أ): "لمخصرته".

(10)

في (أ): "إلا".

ص: 3

قَال: فَقَال رَجلٌ: يَا رَسُولَ الله أَفَلا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَقَال: (مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ). فَقَال: (اعْمَلُوا فَكُلّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فييَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فييَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}) (1)(2). في بعض طرق البخاري: أَفَلا نَتكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنا (3) مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ سَيَصِيرُ إِلَى أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَسَيَصِيرُ إِلَى أَهْلِ الشَّقَاوَة، قَال:"أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ" الحديث.

4617 -

(6) مسلم. عَنْ عَلِي قَال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَال:(مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إلا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنّةِ وَالنَّارِ). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله فَلِمَ نَعْمَلُ أَفَلا نَتكِلُ؟ قَال: لا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} إِلَى قَوْلِهِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} ) (4).

4618 -

(7) وَعن زُهَيرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: جَاءَ

(1) سورة الليل، الآيات (5 - 10).

(2)

مسلم (4/ 2039 - 2040 رقم 2647)، البخاري (3/ 225 رقم 1362)، وانظر (4945، 7552، 6605، 6217، 4949، 4948، 4947، 4946).

(3)

قوله: "منا" ليس في (أ).

(4)

انظر الحديث الذي قبله.

ص: 4

سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الآنَ فِيمَ الْعَمَلُ الْيَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بهِ الأَقْلامُ (1) وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، أَمْ فِيمَا (2) نَسْتَقْبِلُ (3)؟ قَال:(لا، بَلْ فِيمَا جَفَّتْ (4) بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ). قَال: فَفِيمَ (5) الْعَمَلُ؟ قَال زُهَيرٌ: ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو الزُّبيرِ بِشَيءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَسَأَلْتُ: مَا قَال؟ فَقَال: (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ)(6). وفِي لَفْظٍ آخر: فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ عَامِلٍ مُيَسَّرٌ لِعَمَلِهِ). لم يخرج البخاري حديث أبي الزبير هذا، ولا أخرج عن أبي الزبير في كتابه شيئًا.

4619 -

(8) مسلم. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَال: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَال: فَقَال: (نَعَمْ). قَال: قِيلَ (7): فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَال: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)(8). وفِي رِوَايَة: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ. وقال البخاري في بعض طرقه لهذا الحديث: (كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَوْ لِمَا (9) يُسِّرَ لَهُ). ذكره في كتاب "القدر" أَيضًا.

4620 -

(9) مسلم. عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَال: قَال لِي عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَينِ: أَرَأَيتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ (10) فِيهِ أَشَيءٌ قَدْ قُضِيَ عَلَيهِمْ وَمَضَى عَلَيهِمْ مِنْ قَدَرِ سَبَقَ، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ

(1)"جفت به الأقلام" أي: مضت به المقادير وسبق علم الله تعالى به وتمت كتابته في اللوح المحفوظ، وجف القلم الذي كتب به.

(2)

في (ك): "فيم".

(3)

في (ك): "يستقبل".

(4)

في (ك): "جرت".

(5)

في (ك): "فقيم".

(6)

مسلم (4/ 2040 - 2041 رقم 2648).

(7)

قوله: "قيل" ليس في (ك).

(8)

مسلم (4/ 2041 رقم 2649)، البخاري (11/ 491 رقم 6596) وانظر (7551).

(9)

في (ك): "ولما".

(10)

"ويكدحون فيه" أي: يسعون.

ص: 5

وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيهِمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عَلَيهِمْ وَمَضَى عَلَيهِمْ. قَال: فَقَال: أَفَلا يَكُونُ ظُلْمًا؟ قَال: فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا وَقُلْتُ (1): كُلُّ شَيءٍ خَلْقُ اللهِ وَمِلْكُ يَدِهِ فَلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. فَقَال: يَرْحَمُكَ اللهُ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِمَا سَأَلْتُكَ إِلا لأَحْزِرَ عَقْلَكَ (2)، إِنَّ رَجُلَينِ مِنْ مُزَينَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالا: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عَلَيهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ (3) وَثَبَتَتِ (4) الْحُجَّةُ عَلَيهِمْ؟ فَقَال:(لا، بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا})(5)(6). لم يخرج البخاري هذا اللفظ عن عمران، أخرج الذي قبله.

4621 -

(10) مسلم. عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(7).

زاد البخاري: (وَإنَّمَا الأَعْمَالُ بالْخواتِيمِ).

4622 -

(11) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّويلَ بِعَمَلِ أهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ،

(1) في (ك): "فقلت".

(2)

"لأحزر عقلك" أي: لأمتحن عقلك وفهمك ومعرفتك.

(3)

في (ك): "بينهم".

(4)

في (ك): "ببتت".

(5)

سورة الشمس، آية (7).

(6)

مسلم (4/ 2041 - 2042 رقم 2650).

(7)

مسلم (4/ 2042 رقم 112)، البخاري (6/ 89 - 90 رقم 2898)، وانظر (4202، 6607، 6493، 4207).

ص: 6

وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّويلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ) (1). لم يخرج البخاري هذا عن أبي هريرة، أخرج حديث سهل بن سعد.

4623 -

(12) مسلم. عَنْ أَبي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَال مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا (2) وَأَخْرَجْتنَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَال لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً). فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى (3)، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) (4). وفِي رِوَايَة:(كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ). وفِي لَفْظٍ آخر: (تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، قَال لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَال (5) آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمَ كُلِّ شَيءٍ وَاصْطَفَاهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالتِهِ، قَال: نَعَمْ. قَال: فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَق). وفِي لَفْظٍ آخر: (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ عِنْدَ رَبّهِمَا، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَال مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الأَرْضِ؟ قَال آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالتِهِ وَبِكَلامِهِ، وَأَعْطَاكَ

(1) مسلم (4/ 2042 رقم 2651).

(2)

"خيبتنا" معناه: أوقعتنا في الخيبة وهي الحرمان والخسران.

(3)

"فحج آدم موسى" أي: غلبه بالحجة وظهر بها عليه.

(4)

مسلم (4/ 2042 - 2043 رقم 2652)، البخاري (6/ 441 رقم 3409)، وانظر (4736، 4738، 6614، 7515).

(5)

في (أ): "فقال له".

ص: 7

الأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ (1) كُلِّ شَيءٍ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَال مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا. قَال آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (2)؟ قَال: نَعَمْ. قَال: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ ! قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى). وفِي لَفْظٍ آخر: (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَال لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ .. ) وذكر الحديث. لم يقل البخاري: "أَغْوَيتَ النَّاسَ" قال: "أَشْقَيتَ النَّاسَ"، ولا قال:"أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمَ كُلِّ شَيءٍ"، ولا قال:"خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ" إلى: "فِي جَنَّتِهِ"، ولا قال:"وَأَعْطَاكَ (3) الأَلْوَاحَ" إلى "قَال: نَعَمْ". ولا قال: "كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ"، قال:"وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ". وفي بعض طرقه: "أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالتِهِ، وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيكَ التَّوْرَاةَ"، وفيها:"فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى" ثَلاثًا.

4624 -

(13) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ (4) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَال: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) (5). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

(1) في (ك): "تبان".

(2)

سورة طه، آية (121).

(3)

في (ك): "أعطاك" بدون واو.

(4)

في (أ): "الخلق"، وفي الحاشية "الخلائق" وفوقها "خ".

(5)

مسلم (4/ 2044 رقم 2653).

ص: 8

4625 -

(14) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو أَيضًا، أَنهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَينَ إِصْبَعَينِ مِنْ أَصَابِع الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيثُ يَشَاءُ)(1). ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)(2). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا.

4626 -

(15) مسلم. عَنْ طَاوُسٍ قَال: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: كُلُّ شَيءٍ بِقَدَرٍ. قَال: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ (3) حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيسِ (4)، أَو الْكَيسِ وَالْعَجْزِ) (5). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا.

4627 -

(16) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقَدَرِ، فَنَزَلَتْ {يَوْمَ يُسْحبونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (6)(7). ولا أخرج البخاري أَيضًا هذا الحديث.

4628 -

(17) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: مَا رَأَيتُ شَيئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ (8) مِمَّا قَال أَبُو هُرَيرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ

(1) في (أ): "شاء".

(2)

مسلم (4/ 2045 رقم 2654).

(3)

في (أ): "بقدر الله".

(4)

"العجز والكيس" قال القاضي: يحتمل أن العجز هنا على ظاهره وهو عدم القدرة. وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته، وقيل غير ذلك. والكيس ضد العجز.

(5)

مسلم (4/ 2045 رقم 2655).

(6)

سورة القمر، آية (48 - 49).

(7)

مسلم (4/ 2046 رقم 2656).

(8)

"اللمم": الصغائر من الذنوب، وقيل: أن يلم بالشيء ولا يفعله، وقيل: الميل إلى الذنب ولا يصر عليه. وقيل غير ذلك.

ص: 9

الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالةَ، فَزِنَا الْعَينَينِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى، وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ) (1).

4629 -

(18) وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(كَتَبَ الله عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لا مَحَالةَ، فَالْعَينَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ (2) زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ (3)، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، ويُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ) (4).

4630 -

(19) البخاري. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إلا لَهُ (5) بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ) (6) (7). وفي لفظ آخر:(مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيهِ فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ). خرَّج هذا في كتاب "الأحكام"، وقد رواه عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ (8)، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (9)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يصله بهما.

4631 -

(20) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا وَيُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ

(1) مسلم (4/ 2046 رقم 2657)، البخاري (11/ 26 رقم 6243)، وانظر (6612).

(2)

في (أ): "والآذان".

(3)

البطش: الأخذ القوي الشديد.

(4)

انظر الحديث الذي قبله.

(5)

في (ك): "وله".

(6)

في (ك): "فالمعصوم من عصمه الله".

(7)

البخاري (13/ 189 رقم 7198)، وانظر (6611).

(8)

البخاري (13/ 190 رقم 7198).

(9)

البخاري (13/ 190 رقم 7198).

ص: 10

الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ (1)، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ) (2). ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} (3) الآيةَ (4). وفِي لَفْظٍ آخر: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ). ثُمَّ يَقُولُ اقْرَءُوا {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} . وفِي آخَر: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا وَيُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشَرِّكَانِهِ). فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيتَ لَوْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَال: (اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ). وفِي آخَر: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا وَهُوَ عَلَى الْمِلَّةِ). وفِي آخَر: (عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ حَتَّى يُبَيِّنَ عَنْهُ لِسَانُهُ). وفِي آخَر: (لَيسَ مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسَانُهُ). وفِي آخَر: (مَنْ يُولَدُ يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وينَصِّرَانِهِ كَمَا تَنْتِجُونَ الإِبِلَ، فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ (5) حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا (6)؟ ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيتَ مَنْ يَمُوتُ صَغِيرًا؟ قَال: (اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ). وفِي لَفْظٍ آخر: (كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ، أَبَوَاهُ بَعْدُ (7) يُهَوِّدَانِهِ ويُنَصِّرَانِهِ (8) أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، فَإِنْ كَانَا مُسْلِمَينِ فَمُسْلِمٌ، كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُ الشَّيطَانُ فِي حِضْنَيهِ (9) إِلا مَريمَ وَابْنَهَا عليهما السلام. لم يقل البخاري:

(1)"بهيمة جمعاء" أي: مجتمعة الأعضاء سليمة من النقص.

(2)

الجدعاء: هي مقطوعة الأذن أو غيرها من الأعضاء.

(3)

سورة الروم، آية (30).

(4)

مسلم (4/ 2047 رقم 2658)، البخاري (3/ 219 رقم 1358)، وانظر (1359، 1385، 6599، 4775).

(5)

في (أ): "جذعاء".

(6)

في (أ): "تجذعونها".

(7)

قوله: "بعد" ليس في (أ).

(8)

في (ك): "أو ينصرانه".

(9)

"حضنيه" تثنية حضن وهو الجنب. وقيل الخاصرة.

ص: 11

"وَيُشْرِكَانِهِ"، ولا قال:"عَلَى المِلَةِ"، ولا قال:"حَتَّى يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسَانُهُ"، ولا قال:"إِنْ كَانَا مُسْلِمَينِ فَمُسْلِمٌ"، ولا قال: "ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ، لكنه قال: ثُمَّ يَقُولُ: {فِطْرَةَ اللهِ} الآيةَ.

4632 -

(21) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، عَمَّنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ صَغِيرًا؟ فَقَال:(اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)(1). وفِي رِوَايَة: عَنْ ذَرَارِيِّ (2) الْمُشْرِكِينَ.

4633 -

(22) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلادِ (2) الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَال: (اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ إِذْ خَلَقَهُمْ)(3).

4634 -

(23) وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْغُلامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا وَلَوْ عَاشَ لأَرْهَقَ (4) أَبَوَيهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) (5).

4635 -

(24) وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَوَ لا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا وَلِهَذِهِ أَهْلًا)(6).

4636 -

(25) وَعَنْ عَائِشَةَ أَيضًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) مسلم (4/ 2049 رقم 2659)، البخاري (3/ 245 رقم 1384)، وانظر (6598، 6600).

(2)

في حاشية (أ): "أطفال" وعليها "خ".

(3)

مسلم (4/ 2049 رقم 2660)، البخاري (3/ 245 رقم 1383)، وانظر (6597).

(4)

"لأرهق" أي: أغشاهما.

(5)

مسلم (4/ 2050 رقم 2661)، البخاري (1/ 168 رقم 74)، وانظر (78، 2267، 122، 2728، ، 3278، 3400، 3401، 6672، 4727، 4726، 4725، 7478).

(6)

مسلم (4/ 2050 رقم 2662).

ص: 12

إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَال:(أَوَ غَيرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ)(1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4637 -

(26) وخرَّج عَنْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ: (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا). قَال: فَيَقُصُّ عَلَيهِ مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَال لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ:(إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالا لِي: انْطَلِقْ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَينَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلا يَرْجِعُ إِلَيهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِهِ فِي الْمَرَّةَ الأُولَى. قَال: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَانِ؟ ! قَال: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا (2) فَأَتَينَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ عَلَى قَفَاهُ (3)، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، فَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّي وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَينَهُ إِلَى قَفَاهُ -قَال: وَرُبَّمَا قَال أَبُو رَجَاءٍ: فَيَشُقُّ- قَال: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا (4) فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، قَال: فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَال: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَانِ؟ !

(1) انظر الحديث الذي قبله.

(2)

في (ك): "قال: فانطلقنا".

(3)

في (أ): "فقاه".

(4)

قوله: "ما" ليس في (أ).

ص: 13

قَال: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا (1) فَأَتَينَا عَلَى ثُقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ -قَال فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ- فَإِذَا (2) فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ، قَال: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا. قَال قُلْتُ: مَا هَؤُلاءِ؟ ! قَال: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، قَال: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَينَا عَلَى نَهَرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ (3)، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ الْحِجَارَةَ عِنْدَهُ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ فَيَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ، فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا. قَال: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ ! قَال: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، قَال: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَينَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ لَهُ يَحُشُّهَا (4) وَيَسْعَى حَوْلَهَا (5)، قَال: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ ! قَال: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَأَتَينَا عَلَى رَوْضَهٍ مُعْتَمَّةٍ (6) فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيع، وَإِذَا بَينَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَويلٌ لا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ ولْدَانٍ رَأَيتُهُمْ قَطُّ. فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا، مَا هَؤُلاءِ؟ قَال: قَالا لِي: انْطَلقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَينَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ (7) أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلا أَحْسَنَ قَال قَالا لِي: ارْقَ فِيهَا، قَال: فَارْتَقَينَا فِيهَا فَانْتَهَينَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ

(1) في (ك): "قال: فانطلقنا".

(2)

في (ك): "وإذا".

(3)

في (ك): "ما سبح".

(4)

"يحشها": أي يوقدها.

(5)

في حاشية (أ): "حوله" وعليها "خ"، وفي (ك):"حوله".

(6)

"معتمة" أي: شديدة الخضرة وفي (أ): "معتمة معتمّة"، وفوق كلمة "معتمّة":"خ".

(7)

في (أ): "ما لم".

ص: 14

وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَينَا بَابَ الْمَدِينَةِ، فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، قَال: قَالا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ، قَال: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ (1) فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَينَا فَذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ. قَال: قَالا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَال: فَسَمَا (2) بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ (3) الْبَيضَاءِ، قَال: قَالا لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَال: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالا: أَمَّا الآنَ فَلا وَأَنْتَ دَاخِلَهُ. قَال: قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيتُ مُنْذُ اللَّيلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيتُ؟ قَال: قَالا لِي: أمَّا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ: أمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَر (4)، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُل الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَينُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ (5) فِي مِثْلِ بنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّويلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الْولْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى

(1)"المحض" هو اللبن الخالص عن الماء.

(2)

في (أ): "فبينما".

(3)

"الربابة": السحابة البيضاء. وفي (ك): "الريانة".

(4)

قوله: "بالحجر" ليس في (أ).

(5)

في (ك): "الذي"، والمثبت من "صحيح البخاري".

ص: 15

الْفِطْرَةِ. -قَال: فَقَال بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ؟ ! فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ، - وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانوا (1) شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُمْ) (2).

4638 -

(27) البخاري (3). عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ (4)[قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلاةً أَقْبَلَ عَلَينَا بِوَجْهِهِ فَقَال: (مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيلَةَ رُؤْيَا). قَال: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: (مَا شَاءَ اللهُ). فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَال (5): (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ (6) رُؤْيَا؟ ). قُلْنَا (7): لا. [فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم](5): (لَكِّنِي رَأَيتُ اللَّيلَةَ رَجُلَينِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ (8)، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ يُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ (9) حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ، فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، [قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالا (10): انْطَلِقْ] (11). فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَينَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ (12) فَيَشْدَخُ بِهِ (13) رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ فَانْطَلَقَ إِلَيهِ لِيَأْخُذَهُ، فَلا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ،

(1) في (أ): "كان".

(2)

البخاري (12/ 438 - 439 رقم 7047)، وانظر (في 845، 1143، 1386، 2085، 2791، 3236، 3354، 4674، 6096).

(3)

قوله: "البخاري" ليس في (ك).

(4)

هذا الحديث بكامله في حاشية (أ)، ولم تظهر أجزاء منه في تصوير نسخة (ك).

(5)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(6)

في (ك): "منكم أحد".

(7)

في (أ): "فقلنا".

(8)

في (ك): "إلى أرض مقدسة".

(9)

في (ك): "شدقه فيشقه".

(10)

في (أ): "فإن"، والمثبت من "فتح الباري"(3/ 251 رقم 138).

(11)

ما بين المعكوفين لم يظهر في التصوير في (ك).

(12)

في (ك): "بصخرة".

(13)

في (أ): "بها".

ص: 16

وَعَادَ [رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ](1) إِلَيهِ فَضَرَبَهُ، [فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ (2)] (3). فَانْطَلَقْنَا إِلَى (4) ثَقْبٍ مِثْلِ [التَّنُّورِ أَعْلاهُ ضَيِّقٌ](5) وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ (6)[تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادُوا](5) يَخْرُجُونَ، فَإِذَا [خَمَدَتْ رَجَعُوا](5) فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ [وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ](5). فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَينَا عَلَى نَهَرٍ [مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ](5) قَائِمٌ [عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ](2)، وَعَلَى شَطِّ (7) النَّهَرِ [رَجُلٌ بَينَ يَدَيهِ حِجَارَةٌ](5) فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي [فِي النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ](5) يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ [بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيثُ](5) كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ [لِيَخْرُجَ (8) رَمَى فِي فِيهِ](5) بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ (9) كَمَا [كَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ](5). فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَينَا (10) إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي أَصْلِهَا شَيخٌ وَصِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ (11) بَينَ يَدَيهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ، وَأَدْخَلانِي (12) دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ (13) مِنْهَا، فِيهَا رِجَالٌ [شُيُوخٌ وَشَبَابٌ](14) وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ (15) وَأَدْخَلانِي (12) دَارًا هِيَ (16) أَحْسَنُ

(1) ما بين المعكوفين لم يظهر في تصوير (أ).

(2)

قوله: "انطلق" مكرر في (أ).

(3)

ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ك)، والمثبت من "البخاري".

(4)

في (ك): "فأتينا على".

(5)

ما بين المعكوفين لم يظهر في تصوير (ك).

(6)

في (ك): "فإذا توقدت".

(7)

في (أ): "رأس".

(8)

قوله: "كلما جاء ليخرج" لم يظهر في تصوير (أ).

(9)

في (أ): "فرجع".

(10)

في (ك): "أتينا".

(11)

في (ك): "الشجر".

(12)

في (ك): "فأدخلاني".

(13)

في (ك): "أحسن وأفضل".

(14)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(15)

قوله: "الشجرة" ليس في (أ).

(16)

قوله: "هي" ليس في (ك).

ص: 17

وَأَفْضَلُ مِنْهَا (1) فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، [قُلْتُ (2): طَوَّفْتُمَانِي اللَّيلَةَ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيتُ؟ قَالا: نَعَمْ] (3)[أَمَّا (4) الَّذِي رَأَيتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ (5) عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيتَهُ يُشْدَخُ (6) رَأْسُهُ فَرَجُلٌ (7) عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيلِ، وَلَمْ يَعْمَلْ (8) بِمَا (9) فِيهِ بالنَّهَارِ، يُفْعَلُ (10) بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ (11) الزُّنَاةُ، وَالَّذِي رَأَيتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ (12) الرِّبَا، وَالشَّيخُ (13) فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ [أَوْلادُ النَّاسِ](3)، وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ (14) النَّارِ، وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ (15) الشُّهَدَاءِ (16)، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي (17) مِثْلُ السَّحَابِ، [وَيُروَى مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيضَاءِ](18)، قَالا (19): ذَاكَ مَنْزِلُكَ. قُلْتُ (20): دَعَانِي [أَدْخُلْ](3) مَنْزِلِي، قَالا: إِنَّهُ بَقِيَ

(1) في (ك): "وأفضل لم أر قط أحسن وأفضل".

(2)

في (أ): "فقلت".

(3)

ما بين المعكوفين لم يظهر في تصوير (ك).

(4)

قوله: "أما" ليس في (أ)، وفي (ك):"أما الرجل".

(5)

في (أ): "يتحمل".

(6)

فِي (أ): "تشدخ".

(7)

في (أ): "رجل".

(8)

في (أ): "يعمل به".

(9)

قوله: "بما" ليس في (أ).

(10)

في (أ): "فليفعل"

(11)

في (ك): "هم".

(12)

في نسخ "البخاري" المطبوعة: "آكلوا".

(13)

في (ك): "والشيخ الذي رأيت".

(14)

قوله: "مالك خازن" مكرر في (ك).

(15)

قوله: "مدار" ليس في (ك).

(16)

في (أ): "الشهد".

(17)

في (أ): "فوق".

(18)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(19)

في (أ): "قال".

(20)

في (ك): "فقلت".

ص: 18

لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ [فَلَو اسْتَكْمَلْتَ](1) أَتَيتَ مَنْزِلَكَ) (2)(3)[وخرَّجه في كتاب "الرؤيا"](4).

4639 -

(28) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَالتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي (5) مُعَاويَةَ، فَقَال لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ (6) يُعَجِّلُ مِنْهَا شَيئًا قَبْلَ مَحِلِّهِ، وَلا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيئًا بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ (7) سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ (8) فِي الْقَبْرِ كَانَ خَيرًا لَكِ وَأَفْضَلَ) (9). قَال: فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخَ؟ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ)(10). وفِي رِوَايَة: "وَأَيامٍ مَعْدُودَةٍ " بَدَل: "وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ". وفِي آخَر (11): "وآثَارٍ (12) مَبْلُوغَةٍ". لم يخرج البخاري هذا الحديث.

4640 -

(29) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَويُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيرٌ، احْرِصْ عَلَى

(1) ما بين المعكوفين ليس في (ك)، وفي (أ):"فإذا استكملته"، والمثبت من "البخاري".

(2)

في (أ): "الجنائز".

(3)

انظر الحديث الذي قبله.

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

(5)

في (ك): "وياخي".

(6)

في (ك): "لا".

(7)

قوله: "كنت " ليس في (ك).

(8)

في (أ): "أو عذاب".

(9)

قوله: "وأفضل" ليس في (ك)، وفي "مسلم": "لكان خيرًا لك.

(10)

مسلم (4/ 2050 - 2051 رقم 2663).

(11)

في (ك): "آخر".

(12)

في (ك): "آثا".

ص: 19

مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلا تَعْجَزْ (1)، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيطَانِ) (2). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

[تم (3) كتاب القدر](4)

* * *

(1)"ولا تعجز": ولا تكسل عن طلب الطاعة ولا عن طلب الإعانة.

(2)

مسلم (4/ 2052 رقم 2664).

(3)

في (أ): "ثم"، والمثبت هو الصواب.

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (ك).

ص: 20